في بعض القضايا يكون التجريد من الرتوش والعلائق والحشو نوعا من الإبداع وفي أحيان أخرى نوعا من السقوط أو ما يطلقون عليه striptize، وليس ما نقصده رقصات التعري ولكن أن يجرد الموقف .. من متعلقاته ويضع المتلقي أمام الحقيقة المجردة وجها لوجه .في عالم الإبداع السينمائي والكتابة للتلفزيون كان لهم مراحل من الارتقاء في التجريد لما تحمل الكاميرا الى المشاهد بما قد تقصر عن بلوغه العين ..او ما تختزله الكاميرا أكثر مما يلخصه النص من النثر والإبداع اللفظي الى القاريء للجريدة وقد تغني صورة واحدة عن آلاف الكلمات ..قد تكون ذروة الإبداع ان يكون هناك حربا وقتال وخوض معارك وخطط للهجوم ولكن في لفتة عابرة لبكاء طفل يتيم على قبر أبيه او ام تحمل صورة ابنها الشهيد او السحين او سقوط دمعة على الخد تغني عن كثير من التعبير ،، أو الإنسان في حالات the call of the nature.. انه الإنسان.فحسب. إلا أن الحياة علمتنا أن نختصر الإنسان .. في مبدأ أو فكرة .. أو عمل سامي . يعيش لها الإنسان ويموت من اجلها ... وقد يذوب الإنسان في سياق العمل ليكون الإنسان ذاته( عمل غير صالح) .. كما أوردنا في المقالات السابقة . وقد كانت روعة القرآن انه سمات التجريد واختزال المواقف في بضعة كلمات ولكنها تحمل روح الإعجاز المطلق ، قال تعالى (وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءكِ وَيَا سَمَاء أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاء وَقُضِيَ الأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْداً لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) (هود : 44 ).. هذا النوع من القوة البلاغية .. لا اعرف ولا يستطيع أي إنسان بملكاته مهما أوتى من قدرات الإبداع وملكة التعبير على ان يصور المشهد برمته وحذافيره .. ليضعك القران أمام الحق المبين .. وهنا كلمة مبين .. وهو مصطلح قرأني لا تجده إلا في آيات القرآن ..يعطيك مضامين الوقوف أمام الحق الذي لا لبس فيه ولا غموض ولا رتوش ،، في هذا الإبداع .. قال تعالى (فَتَوَلَّى فِرْعَوْنُ فَجَمَعَ كَيْدَهُ ثُمَّ أَتَى) (طه : 60 ) في ذروة الإبداع ..هذا الكلام ..وكيف انه الكيد يجمع .. وكان كلام الأنبياء يحمل روح الإعجاز ..ما قاله المصطفى انه أوتي جوامع الكلم قال المصطفى : البر لا يبلى والذنب لا ينسى والديان لا يموت اعمل ما شئت كما تدين تدان .. وفي هذا التصور .. قيل ان ملكات الإبداع ان تختصر كما من القضايا في قليل من الكلمات المحكمة .. لقد جرد المصطفى في عبارات قليلة ..مسيرة الإنسان على الكون .. كل ما يمكن ان يقال .. ان الإبداع هو الاختصار .. حتى ان العرب قالت شيئا مشابه في تعريفها للبلاغة .. لقد مر الإمام عليّ على مكب لزباله للقوم : فقال هذا ما تنافستم عليه بالأمس وما ستحاسبون عليه غدا .. وهنا قد لخص الإمام علي مشهد التقاتل على حطام الدنيا .. ولم تكن إلا هذا المشهد البالغ في التجريد من كل متعلقات الحشو والمتعلقات .. وفي عالم الشعر يختصر الشعراء العديد من المواقف، في شطر بيت .. إلا ان الآراء في عالم الشعر بالرغم ما تحمله من الحكمة .. إلا ان الموقف في العادة يكون عرضة للأهواء واختلاف الآراء والتناقض في بعض الأحيان.. وعلى النقيض يكون كلام السماء فهو قول فصل وما هو بالهزل .. ان الابداع هو ان تأتي بما لم تأت به الأوائل ،، وعلى هذا كان القرآن .. أتى بما لم يأت به الأولين والآخرين .. قالوا ان البلاغة ان تختصر المشهد اختصارا وتختزله اختزالا ..ولكن في الغرب جردوا المواقف على نحو من السقوط .. أما الإسلام فجردها على نحو من الارتقاء بالذهن والقيم .. بما يدل ان ثمة هوة عريضة بين المنهجين والحضارتين ،لا يمكن ان تجسر في معظم الأحيان .. فنحن حضارة تبدأ باسم الله ،، أما الغرب لا مانع عنده إطلاقا أن يبدءها باسم الشيطان ، في السياق الإسلامي ان الشيطان عدو وفي الغرب الشيطان رفيق درب ، وحادي الركب ..في سياق التعاطي بين الحضارات لا بد ان نعرف ان استقاء التصور مهم جدا ..في مضامير الإبداع ، المشهد العربي ..قد لخصه الأستاذ نزار .. والعالم العربي إما نعجة مذبوحة او حاكم قصاب .. او ان المشهد العربي ..يخزن نفطه في خصيته وربك الوهاب العالم العربي ..فكم سافل أنت أيها النفط ،، لا اعرف ماذا يريد وما إلى سينتهي إليه هذا السياق ، ما قاله الأستاذ رشاد ابو شاور : في اليوم التالي لم يعد. في اليوم الذي يليه لم يعد. لم أعد اسمع عنه شيئا من الحرّاس الذين يتبدّلون ويتناوبون علي حراستنا، ومداهمة زنازيننا بين وقت وآخر. أين اختفي؟ أتراه اختار سجنا آخر، أم تراه غادر إلي مكان بعيد لا يكون فيه سجّانا؟! اننا نعيش في عشرين دكانا والعشرين سجانا .. لا ليس هذا الوطن المربع الخانات كالشطرنج والقابع مثل نمله في أسفل الخريطة.. هو الذي قال لنا مدرس التاريخ في شبابنا بأنه موطنا الكبير. لا ليس هذا الوطن المصنوع من عشرين كانتونأ ومن عشرين دكانا.. ومن عشرين صرافا.. وحلاقا.. وشرطيا.. وطبالا.. وراقصة.. يسمى وطني الكبير.. لا... ليس هذا الوطن المحكوم من عشرين مجنونا ومن عشرين سلطانا... ومن عشرين قرصانا ومن عشرين سجانا يسمى وطني الكبير ...
وثمة تساؤل بريء وخالي من التعقيد ولا يحتاج إلى إعمال عقل أو قدحا لزناد الفكر .. بل هي محاوله لان يقف على الحقيقة المجردة بلا رتوش أو علائق .. ماذا يريد العالم العربي ..؟! وماهي الغاية من وجوده .؟!. وإلام ستنتهي هذه الأنواع من القرصنة والخيانة؟ الغريب ان العالم العربي بالفعل لا يعرف ماذا يريد .. ولا عجب فحينما نضع إصبعنا على الداء سننتهي إلى ثلاثة أرباع المسافة من الإجابة .. ذلك لأن آفة الطب هي التشخيص .. كأن يكون الطبيب غير حاذق في مهنته فيشخص ألم الصدر على انه عضلة الصدر وليس الشريان التاجي .. أو أن الصرع مثلا هل وراثي ام ناجم عن نقص الكالسيوم .. آو أن الإغماء عرضي ام ناجم عن نقص البوتاسيوم .. وقد يؤدي التشخيص غير السليم الى وفاة حتمية المريض او زيادة الطين بله في معظم الأحيان ... او مشاكل الميكانيكي التي تكون دوما غير صائبه التشخيص لأنها لم تخرج عن دراسة ، بأن يعالج الشكمان بينما المشكلة مثلا في الكربارتير ..وليس بين هذه اوتلك من علاقة .. ولكن قضية الميكانيكي المثلى ان يمتليء الجيب في آخر النهار ....ولم يحل المشكلة . وتلك هي نفس معضلة الأمة مع علماء السوء ..الذين يشترون بآيات الله ثمنا قليلا .... (وَإِذَ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلاَ تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاء ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْاْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ) (آل عمران : 187 ) وما أدراك حينما تكون المشكلة في( الثمن القليل) ستجد فتاوى طنطاوية قاتلة .. أو نزعات زقزوقية .بارعة .. أو فتاوي لعلي جمعة .. صاروخية النزعة زئبقية الأفكار.. من هنا كان العلاج لامتنا هو ان نضع عليها قول السماء (القرآن ) وكلام الأنبياء (المصطفى الكريم ) لتحل المعضلة .. اما استقصاء الحلول المستوردة فهي ذات تاريخ انتهاء صلاحية .. لن تكون ناجعة ..ناهيك ان عوارض وتشخيص مشاكل الغرب مع الكنيسة لا تنسجم مع مشاكل امة القران ..وعليه نقول حينما تناول الله تعالى أمما كانت على هذا النوع من لجبلة الساقطة وكثافة الحس .. (بَلْ بَدَا لَهُم مَّا كَانُواْ يُخْفُونَ مِن قَبْلُ وَلَوْ رُدُّواْ لَعَادُواْ لِمَا نُهُواْ عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ) (الأنعام : 28 ).. الله تعالى عليم خبير وهو يعلم طويات العباد ومن هنا تميز القران انه يضع الكفر والنفاق أمام حقيقته .. ولو ردوا لعادوا لما نهوا اعنه وانهم لكاذبون .. الله عليم خبير .(وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ وَلَكِن يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَّا يَشَاءُ إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ) (الشورى : 27 ) الله يعلم العباد نوعيتهم .. ويعلم العلاج لهم .. ومن هنا نلاحظ لبغوا في الأرض لو بسط الرزق .. انه يعلم أنهم غير أسوياء .(.مش مضبوطين) .. وتكون الروعة ان الله يعلم طوايا النفوس وذوات الصدور..فمن الأمم من كانت صادقة مع الله وهناك من استعلموا أساليب الmonkey business... وأساليب القرود كاليهود في السبت بان مسخهم قرودا جزاء سوء الادب والتحايل والمكر....لأن الجزاء من جنس العمل .. لا ينفع مع الله إلا أأن تسجد الجباه ونقول سمعنا واطعنا ..لان الله هو من شكل هذا الإنسان وخلقه بيده (قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْعَالِينَ) (ص : 75 )... وهو تعالى يعلم جيدا من خلق .. (أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ) (الملك : 14 ) العالم العربي لا يعلم ماذا يريد ؟ او يعرف جيدا ولكن بيستعبط ..ولا يعرف ان هناك من الأمم مزقها الله كل ممزق وجعلهم أحاديث وحكايات تروى على كل لسان .. (فَقَالُوا رَبَّنَا بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا وَظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ فَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ وَمَزَّقْنَاهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ) (سبأ : 19 ).. لا يعرف العرب ان بطشات الملائكة ما زالت آثارها باقية على يابسة الكون ..في الصدع الجغرافي بالبحر الميت بفلسطين او الصدع الجغرافي ببحيرة قارون بالفيوم ولا يعرف ان بقايا سفينة نوج باقية الى الان على جبل الجودي بتركيا او بقايا ناقة صالح بدولة عمان .. ولا يعرف البعض ما هي الأسباب الكامنة وراء ان تغيب دولة مثل الكويت من على خارطة العالم ويشرد شعبها بعد الاستعلاء النفطي وسادية رأس المال ومحاربة الله ورسوله.. وهاهم اليوم عادوا لما نهوا عنه .. ماذا يريد العالم العربي . أيريد حربا على الله ...؟ ومن هنا نجيب ومن النهاية .. لا يمكن انهم لا قبل لهم بذلك ؟ فغضب الله لا تقوم له السماوات والأرض .. إنهم أهون على الله من ذلك ..فالله ناصر المستضعفين وقاصم الجبارين ..فلينسوا هذا الموضوع ؟ أيريدون فسادا في الأرض ... (قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ) (النمل : 69 ) (قُلْ سِيرُواْ فِي الأَرْضِ ثُمَّ انظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ) (الأنعام : 11 ) (قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلُ كَانَ أَكْثَرُهُم مُّشْرِكِينَ) (الروم : 42 ) شوفوا نهاية الأمم وما سقناه أعلاه من بطشات الملائكة .. ماذا يريد العالم العربي .؟!.وما الفائدة من بيع العباد والأوطان ؟! وما الفائدة ان تدخل الأوطان سياق البيع والعمولات والسمسرة حتى النساء....كما تريد وزيرة العمل المصرية ..وكما تفعل دولة المغرب وتلك البحرين بعد نفاد النفط من حولت بلدها الى ماخور و مأوى لكل داعر .. وفندق لكل زان .... ونتساءل ثمة سؤال بريء هل إذا نفذ النفط عموما لدى الخليج هل سيتاجرون بنسائهم أيضا على غرار البحرين..؟ الكل اليوم يبيع البنوك وعمر أفندي حتى الشرف صار يباع والدين يباع .. فلماذا يستبق الله على مثل هذه الامم العِرّة .. ماذا يريد العرب ؟ امة العرب والإسلام .. أجل لها مجد اليوم منقطع النظير .. تجده في الظلم .. من المحيط الى الخليج ..دول بارعة في التعذيب وانتهاك عرض المواطن .. وصفعه على قفاه .. والركل بالشلوت .. دول ظالمه .. للمواطن المسكين .. دول تجوع مواطنيها .. دول تتقن وتتفنن في التعذيب .. رجال الشرطة والأمن .. نوع من المافيا .. على غرار بورما .. تقتل المواطن وتنتهك شرف وعرض المواطن وتسحق كرامته .. قال الغرب .. مملكة الظلم لا تدوم .. وقال العرب الملك يبقى على الكفر مع العدل ولا يبقى الإسلام مع الظلم .. بلادنا .. بلاد تقتل شعوبها ولا ترحم الضعيف .والأرملة والمسكين ... بلاد ليس لها علاج.. إلا تحكيم شرع الله .. لأن الله أحكم الحاكمين .. ولكنهم بالرغم أن أتاهم الله بالحق ولكنهم للحق كارهون.. (بَلْ جَاءهُم بِالْحَقِّ وَأَكْثَرُهُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ) (المؤمنون : 70 ) لقد أتاهم الله بذكرهم .. ولكنهم عن ذكرهم معرضون .. (بَلْ أَتَيْنَاهُم بِذِكْرِهِمْ فَهُمْ عَن ذِكْرِهِم مُّعْرِضُونَ) (المؤمنون : 71 ) ولكنهم إذا ذكر الله اشمئزت قلوبهم .. (وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ) (الزمر : 45 ) وإذا ذكر جورج بوش إذا هم يستبشرون ..!!مفارقة عجيبة أليس كذلك .. انهم لا يحبون (الله) ولا يحبون (رسوله ) ولا يحبون ( كتابه ) انهم يحبون التوراة واليهود .. وحاخامات اليهود .. ولا علاج إلا الرجم من السماء .. !!علاجهم كما قال نوح (وَقَالَ نُوحٌ رَّبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّاراً) (نوح : 26 ) (إِنَّكَ إِن تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِراً كَفَّاراً) (نوح : 27 ) هاهم يقلدون جورج بوش نيشان البطولة على أن احتل بلادهم واغتصب نسائهم في ابو غريب ؟ ماذا يريد العرب وإفريقيا على مشارف التنصير بأسرها من اجل كسرة خبز .. وقارورة ماء .. بينما النفط المتخم .. ينفق ملياراته ليس في الدعوة إلى الله أو إطعام جائع مسلم .. بل يستصرخ القرضاوي نخوتهم من اجل بضعة ملايين من اجل قناة فضائية للدفاع عن الله ورسوله .. بينما العرب ينفقون أمثالها وضعفها على المومسات وقنوات الراقصات.. ويسألونك أين ضاعت مليارات الخليج ؟!.. انها ضاعت على تمويل حملات بوش في الحرب على الإسلام .. إنهم يحتفون اليوم بجورج بوش حتى خرجت عذارى الإمارات عن بكرة أبيها يتراقصن بشعورهن المسدلة السمراء .. أمام من استباح الأرض والعرض .. ماذا يريد العرب .. ؟ وما هي نهاية المطاف ..؟ العرب اليوم لأي هدف يعيشون ؟ وما هي نهاية المطاف ؟ من حياة السوائم ؟ و العراق اغتصب على مرأي منهم .. وفلسطين اغتصبت على مرأى منهم .. وغزة تذبح اليوم على مرآي منهم .. بل كان من الدبلوماسيين العرب بالأمس من كان يحرض بوش على غزو العراق .. ليبني ملك قيصر أميركا الحديث .بل كانت الكويت ،، تريد تحويل العراقيات الى مومسات قيمة الواحدة منهن عشرة دنانير .. كما قال صدام .. .بلادنا تستباح وأعراضنا تستباح ...؟ ورسولنا يهان ويسب في الدانمارك ؟ للمرة الثانية .. هل العرب انتهوا ودفنوا .. ياليتهم ماتوا ودفنوا ياليتهم .. فبطن الأرض ارحم بكثير من هذا الهوان .. ولم نشاهد هذا العار .. قرأت تحيل للدكتورخير الدين حسيب حول الوحدة العربية .. على القدس العربي .. ولا شك ان الرجل يعمل جاهدا لترقيع هذا الثوب ولكن مع احترامي للدكتور حسيب ماذا يصنع العطار فيما أفسده الحكام العرب .. فما بين العرب والمسلمين وبعضهم البعض ..ما يصنع الحداد .. يا سيد حسيب ماذا تصنع اذا كانت آصرة الإسلام وعلاقة المسلم باليهودي أقوى من علاقته بأخيه المسلم وانظر إلى الساحة في غزة .تغنيك عن كل تحليل ... وانظر إلى علاقة الخليجي بأخيه المسلم في ارض الخليج ونوع المهانة والذل والكفيل ...فالعالم اليوم ..صار نفطي وغير نفطي وانظر الى علاقة مجلس التعاون النفطي باليمن التي قرأت تحليلا إخباريا ان الشعب اليمني صار السرطان منتشرا جراء أغذية المعلبات التي تأتيه كصدقات من أوربا ..بالرغم انه شعب يحمل أرومة المجد والشرف الغابر .. بينما على بعد أمتار منه الوضع مختلف .. ونسأل السيد حسيب ما نوع علاقة الحاكم القصاب والشعب المقهور.. على الساحة العربية عموما.. لم اعرف أمة تتآمر على كلمة الله أكبر من على المآذن مثل هذه الأمة ..!! لا اعرف أمة تحارب الله عيانا بيانا جهارا مثل هذه الأمة .. ؟ لا اعرف مثل هذا الكم من الإسلاميين في سجون العالم كما في مصر وتونس . وفي غوانتناموا صاروا ينتحرون من قسوة التعذيب الذين لم يبك عليهم احد ...لا أعرف أمة تصادر مساجدها لحساب لهيئات ماسونية متصهينة وشيوخا سفله مثل هذه الامة ؟؟ اويدخل المسلم بالبطاقة الممغنطة للمساجد مثل هذه الأمة كما هو الحال في تونس ..لماذا يفعل كل اولئك الأوغاد ذلك بهذه الأمة العظيمة ذات المجد المؤثل .. لا أعرف لماذا يبقي الله على هذه الأمة .. أمة ضائع وأنظمة عاهرة .. صار الأمن في كل البلاد العربية إلا من رحم عميلا للموساد اليهودي والمخابرات المركزية الأمريكية .. ماذا تريد ياسيد حسيب .. وحدة عربية ..؟ أو خلافة إسلامية..؟ العرب يكرهون بعضهم البعض .. وصاروا جميعا وقلوبهم شتى ..كحال اليهود .. وتساءل الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود يوما.. أنكم على خطى اليهود .. ولكني لا اعرف هل ستعبدون العجل ..؟! اجل انهم اليوم يعبدون العجل ..؟ فليقطع الله نسل العرب .. وليأخذهم اخذ عزيز مقتدر ..بعدما فقدوا مروءتهم ونخوتهم .. ماذا يريد العرب .. والأقصى على وشك الانهيار . ماذا يريد العرب وشاب مصري ينتحر وهو بكامل قواه العقلية تحت عجلات المترو بالقاهرة.. هل هذا هو اصلاح الحاكم للبلاد اوالعباد .. والشباب ينتحر على سواحل أوربا . ام يضطرهم الى الانتحار داخليا. حكامنا سقطوا من على سروجهم وأعلنت دويلات الخصيان.. بل سقطوا في كل حسابات المروءة والرجولة ولم يكونوا على مستوى الأحداث الجسام . ولا التحديات .. فداء لله ورسوله او الأقصى او الجغرافيا والتاريخ .. أيها العرب .. تاجروا بنسائكم .. وغلمانكم وضيعوا مقدرات بلادكم .. على الخمر والنساء .. ضيعوا كل شيء .. وايم الله ان حسابهم عسير ..إن جهنم كانت مرصادا وللطاغين أمثالهم كانت مآبا .. ماذا تبقى من بلاد الأنبياء في جزيرة العرب حينما تطرد البحرين الشيخ وجدي غنيم وهو لا يملك إلا القرآن والدعوة إلى الله ..وصارت على غرار قوم لوط .. أخرجوهم من قريتكم انهم اناس يتطهرون .. (وَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلاَّ أَن قَالُواْ أَخْرِجُوهُم مِّن قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ) (الأعراف : 82 ) بينما تفتتح بلادهم لكل داعر من بلاد العالم ليقضى وطرة ... او ينطلق شباب مصر في مظاهرة التحرش بالنساء بشوارع .القاهرة. كما حدث العام الماضي .. ماذا يريد العرب ؟حينما تصرخ الكاتبة لطيفة حسن من الكويت حول الشباب المؤنث والمخنث بالكويت هم يمشون في الشوارع يتقصعون كالنساء في الشوارع ..إلى أن أصبحت ظاهرة اجتماعية تحتاج إلى وقفه كما تقول الكاتبة. ماذا تبقى من دين القوم ومروءة القوم ..!!؟ هل هذا ما تبقى من غطاريف وائل وأرومة بني تغلب وبيوت الشرف التالد .. يخرب بيوتكم .. تنصلوا وقالوا أن الكويت لا تنتمي إلى أرومة وائل وقريش وهاشم والشرف الغابر ..فلقد حج مع المصطفى في حجة الوداع بضعة عشر الفا وكلهم حملوا الدين واستشهدوا في بقاع الأرض المختلفة ولم يدفن بالبقيع الا عشرات الصحابة في اواخر فترة الصحابة ترك كل كرام القوم من قريش وهاشم الجزيرة .. إبان بني أمية .. والبقية في بعض بقاعها لم تك إلا لمامة وحثالة بشر من الأغراب .. ولئن كان الأمر كذلك .. وان كان هذا الطرح صائبا ..!! هل كان يستحق الأمر ان يحترق العراق بلاد قبائل المجد من شمر والجبور وربيعة وعنزة وتغلب وخزاعة والشرف الغابر.. من اجل حثالة من البشر ..الذين كانوا رمزا للخيانات ورأس الحربة للكفار في هجومهم على العراق ارض المجد والتاريخ والعلماء ..أيها السادة إذا رجعنا إلى غطاريف وائل وأيام المجد ،، سنجد ان هناك فرسانا ماتوا في سبيل ما آمنوا به وكان هذا دوما السياق العام في الإسلام .. بل على مستوى كل الأمم المختلفة المشارب والعقائد .. فسنجد مثلا جيفارا .. انتهى لما امن به ..في بوليفيا .. لقد انتهى الحسين شهيدا لما آمن به في كربلاء .. ولقد انتهى مصعب بن عمير لما آمن به في احد .. واستشهد حمزة بن عبد المطلب لما امن به .. ولقد استشهد يحى بن زكريا قتيلا لما آمن به في فلسطين.. وألقي ابراهيم في النار لما آمن به.. تلك عادة الأمور .. ان تكون النهاية اختزالا وتجريدا .. لكل المراحل ..وتمتد إلى قافلة الثوار والأحرار على مر التاريخ .. ابتداء من أصحاب الأخدود الى سحرة فرعون بعد الإيمان أن جردوا الموقف من كل الرتوش والعلائق (قَالُوا لَن نُّؤْثِرَكَ عَلَى مَا جَاءنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالَّذِي فَطَرَنَا فَاقْضِ مَا أَنتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا) (طه : 72 ) (إِنَّا آمَنَّا بِرَبِّنَا لِيَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَمَا أَكْرَهْتَنَا عَلَيْهِ مِنَ السِّحْرِ وَاللَّهُ خَيْرٌ وَأَبْقَى) (طه : 73 ) كان الاختصار الكامل ..( وَاللَّهُ خَيْرٌ وَأَبْقَى) عادة الأمور انه باستشهاد الفارس قد قال كل ما عنده ..فماذا لدى العرب أن يقولوه اليوم .. هل بالنوعية التي ذكرتها لطيفة حسن بالشباب الذي يتقصع كالنساء في الكويت وغيرها ..فأي مفارقة بين الأجيال .. كيف يحمي هؤلاء الديار ويصونونها من العار .. إذا كانوا هم العار نفسه .. أيها السادة ..العرب لم يصبحوا عربا .. ولتبحثوا عن مسمى آخر غير العرب .. ولا تسألني عن خيلاء قريش ومروءة تغلب.. وسيف بن ذي يزن .. وأبو فراس الحمداني ؟!! الذي قال فإن عشنا ذخرناها لأخرى*** وإن متنا فموتات الرجال . فليبحث أولئك عن موتات أخرى .. هم أهل لها .. ان الله حكم عدل والأعمال بخواتمها ..كان الحساب واختتام الأعمال .. لقد قام العقاد بتجريد حياة الإمام علي .. في كلمتين : ولد في الكعبة وقتل في المسجد فأي بداية وأي نهاية .. أي انها كانت في العبادة وطاعة الله منذ البداية الى نهاية المطاف ... فلأي شيء يحيا العرب ولأي غرض يموتون .. وماهي نهاية المطاف بالنسبة لهم ؟! وأراضيهم مستباحة ورسولهم يهان .. ودينهم محاصر حتى صار الأذان جريمة في بلادهم هم وليس بلاد الاغراب .. لقد اختصرها القاموس الوجيز في العامية المصرية بكلمة (العِرّة) بكسرالعين وتشديد الراء وهي مشتقة من عار. فأصبحت (العِرّة) اسما مجملا وتجريدا للعار نفسه .. لا اجد ما يناسب هذا الواقع العربي إلا مزبلة تصلح لأولئك القوم .. بل انهم صاروا عارا على مزابل الارض .لاستهلاك المصطلح (مزبلة التاريخ)من كثرة التكرار على القراء . بعدما ضيعوا دين الله ذلك القران الذي قال الله عنه فيه ذكركم ..أي مجدكم وشرفكم .. لينتهي العرب إلى اللامجد واللا شرف ..بعدما ضيعوا القران .. وضيعوا الصلاة .. وضيعوا المجد . وضيعوا البلاد والعباد (فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيّاً) (مريم : 59 ) ماذا يريد العرب ؟. ولماذا يعيشون .. ولا مجدا ولا سيوفا ولا رايات.. لا أبقى الله على مثل هذه الأمم او هذه الأنظمة او هذه الشعوب ..فالشعوب لها قسم لا يستهان به من العار .. وشركاء في الجريمة حتى النخاع. لهذا قال تعالى :(فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْماً فَاسِقِينَ) (الزخرف : 54 ) ..نعم انهم كانوا قوما فاسقين .. نعم لقد كانوا ماركة مسجلة في الفسق والانحطاط ..ذلك لأنهم لم يعلنوا الثورة والعصيان وقبلوا بصفقة الاستخفاف من قبل الطغيان .... على العرب بالفعل ان يراجعوا حساباتهم مع الله قبل ان يحاسبوا ..وإلا فلينتظروا خسفا أو رجما او حجارة من السماء وماهي من الظالمين ببعيد ..!! ماذا يريد العرب ؟! ثكلتهم امهاتهم ؟! إذن فلتقع السماء على الأرض ..!! ولله عاقبة الأمور .. ولله الأمر كله من قبل ومن بعد .. !!