تحظي المباراة المصيرية بين مصر والجزائر المقرر إقامتها غداً التي ستحدد المتأهل إلي نهائيات كأس العالم بجنوب أفريقيا مباشرة باهتمام جميع الفئات بداية من المواطن العادي حتي رجال المجتمع والسياسة كونها بين منتخبين يمثلان دولتين شقيقتين هما مصر والجزائر.. روزاستاد كعادتها سباقة.. التقت بسعادة السيد عبد القادر حجار سفير دولة الجزائر بالقاهرة ومندوبها بالجامعة الدول العربية لنتعرف منه علي توقعاته لنتيجة المباراة وتفسيره للتعصب الكروي الكبيريين جماهير البلدين في حوار شيق اختص به الجريدة وجاء علي النحو التالي: ما توقعاتك لنتيجة المباراة المصيرية أمام مصر؟ - يتعلق الأمر بمباراة في كرة القدم، وهي بذلك تعتبر كأي مباراة تجري بين فريقين لا أكثر، والنتيجة يحددها اللاعبون فوق أرض الميدان. من وجهة نظرك لماذا تحظي لقاءات المنتخبين بالتعصب الشديد من جانب الجماهير؟ وما هو العلاج لنبذ هذا التعصب؟ - وسائل الإعلام، لاسيما القنوات الفضائية الخاصة هي التي وقفت وراء هذه الحملة من الإثارة، والخطورة تكمن في الانعكاسات التي قد تخلفها مثل هذه التوجهات علي الجماهير في مصر والجزائر. ما يجب تسجيله هنا هو أن القنوات التليفزيونية في الجزائر هي كلها قطاع عمومي ولا وجود للقطاع الخاص، وبالتالي فإنها لم تتعرض لأي عمل يمس العلاقات المتميزة بين البلدين والشعبين. وعليه فإنه ما يكتب في الجزائر علي قلته ينشر في الصحافة الجزائرية المستقلة. وتأثيرها محدود. الأمر يختلف في مصر حيث إن القنوات التليفزيونية الخاصة، لها حضور قوي ومؤثر علي الجمهور، وهي في الأغلب تتنافس فيما بينها عبر بث تغلب عليه الإثارة، وقد أدي بعض ما بثته إلي حصول تجاوزات في حق الشعبين المصري والجزائري، وقوبل ذلك برد من الصحف المستقلة، بدا فيه نوع من الحدة. ولذلك فإن العلاج السوي للتعصب هو دعوة وسائل الإعلام، للابتعاد عن بث روح الكراهية بين أبناء البلدين لأسباب لا تعدو أن تكون لعبة في كرة القدم. ما تقييمك لأداء المنتخبين؟ - مهمة تقييم أداء اللاعبين من صلاحيات المشرفين علي قطاع الرياضة؟ من هم أفضل اللاعبين في المنتخب المصري؟ - أهل مصر أدري بشئون لاعبيهم. هل تعتقد أن فرصة الجزائر في الصعود أفضل من مصر؟ - مسألة الصعود بالنسبة لأي فريق، وفي أي زمان ومكان، يحددها اللاعبون فوق أرض الميدان، فلنترك للاعبين أمر ذلك. هل تؤيد التصريحات النفسية للمدير الفني للجزائر؟ - ما المقصود بالتصريحات النفسية؟ لم أسمع عنها، ولا أعتقد أن أي مسئول جزائري وفي أي موقع تكلم في هذا الموضوع، هذه الأفكار هي في الغالب مختلقة وغير مسئولة، وبالتالي نأمل الابتعاد عنها لفائدة البلدين. لماذا مباريات الجزائر ومصر تقوم بعمل أزمة جماهيرية؟ - في الواقع إن تعبير أزمة لا ينطبق علي الوضع القائم، فليس هناك أي أزمة بين أبناء البلدين، ربما هناك حماس زائد لدي مناصري الفريقين وهذا أمر طبيعي، لكن تحول هذا الحماس إلي المساس بالعلاقات المميزة القائمة بين مصر والجزائر أمر غير مقبول، ولاشك أن الإعلام المنفلت هو الذي يقف وراء ذلك. هل وجود مشاكل تاريخية بين جماهير البلدين يعني وجود فشل سياسي؟ - الواقع يثبت عكس ذلك، العلاقات القائمة بين الشعبين الجزائري والمصري تاريخية، لقد دعمت مصر قيادة وشعباً، الجزائر في كفاحها من أجل الحرية والاستقلال، كما وقفت الجزائر إلي جانب أشقائها المصريين في المعارك التي خاضوها دفاعاً عن مصر وقضية العرب الأولي فلسطين ضد إسرائيل. وانطلاقاً من ذلك البعد التاريخي، تظل هذه العلاقات متميزة وعلي كل المستويات، حيث يرتبط البلدان بأكثر من 47 اتفاقية تمس كل ميادين التعاون الذي تؤطره لجنة عليا مشتركة، برئاسة قائدي البلدين، اجتمعت منذ حوالي سنة ونصف السنة بالجزائر. والاستثمارات المصرية في الجزائر هي الأولي، خارج قطاع المحروقات، فالوجود المصري قوي ونأمل أن يتسع مستقبلاً. لاشك أن عدم الإلمام بهذه الخلفية، ويجعل البعض يتحدث عن فشل، وهو ما ينافي الوقائع القائمة. ما الرسالة التي توجهها لجماهير البلدين؟ - يجب وضع اللقاء الكروي المنتظر بين منتخبي البلدين في مكانه الطبيعي لكونه مجرد مباراة في كرة القدم، ونتيجتها يحددها اللاعبون فوق أرضي الميدان وليس في الشوارع أو عبر وسائل الإعلام والمنتديات. ولذلك أدعو إلي الابتعاد عن التشنج الإعلامي وعن التجاوزات في حق أبناء البلدين وعدم المساس بالعلاقات التاريخية بينهما، وحماية هذه العلاقات من كل أشكال العبث بها، والععل علي تطويرها لما فيه المصلحة المشتركة.