يوزر سيف محاولة اختراق لست عالم دين لذا لن أستند إلي آراء فقية وفتاوي علماء الدين في رفضي تشخيص الأنبياء عليهم السلام في الأعمال الدرامية بل لسبب بسيط وهو ارتباط الصورة الذهنية للنبي أو الرسول حال تجسيده علي الشاشة بصورة الممثل وعندها يستعيد الذهن بصورة لا إرادية تلك الصور المصطنعة المخبأة في الذاكرة كلما ذكر اسم النبي. وهنا الخطورة خاصة عندما تطبع تلك الصور في ذاكرة النشء ليفاجأ الطفل فيما بعد بذات الممثل في مشاهد خارجة غير لائقة. يوزر سيف هو اسم مصري فرعوني قديم بمعني يوسف في العربية الاسم الذي يعني الحزين في اللغة العبرانية.. ويمنح ويضاعف في العبرية، تطاول الشيعة في إيران علي النبي يوسف بتجسيد شخصه الكريم بواسطة ممثل إيراني شاب وآخر طفل في مسلسل حمل اسم النبي يوسف عليه السلام التطاول طال نبي الله يعقوب وجبريل أمين الوحي عليهما السلام بتجسيدهما علي الشاشة بواسطة بشر. ذلك العمل الإيراني المدبلج عربيًا بدقة بالغة والمنتج فنيًا بكفاءة عالية لا يمكن النظر إليه علي أنه عمل عادي ناجم عن فكرة طرأت علي ذهن مؤلف فلاقت ترحيبًا لدي منتج أحسن اختيار فريق العمل بل هو أحد مخططات النظام الإيراني لاختراق الوطن العربي ثقافيًا في إطار خطوات تمهيدية لترسيخ القومية الفارسية والمعتقدات الشيعية. لا أحبذ نظريات المؤامرة لكن لا يمكن أن أغفل حقائق يرصدها العقل ويقبل مناقشتها فالعمل الذي أنتج في 2008 لم يعكف عليه مؤلف واحد بل عمل جماعي شارك في تأليفه 20 مؤلفًا أي فريق عمل مكلف بمهمة وليس هو صاحب فكرتها. ثانيًا: العمل يتحدي قاعدة فقهية لدي السنة ترفض تجسيد الأنبياء لعصمتهم وغير ذلك من الأسباب التي تؤمن بعدم جواز التجسيد للعشرة المبشرين بالجنة إلي جانب الرسل والأنبياء ومن ثم كان اختيار أجمل القصص القرآني لينتج باتقان يجعله لا يقاوم من المشاهد العربي خاصة عندما يختار موعد العرض في رمضان من خلال ثلاث قنوات شيعية بعد دبلجتيه ليخاطب العرب في الأساس وليس الفرس غير المتحدثين عربيًا. والملاحظة الأهم أنه يتناول حقبة من تاريخ مصر القديم الفرعوني فإلي جانب كونه يغازل عقيدة المسلم المصري فهو يخاطب عمق تاريخه فهل التزم العمل بالدقة التاريخية.. هل عاش يوسف عليه السلام في عهد أمنحتب الثاني أم في عهد سنورست الثاني فالدراسات الجيو هيدرولوجية تؤكد حدوث جفاف في النيل استمر 12 عاما بدأ قرابة 1878 قبل الميلاد أم عاش عليه السلام في عهد ملوك الهكسوس؟! سؤال يجيب عنه علماء الآثار الفرعونية. الحرب الإعلامية الإيرانية تطور من أدواتها وحققت انتصارًا من خلال هذا العمل الدرامي الذي حظي بنسبة مشاهدة عالية من البسطاء والعامة بواعز ديني والأخطر أن القنوات التي قامت بإذاعة المسلسل وهي الكوثر والمنار والحرية كثفت من إعلاناتها عن روابط الكترونية تسهل علي المشاهدين تحميل المسلسل كاملاً فالهدف الأساسي توسيع قاعدة الاختراق الفكري بربط المشاهد العربي بالمضمون والمواقع الشيعية التي تروج الآن لفيلم انتجه بريطانيون شيعة باسم 313 يتحدث عن ظهور المهدي المنتظر. فماذا نحن فاعلون وهل سيظل إعلامنا في ثبات عميق ومتي تفيق نخبتنا الفكرية؟!