اشعل قرار الرئيس محمود عباس عدم ترشيح نفسه في الانتخابات الرئاسية المقبلة خلافات حادة داخل الساحة الفلسطينية ربما تغير ملامح ومستقبل السلطة الفلسطينية بشكل جذري. وبينما أكد صائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين أن مسئولي السلطة الفلسطينية سيتركون مناصبهم حال تنفيذ عباس لقراره شن المجلس الثوري لحركة فتح هجوما مريرا علي رئيس حكومة تسيير الاعمال سلام فياض متهمين إياه بالسعي لتنفيذ انقلاب أبيض. وفي هذا الصدد قال عريقات إن الرئيس محمود عباس لايري في الأفق امكانية اقامة دولة فلسطينية ومن ثم فإنه لا يؤمن بضرورة استمراره في منصبه أو بضرورة وجود سلطة فلسطينية. وأضاف عريقات في تصريحات لصحيفة نيويورك تايمز أن الحديث ليس عن من سيحل محل عباس وإنما الحديث عن ترك مناصبنا متسائلا هل تعتقد أن هناك مسئولا سيبقي بعد ترك الرئيس عباس منصبه؟ وأوضحت الصحيفة الامريكية أن عددا كبيرا من المسئولين الفلسطينيين أكدوا في تصريحات خاصة لها علي نفس موقف عريقات وأشاروا الي أن الرئيس عباس يشعر بأن الطريق مسدود تماما مع حكومة نتانياهو. من جانبه قال عزام الأحمد رئيس كتلة فتح البرلمانية انه تحدث مع الرئيس محمود عباس وأوضح أن الأخير قد يستقيل من منصبه خلال الشهر القادم تقريبا. وأضاف لايوجد أحد يقبل أن يكون رئيسا في ظل هذا الوضع.. أننا قد نشهد انهيار السلطة الفلسطينية. فيما اتهم الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبوردينة الادارة الامريكية بانها عاجزة عن القيام بدورها في عملية السلام. وفي السياق ذاته شهد اجتماع المجلس الثوري لحركة فتح في مدينة رام الله نقاشا ساخنا لتبعات قرار عباس بعدم الترشح للانتخابات القادمة، حيث وجه بعض الاعضاء انتقادات لسياسة سلام فياض رئيس الوزراء. وقال أحد أعضاء المجلس طالبا عدم ذكر اسمه إن عددا من الاعضاء شنوا هجوما شديدا علي فياض وأنهم يرون أن سياساته في الضفة الغربية تؤسس لمرحلة انقلاب أبيض وذلك ردا علي مشروع أعلن عنه فياض يهدف لاقامة الدولة الفلسطينية خلال عامين بدون التشاور مع الحركة التي تقود منظمة التحرير والسلطة الفلسطينية، وكونها مرتبطة بخطة السلام الاقتصادي التي تتبناها إسرائيل.