مبروك لمنتخب مصر الكروي الذي حقق المستحيل، وفاز علي شقيقه المنتخب الجزائري بهدفين قاتلين لعمرو زكي في الدقيقة الثانية والثاني لعماد متعب في الثانية الأخيرة!! تحدي المنتخب المصري بقيادة المعلم حسن شحاتة هذا المدرب الوطني الأصيل كل الصعوبات والتحديات الكروية وأيضا سخافات وهمايونات استوديوهات التحليل الفضائية والدكاكين النقدية الصحفية!! صياح وصراخ ولطم وعويل ومندبة ومناحة لا مثيل لها واجهها هذا المنتخب الجسور وجهازه الفني المحترم منذ شهور، وبالتحديد بعد هزيمة المنتخب من الجزائر بثلاثة أهداف مقابل هدف وحيد للساحر الجميل محمد أبو تريكة وفقد المنتخب ثلاث نقاط غالية، وقبلها كنا قد تعادلنا مع زامبيا في القاهرة وتسرب من بين أيدينا نقطتان في غاية الأهمية!! عاش المنتخب ولاعبوه أياما صعبة، فقد فقدوا خمس نقاط من ست في أول مباراتين، كانت مهمة أولاد حسن شحاتة في حكم المستحيل، فقد بات عليهم أن يحصدوا ست نقاط في الأربع مباريات التي تتبقي لهم. كان ضياع نقطة واحدة من المنتخب بسبب تعادل ما معناه توديع الأمل وغياب الحلم!! ونصب المشانق لهذا الجيل الذهبي الرائع!! عندما يأتي المساء كنت تشاهد العجب العجاب من بهوات وفهلوية النقد والتحليل الفضائي، وكأنه سيناريو خبيث الهدف منه احباط هذا الجيل من الأولاد أصحاب الأقدام والرءوس الذهبية الذين حققوا لمصر في خلال أربعة أعوام فقط أحلي وأغلي وأجمل بطولتين أفريقيتين لمصر، وهو انجاز تاريخي لهذا الجيل بكل المعايير، كنا أبطال أفريقيا عام 2006 و 2008 ومع ذلك - وفي وقتها - حاول البعض عن جهل أو غيره أو حسد أن يقلل من حجم الانجاز عام 2006 وقالوا وأشاعوا وكتبوا أن حسن شحاتة مدرب محظوظ وأنه فاز ببركة دعاء ملايين المصريين طب ومالوا يا سادة!! فما أجمل وأغلي دعاء الوالدين لأي إنسان! ثم جاءت البطولة الثانية والتي تحققت علي أرض غانا، وقدم المنتخب طوال مبارياته أروع وأجمل وأحلي مبارياته، مدرب وطني قدير وجهاز معاون علي نفس القدرة من الوطنية والقدرة، ولم يشفع هذا الانتصار الرائع لأبناء حسن شحاتة وبدأ البعض بعد الهزيمة من الجزائر يعزف علي نغمة سخيفة ومعيبة أيضا بأن اللعيبة كبرت في السن وشاخت!! هل رأيتم وقرأتم سخفا مثل هذا؟! وسط هذا المناخ المناحي - نسبة إلي المناحة - سافر المنتخب إلي جنوب أفريقيا للمشاركة في كأس القارات، وشاءت الصدفة والقرعة أن تضم مجموعتنا البرازيل - وما أدراك ما البرازيل - وإيطاليا بطل كأس العالم ثم أمريكا. وليس سرًا أن رهانات البعض كانت علي هزيمة مصر بستة أو سبعة أو ما تشاء من الأهداف، لكن المنتخب المصري قدم واحدة من أحلي وأغلي وأجمل مبارياته علي الإطلاق كان ندًا لسحرة البرازيل، بل كان متعادلاً معها وحتي الثانية الأخيرة من المباراة وقبل أن تفوز البرازيل بهدف قاتل جاء من ضربة جزاء!! صحافة العالم كله تحدثت عن الأداء المبهر والمشرف والعبقري لأبناء المعلم حسن شحاتة، ثم جاءت مباراة إيطاليا بطل العالم، وفازت مصر باقتدار وحرفنة ومهارة وجمل تكتيكية وبراعة أداء. باختصار وكما قالت صحافة العالم - وإيطاليا خاصة - لقد فازت مصر لأنها كانت الأكفأ والأجدر والأقدر، وأن منتخبها جعلنا نبدو بغير ملابسنا الداخلية!! صحيح أن مناحة الفضائيات خفت من بعض سخافاتها لكنها عادت وبقسوة بعد الهزيمة من أمريكا!! واستمرت في حملتها ولم يهدأ الكلام السخيف والشائعات! وعادت كتيبة المنتخب إلي القاهرة لتبدأ رحلة المستحيل للحصول علي أثنتي عشرة نقطة ونجح المنتخب في حصد تسع نقاط من ثلاثة انتصارات، وكعادة البعض قالوا إن المنتخب كسب لكن الآداء مذبذب، أو الآداء لم يكن ممتعًا إلخ. واقتربت مباراة الجزائر الشقيقة، والتي للأسف الشديد نجحت بعض الأقلام في الشقيقة الجزائر من خلال كلام منفلت وموتور إلي تحويلها إلي معركة حربية، وللأسف أيضا أنساق لهذه الحملة بعض الندابين سواء عبر الفضائيات والصحف!! وحسنًا فعل حسن شحاتة عندما سافر بفريقه إلي أسوان ومنع عنهم الصحف والمجلات ومشاهدة الفضائيات وسحب أجهزة المحمول واللاب توب وعزلهم عن كل ما يدور حولهم من سخافات وتحليلات ومعارك حامية الوطيس اتسمت بالجهل العميق سواء في أمور السياسة وهذا طبيعي لمن لم يقرأ في حياته مقالاً أو كتابًا عن عمق ومتانة العلاقة بين الشعبين المصري والجزائري، أما الجهل في أمور الكرة فكان فادحًا وفاضحًا!! لقد بدأت رحلة الألف ميل ولم يبق إلا خطوة واحدة مكانها غدًا في السودان الشقيق، يا كل أفراد المنتخب الذين لعبوا أو الذين لم يلعبوا، يا كل جهاز المنتخب بقيادة المعلم حسن شحاتة: شكرًا لكم من أعماق ملايين المصريين: قيادة وشعباً. فعلا مفيش حاجة اسمها مفيش فايدة!! لا عزاء لهذا الحزب الكئيب: حزب مفيش فايدة!!