تسأل مواطنة وتقول أنا فتاة أحافظ علي الصوم والحمد لله، ولي أخت في العاشرة من عمرها، أحاول أن أعودها علي الصوم، ولكن أمي تقول: إنها لاتزال صغيرة، وتجعلها تفطر، فهل ما أفعله مع أختي خطأ؟ وتجيب لجنة التفوي بأن الصيام لا يجب إلا إذا بلغت الفتاة سن الحيض، ولكن يستحب أن تتعود الفتاة منذ الصغر علي الصوم، كي لا يكون شاقًا عليها عند بلوغها، فعن الربيع بنت معوذ قالت: أرسل رسول الله صلي الله عليه وسلم غداة عاشوراء إلي قري الأنصار التي حول المدينة من ينادي بأن: من أصبح صائما فليتم صومه، ومن أصبح مفطرا فليتم بقية يومه، فكنا بعد ذلك نصومه ونصِّومه صبياننا الصغار منهم ونذهب إلي المسجد فنجعل لهم اللعبة من العهن، فإذا بكي أحدهم من الطعام أعطيناها إياه حتي يكون عند الإفطار، البخاري ومسلم. فيستحب أن يؤمر الصبيان بالصوم للتمرن عليه إذا أطاقوه، وقد استحب ذلك جماعة من السلف منهم ابن سيرين والزهري والشافعي وغيرهم، وقد اختلف الفقهاء في السن التي تبدأ عندها الفتاة في التدريب علي الصوم، فقيل: من سبع سنين، وقيل: من عشر سنين، وقيل: من اثنتي عشرة سنة، فإن كانت أختك تطيق الصوم، ولا يضرها، فعلينا تعوديها علي الصوم، مهما تكن سنها، مادامت تستطيع الصوم، ويمكن أن تتعود علي الصوم بضعة ساعات، حتي تتمكن من صيام اليوم كله، وليكن في فعل نساء الصحابة قدوة في ذلك، فيمكن أن تلهيها في اللعب، كاللعب بالعرائس أو اللعب علي الكمبيوتر بالألعاب المفيدة، أو بالمساعدة في بعض الأعمال. ولكن لا يعني هذا أن الصوم علي أختك واجب، بل هو مستحب في حقها، لقول رسول الله صلي الله عليه وسلم: رفع القلم عن ثلاث: عن الصبي حتي يبلغ، وعن النائم حتي يستيقظ، وعن المجنون حتي يفيق.