بعد فترة من الهدوء الحذر، اشتعلت الساحة الإيرانية من جديد، في الذكري الثلاثين لاحتلال طلبة إسلاميين للسفارة الأمريكية في طهران ووقعت مواجهات عنيفة في شوارع طهران وعدد من المدن الإيرانية الأخري بين عناصر الشرطة والمعارضين لحكومة الرئيس محمود أحمدي نجاد، التي شارك فيها المرشحان السابقان في انتخابات الرئاسة مير حسين موسوي ومهدي كروبي والرئيس السابق محمد خاتمي. وردد المحتجون علي "نجاد" شعار "الموت للديكتاتور" فردت السلطات عليهم بإلقاء القنابل المسيلة للدموع لتفريقهم واعتقلت بعض المحتجين وأطلقت الرصاص علي أنصار موسوي، وتعرض كروبي لاعتداء من الشرطة. ومنذ الصباح خرج مئات الآلاف من أنصار التيار الإصلاحي قبل أن يبدأ المحافظون مظاهراتهم التي تتكرر كل عام أمام المقر السابق للسفارة الأمريكية بمناسبة ما يسمي "اليوم الوطني لمقارعة الاستكبار العالمي"، وانتشرت قوات الأمن بكثافة وسط العاصمة تحسباً لاندلاع تلك الاحتجاجات، وسمحت السلطات لوسائل الإعلام الأجنبية بتغطية المسيرة التي نظمتها الحكومة، والتي رفعت شعار "الموت لأمريكا" بينما منعتها من تغطية احتجاجات الإصلاحيين. وأوقفت طهران عمل أربع محطات رئيسية للمترو خشية مشاركة أوسع للإصلاحيين.. وخرج طلاب جامعتي أصفهان وطهران وجامعات أخري في البلاد في حشد منظم وهم يرددون: "مادام نجاد في السلطة فالأمر سيتكرر ضده" وحصلت اشتباكات بين الشرطة ومعهم عناصر من الباسيج ذوي الملابس المدنية وبين الطلاب وجرت حملة اعتقالات موسعة في صفوف الطلاب المحتجين.