في خطوة مفاجئة قررت الفنانة سميرة عبد العزيز بطلة عرض "أطياف المولوية" التنازل عن أجرها لاستمرار العرض لمدة 15 يوما أخري، حيث كان العرض مهددا بالإغلاق بسبب ضخامة ميزانيته، وعن العرض وهذا الموقف تحدثت الفنانة سميرة عبدالعزيز معنا في هذا الحوار حيث قالت: بالرغم من أن أجري لا يتجاوز الخامسة عشر ألف جنيه في ال15 يوما إلا أن البيت الفني للمسرح أكد أنه ليس هناك ميزانية تستوعب أجري وأجر الفنان أحمد فؤاد سليم لمد العرض هذه المدة، وحرصا علي استمرار عرض العمل المتميز قررت التنازل لكن للأسف الفنان أحمد فؤاد سليم لم يقبل بهذا الحل وقرر الانسحاب من العرض وبداية من اليوم سوف يستعين المخرج بغيره إذا أصر علي موقفه. من الصعب أن يقبل الفنانون التنازل عن أجرهم بسهولة فما الذي دفعك لاتخاذ هذا القرار؟ - لأن العرض ليس عملا مسرحيا عاديا بل هو رسالة إنسانية رفيعة تدعو لوحدة الأديان واحترام الإنسان بصرف النظر عن دينه وأعتقد أن مصر في أشد الحاجة لهذه النوعية من الأعمال المسرحية لذلك لم أتعامل معه كعمل فني عادي بل كرسالة لابد أن يراها أكبر قدر من الجمهور وتعرض في أكثر من مكان لذلك لم أتردد في اتخاذ هذا القرار. وهل هذا هو قيمة أجرك بشكل عام في المسرح؟ - هذا الأجر أحصل عليه عادة في عروض القاعة الصغيرة وبما أن هذا العرض إنتاج مسرح الغد قبلت بهذا المبلغ كما أنني في عملي بالمسرح لا أقيم وزنا للماديات بشكل عام خاصة أننا نحصل علي المادة من أماكن أخري ولكن أعمل في المسرح لإشباع رغبتي الفنية فأنا في النهاية ممثلة مسرح. بالرغم من ان هذا العرض يبدو نخبويا إلا انه نجح جماهيريا هل كنت تتوقعين ذلك؟ - أعلم دائما عروض المخرج انتصار عبد الفتاح حتي أنني أصبحت أقبل العمل معه دون قراءة النص واكتفي فقط بسماع سيناريو العمل منه لأنني شاركت معه من قبل في "مخدة الكحل" والعرض حقق نجاحا كبيرًا وعرض بأكثر من دولة منها فرنسا وإيطاليا وتونس والهند واستمر أربعة أشهر علي خشبة مسرح الطليعة، كذلك كان عرض "الترنيمة" فهذه النوعية من العروض أعلم جيدا مدي نجاحها وقبول الجمهور لها فهي عروض جماهيرية معني وليست نخبوية أو للمثقفين كما قد يتوهم البعض. شارك العمل هذا العام في المسابقة الرسمية لمهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي لكنه لم يتم ترشيحه لنيل أي جائزة من جوائز المهرجان، هل أحزنك ما حدث؟ - الحقيقة توقعت لهذا العرض جائزة أفضل عمل جماعي أو أفضل إخراج وليس جائزة تمثيل لي لأنني لا أعتبر نفسي بذلت مجهودا بالتمثيل لأن العمل اعتمد بشكل أساسي علي الحوار وليس التمثيل أو الحركة لكن نحن كنا حوالي 30 شخصًا قدمنا عملاً منظمًا ومتكاملاً بمنتهي الإتقان لذلك توقعت جائزة أفضل عمل جماعي أو إخراج لأن العرض يعتمد علي العمل الجماعي والإخراج لكن يبدو أنه لم يوافق ذوق لجنة تحكيم المهرجان والمسألة في النهاية أذواق. ما رأيك في الحالة المسرحية بوجه عام، خاصة أن جيلك غير راض عن وضع المسرح الحالي؟ - لأنهم دائما يقارنون الفترة الحالية بفترة الستينيات والسبعينيات التي كنا ننتج خلالها كل شهر عملا جديدا ويعرض مرتين في اليوم ماتينه وسواريه وكان هناك إقبال شديد لذلك يرون أن هناك مشكلة لكن الحقيقة أري أن الحالة بدأت تتحسن في الفترات السابقة خاصة لأنهم أصبحوا يهتمون بإنتاج العروض التي تحمل قيمة حقيقية للجمهور وقل الاهتمام بالعروض التجارية لذلك أري أن هناك مناخا جيدا وجيلا موهوبا من شباب المسرحيين. ما رأيك في تولي الفنان توفيق عبدالحميد إدراة البيت الفني للمسرح؟ - بصراحة هي تركة مثقلة وأنا مشفقة علي توفيق منها لكنني أعلم جيدا أنه متميز وفنان قدير وسوف يكمل مسيرة الدكتور أشرف زكي بنجاح لكن لابد أن يبتعد عن زبانية الإسفاف لأنهم موجودون في كل مكان ويحاولون دائما الإيقاع بأي رئيس هيئة أو مدير فرقة وتوفيق في النهاية ممثل مسرح ولن يشعر أحد بمشاكل المسرح إلا رجل مسرح لذلك أتمني له التوفيق والنجاح. هل لديك مشاريع فنية قادمة؟ - هناك مشروع مع المؤلف محفوظ عبد الرحمن بعنوان "بلقيس والتيه" للمخرج أحمد عبد الحليم من المقرر البدء فيه مع الموسم القادم ومن المحتمل عرضه علي خشبة القومي إذا تم إفتتاحه خلال الفترة القادمة.