تنفس المصريون والجزائريون الصعداء بعدما جنبتهم القرعة التي سحبت في لواندا، مواجهة بعضهما في نهائيات كأس الامم الافريقية التي تستضيفها انجولا في يناير المقبل. وجاء المنتخب المصري في المجموعة الثالثة مع موزمبيق وبنين ونيجيريا بينما حلت الجزائر في المجموعة الأولي مع أنجولا ومالاوي ومالي وفي المجموعة الثانية ساحل العاج وبوركينا فاسو وغانا وتوجو وفي الرابعة جاءت تونس مع الكاميرون والجابون وزامبيا. وعلي الرغم من وقوع مصر في مجموعة متوازنة بشكل كبير إلي جانب موزمبيق وبنين ونيجيريا، إلا أن الافتتاحية ستكون غاية في الصعوبة أمام المنتخب النيجيري العنيد، والذي يعد بشكل دائم من أقوي المرشحين للفوز باللقب، الا أن مستواه في الفترة الأخيرة قد تراجع بشدة بدليل خروجه في البطولة الماضية أمام غانا وتأهله لكأس العالم المقبلة بصعوبة شديدة، مما يعزز من فرص مصر في الصعود الي الدور الثاني. وتقرر أن يواجه المنتخب المصري نظيره النيجيري في أولي المباريات 12 يناير 2010، يليه المنتخب الموزمبيقي ثم البنيني، وهو الترتيب الذي اختلف علي تقييمه الخبراء، حيث رأي البعض إنه جيد جداً، وذلك لتدرج مستويات الفرق التي يواجهها المنتخب المصري من الأقوي إلي الأضعف، وذلك في الوقت الذي يري فيه آخرون أن مواجهة المنتخب النيجيري قد تكون عثرة في بداية الطريق، وتعلن عن فقدانه لنقطتين أو ثلاث في المباراة الأولي، الأمر الذي يهدد مسيرته في الدور الأول.، خاصة مع حالة الغموض التي تسيطر علي مستويات الفرق الأخري. وفي حال تخطي المنتخب المصري الدور الأول فإنه قد يواجه عثرة أخري جديدة في طريقه للقب الثالث علي التوالي، وهو المنتخب التونسي الذي يلعب في المجموعة الرابعة إلي جانب الكاميرون وزامبيا والجابون، حيث ستكون مواجهة جديدة بين اثنين من أكبر المنتخبات في شمال إفريقيا، وهي المواجهة التي تتسم بالحساسية دائماً، الامر الذي قد يعيد الذكريات غير السعيدة لمواجهة مصر والجزائر في التصفيات المونديالية والأحداث المؤلمة التي صاحبتها. وسيلعب المنتخب المصري مبارياته في المجموعة الثالثة علي استاد مدينة بنجويلا - تطلق عليه تلك التسمية مؤقتاً إلي حين منحه اسماً آخر - وهو استاد جديد تكلف 95 مليون دولار سيفتتحه "الفراعنة" بحضور 35 ألف مشجع هي كامل سعته. ويعد "بنجويلا" هو ثاني أكبر الاستادات الأربعة المنتظر الانتهاء منها خلال الأيام المقبلة، بعد استاد العاصمة لواندا والذي يتسع ل 50 ألف متفرج وتكلف إنشاؤه 200 مليون دولار. وكانت الحكومة الأنجولية قد اتفقت مع شركات مقاولات صينية من أجل إنشاء أربعة استادات جديدة تمهيداً لاستضافة النهائيات بتكلفة تبلغ نحو 440 مليون دولار. ولعل القلق الوحيد الذي يحيط بالمنتخب المصري في هذه البطولة يكمن في الحالة النفسية السيئة التي يعيشها لاعبو المنتخب بعد الفشل في التأهل لمونديال جنوب أفريقيا 2010 بجنوب أفريقيا ، لذلك فإن نجاح هذا الجيل في بطولة أمم أفريقيا يتوقف علي إخراج اللاعبين من هذه الحالة السيئة حتي يستطيعوا الظهور بمستواهم المعهود في البطولات السابقة خاصة أن الفترة التي ستسبق انطلاق البطولة كافية تماماً لعودة الروح للاعبين بعد الخروج من تصفيات كأس العالم 2010.