وقعت مواجهات عنيفة في شوارع طهران بين عناصر الشرطة والمعارضين لحكومة الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، حيث ردد المتظاهرون شعارات مثل "الموت للديكتاتور" وردت السلطات عليهم بإلقاء القنابل المسيلة للدموع لتفريقهم. ووقعت المواجهات في ميدان قريب من مبني السفارة الأمريكية، حيث جرت مسيرة ضخمة رسمية مناهضة للولايات المتحدة امس بمناسبة ما يسمي "اليوم الوطني لمقارعة الاستكبار العالمي" في ذكري الاستيلاء علي السفارة الامريكية في طهران قبل 30 عاما. جدير بالذكر أن الحكومة الايرانية تنظم في الرابع من نوفمبر من كل عام مسيرات في أنحاء البلاد بمناسبة ذكري سيطرة الطلبة الإسلاميين علي السفارة الأمريكية عام 1979 دعما للثورة الإسلامية. وقد استغل أنصار المعارضة، وعلي رأسهم الحركة الخضراء الداعمة للمرشح الرئاسي الخاسر مير حسين موسوي، المناسبة للاحتجاج علي أحمدي نجاد. وكانت السلطات قد نشرت أعدادا كبيرة من رجال الشرطة والأمن وسط طهران تحسبا لاندلاع تلك الاحتجاجات، التي شارك فيها موسوي ومهدي كروبي، رئيس البرلمان السابق، وكذلك الرئيس السابق محمد خاتمي. وتم السماح لوسائل الإعلام الأجنبية بتغطية المسيرة التي تنظمها الحكومة فقط، بينما لم يسمح لها بتغطية الاحتجاجات. وقد ذكر موقع موجكامب للاصلاحيين الايرانيين علي الانترنت أن الشرطة أطلقت الرصاص علي محتجين من أنصار زعيم المعارضة مير حسين موسوي، مشيرا إلي أن البعض أصيبوا. وقال شاهد في وقت سابق ان الشرطة الايرانية اعتقلت بعض المحتجين في وسط العاصمة طهران، كما استخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريق آلاف المحتجين من أنصار المعارضة. من جانبه، استغل الرئيس الامريكي باراك أوباما ذكري مرور 30 عاما علي أزمة الرهائن في ايران لحث طهران علي تقديم تنازلات بشأن برنامجها النووي قائلا انه يتعين عليها طي صفحة الماضي واقامة علاقة جديدة مع الولاياتالمتحدة . وقال اوباما في بيان له أمس "حان الوقت لحكومة إيران إن تقرر هل تريد ان تركز علي الماضي أم أنها ستقوم بالاختيار الذي يفتح الباب الي فرصة أكبر والرخاء والعدالة لشعبها". وقال اوباما: "أوضحنا انه اذا التزمت ايران بالتعهدات التي تلتزم بها كل الدول فسيكون امامها طريق لاقامة علاقة اكثر ازدهارا وإثمارا مع المجتمع الدولي.". في الوقت نفسه، أعلن المرجع الايراني الكبير المنشق آية الله حسين علي منتظري ان احتلال السفارة الامريكية في طهران قبل ثلاثين عاما من قبل طلاب اسلاميين متشددين واحتجاز رهائن فيها، كان خطأ. وقال منتظري علي موقعه الالكتروني ان "احتلال السفارة الامريكية لقي في البدء دعم الثوريين الايرانيين والامام الخميني، وأنا بنفسي دعمته". "ولكن نظرا الي التداعيات السلبية والحساسية البالغة التي نجمت عن هذا العمل لدي الشعب الامريكي، فإن القيام بهذا العمل لم يكن صائبا".