تكلم نتانياهو عن المستوطنات غير الشرعية التي يوسعها ويزرعها في الأراضي العربية المحتلة في مدينة القدس والضفة الغربية.. وأعلن أن اتفاقا قد تم بينه وبين الإدارة الأمريكية حول المستوطنات.. بما يعني أن هناك توافقًا قد حدث بين الإدارة الأمريكية ورئيس الوزراء الإسرائيلي حول موضوع توسعة المستوطنات. فالموقف الأمريكي المعلن علي لسان الرئيس أوباما هو عدم شرعية ما تخطط له و تقوم به الحكومة الإسرائيلية من نشاط استيطاني في القدس والضفة الغربية خاصة ما تصفه هذه الحكومة اليمينية المتشددة بالتوسع الطبيعي أو ما تقول عنه توسعًا إنسانيا بغض النظر عن التواجد الاستيطاني الإسرائيلي في هذه المناطق من الأراضي العربية المحتلة.. تواجد غير شرعي تدينه كل القرارات الأممية. ولما لم يصدر تعليق أو تصريح من إدارة الرئيس أوباما والبيت الأبيض سواء بالنفي أو التأكيد أو حتي تفسير ماهية وحدود ومساحات هذا التوافق الذي أعلن عن تحققه بين رئيس الوزراء الإسرائيلي والإدارة الأمريكية. فإن الكثير من علامات الاستفهام أصبحت تنتظر إجابات ملحة وكلها يتعلق بموقف إدارة الرئيس أوباما من الاستيطان الإسرائيلي غير الشرعي.. وهل هو ثابت مستمر أم تعرض لتغيير وتبديل ميلا إلي كفة الخطط الإسرائيلية؟ تجاربنا مع المواقف الأمريكية المعلنة في ملف القضية الفلسطينية وما تتعرض له من تغيير وتبديل من الموقف إلي نقيضه وبالطبع في صالح إسرائيل.. لا تبشر بأي خير.. وقد اعتدنا تاريخيا أن المواقف تتبدل بين ليلة وضحاها عند ضغط إسرائيلي هنا أو هناك.. أو زيارة إسرائيلية للبيت الأبيض. وهو ما ستكشفه الأيام القليلة المقبلة.. ووقتها فإن لكل مقام مقالاً.. ولعل الرسالة تكون قد وصلت إلي حماس وهي لا تزال تمارس نفس اللعبة في أشهر من التفاوض والأخذ والرد وطرح الشروط وبعد التوصل إلي صياغات توفيقية لمصالحة فلسطينية- فلسطينية تسعي إلي تحقيق المصالح العليا للشعب الفلسطيني.. تعود حماس إلي أجندتها وتكتيكاتها وحساباتها الخاصة فتأتي ساعة التراجع الحمساوي المنظم.. وتكون النهاية.. لا اتفاق ولا توقيع ولا مصالحة. والله يساعد من يساعدون أنفسهم. [email protected]