يعتزم رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتانياهو الإعلان في خطابه خلال اجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة التي ستبدأ في 23 سبتمبر الجاري، عن تقليص الاستيطان ابتداء من مطلع أكتوبر المقبل ولايشمل هذا التجميد القدس. وتسعي الإدارة الامريكية لأن يكون إعلان نتانياهو عن تقليص النشاطات الاستيطانية مدخلا لعقد لقاء ثلاثي بينه وبين الرئيس الامريكي باراك أوباما ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ويعلن في ختامها عن تجديد العملية السياسية بين إسرائيل والفلسطينيين. وأكد مقربون من نتانياهو أن الحديث لايدور عن تجميد تام للاستيطان بل تقليص مؤقت للانشطة الاستيطانية لايشمل القدس، ولايشمل المباني التي قيد الانشاء أو المباني العامة. وأكد سكرتير الحكومة تسفي هاوزر أن نتانياهو لن يطرح تجميد الاستيطان علي طاولة الحكومة قبل مشاركته في اجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة وتوقع نتانياهو في اجتماعه مع وزراء الليكود أمس الأول أن يتوصل هذا الاسبوع الي اتفاق مع الأمريكيين حول البناء في المستوطنات. ومن جانبه دعا خافييز سولانا الممثل السامي للسياسة الخارجية والأمنية المشتركة بالاتحاد الاوروبي إسرائيل الي إلغاء خططها ببناء مستوطنات جديدة في الضفة الغربية لتعزيز فرص استئناف محادثات السلام بينها وبين الفلسطينيين. وأعرب سولانا في ختام اجتماعات لوزراء خارجية دول الاتحاد الاوروبي في ستوكهولم عن خيبة أمله من بعض التصريحات الاسرائيلية الصادرة خلال الساعات القليلة الماضية.. وأضاف في هذا الصدد: المفاوضات الحالية للولايات المتحدة مع إسرائيل لم تنته بعد وأمامنا بضعة أسابيع وآمل أن نتمكن من الحصول علي تغيير في الموقف الاسرائيلي بخصوص الاستيطان خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة. وفي سياق متصل أكد وزير الدفاع إيهود باراك إنه يتوجب علي إسرائيل تأييد المبادرة الأمريكية التي ستشتمل علي خطوات تطبيعية مع الدول العربية وتؤدي إلي تسوية إسرائيلية فلسطينية. وقال وزير الدفاع إن تسوية تعتمد علي حل الدولتين هي مصلحة إسرائيلية ويجب أن تضع حداً للنزاع مع الفلسطينيين. يأتي ذلك فيما نقلت صحيفة هاآرتس عن مسئولين كبار في الحكومة الامريكية قولهم إن المبعوث الامريكي الخاص للشرق الأوسط جورج ميتشل تمكن من الحصول علي تعهدات من العديد من الدول العربية لمختلف الخطوات في اتجاه التطبيع مع إسرائيل. وقالت مصادر في مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي نتانياهو إن ميتشل نجح في الحصول علي تلك التعهدات خلال محادثاته مع هذه الدول. ورفض المسئولون الامريكيون تحديد الدول التي قدمت هذه التعهدات في الوقت الذي لاتزال المملكة العربية السعودية ترفض تقديم أي شيء لاسرائيل علي الرغم من أنها وافقت علي تزويد السلطة الفلسطينية بمئات الملايين من الدولارات لدعم الوضع المالي الهش. ووفقا لمسئولي الولاياتالمتحدة فإن بعض الدول العربية وافقت علي السماح لاسرائيل بفتح مكاتب لها في أراضيها والبعض الآخر وافق علي منح تأشيرات دخول لرجال الاعمال الاسرائيليين والسياح، والبعض الآخر عرض السماح بالاتصالات الهاتفية المباشرة بين إسرائيل ودولهم. وهناك عدد قليل من البلدان العربية وافقت علي عقد اجتماعات علي مستوي عال من كبار المسئولين الاسرائيليين وبعضها وافقت علي السماح للطائرات الاسرائيلية بأن تحلق من خلال الفضاء الجوي أو حي تهبط في مطاراتها. ومع ذلك قال أمين عام الجامعة العربية عمرو موسي في مؤتمر صحفي أمس الأول إنه لن يكون هناك مكان لأية خطوات تطبيعية لأن إسرائيل تصر علي المضي قدما في بناء الاستيطان.