بعد أحد عشر عاما من عملي في الصحافة بداية من جريدة الشعب المعارضة، ثم مسئولا عن الديسك السياسي بجريدة القبس الكويتية والشرق الأوسط اللندنية ومراسلا لمجلة المشاهد السياسي التي تصدرها هيئة الإذاعة البريطانية لنحو خمس سنوات شرفني الأستاذ أسامة سرايا رئيس تحرير الأهرام العربي ومدير تحريرها الأستاذ نصر القفاص برئاسة القسم السياسي بمجلة الأهرام العربي خلفا للزميل ماهر مقلد. كان العمل في الأهرام العربي تجربة ممتعة، وتزاملت في المجلة مع الكثير من الزملاء القدامي في المهنة والشباب الصاعد، وكلهم تبوأوا مناصب مهمة في عالم الصحافة والعمل التليفزوني مثل الأصدقاء خالد صلاح رئيس تحرير اليوم السابع وجابر القرموطي الذي يقدم برنامج مانشيت وعلا الشافعي مقدمة برنامج "ولاد البلد"، وبشير حسن رئيس تحرير برنامج "خميس وجمعة" والمعلق الرياضي المميز أشرف محمود، والشاعر الموهوب والجميل إبراهيم داود. كما تزامل معنا في الأهرام العربي لفترات قصيرة أنور الهواري رئيس تحرير الأهرام الاقتصادي، ومدير تحرير الأهرام والنائب في مجلس الشعب عبد العظيم الباسل والقائمة طويلة وتتسع للكثير من الصحفيين الموهوبين الذين خرجوا من الأهرام العربي إلي عالم الصحافة الأرحب والأوسع. ومن الأمور التي لا أنساها أيضا في هذه التجربة التي استمرت نحو خمس سنوات حين طلب مني الأستاذ أسامة سرايا التعامل مع صحفي مغمور لم أسمع عنه من قبل، كان قد تخرج في الجامعة وسافر للعمل في السعودية ويبدو أنه التقي الأستاذ أسامة سرايا حينما كان مدير مكتب الأهرام بجدة.. كان هذا الصحفي المغمور هو مجدي الجلاد، وطلب سرايا أن نتعامل معه بالقطعة، أي نطلب منه موضوعات محددة ويتقاضي مقابلاً مادياً عما ينشر مما يرسله. ولأنني في الأساس لا أطيق فكرة العمل بالقطعة، فقد كنت حريصا علي عدم طلب أي موضوعات لا تنشر، وجرت العادة أن أرسل فاكسا لمجدي الجلاد فيه الموضوع الذي أريده من جدة وعناصره، والمصادر التي سيتحدث معها، ولأنه صحفي بدون تاريخ فقد حرصت علي أن يصله مني مخطط كامل للموضوع بحيث لا يحيد عنه، فكل المطلوب منه ملء الفراغات، لا أكثر ولا أقل. وأتذكر جيدا حين أراد الجلاد العودة من جدة والاستقرار في القاهرة في شقته في أحد الشوارع الجانبية المتفرعة من شارع فصيل أنني طلبت من الأستاذ أسامة سرايا مع آخرين تعيينه في الأهرام، وألحقه خيري رمضان بقسم التحقيقات الذي كان يترأسه. ومنذ هذه اللحظة تحول الجلاد إلي ظل خيري رمضان، وحينما أصبح مديرا لتحرير الأهرام مطلع عام ألفين كلف مجدي الجلاد برئاسة قسم التحقيقات بديلا عنه وتحت إشرافه، وحين شرع أنور الهواري في تأسيس المصري اليوم استعان به كمدير تحرير ثان للجريدة التي صنعها الهواري من الألف للياء، وتركها بسبب نشر إعلان عن الخمور بينما كان في السعودية، ولم يطلع علي الإعلان بينما كانت هذه مسئولية مدير التحرير مجدي الجلاد، الذي استغل فرصة غياب الهواري لأداء مناسك الحج فأطاح به من رئاسة التحرير وجلس مكانه ليصبح رئيس تحرير الصدفة والمؤامرة علي من جاء به. [email protected]