أسعدني الحظ خلال اشتراكي ضيفا علي سمبوزيوم إهدن الدولي للتصوير، الذي يقام بمصيف "إهدن" في شمال لبنان، أن أحضر افتتاح المعرض المشترك الذي جمع بين الفنان المصري أحمد الجنايني، والفنان اللبناني جورج زعتيني 1946، وقد افتتح المعرض الملحق الثقافي الدكتور كريم عبد الكريم مندوبا عن سفير مصر في بيروت، وذلك مساء يوم 14 أغسطس 2009 وسط لفيف من الشخصيات الرسمية والعامة، ومحبي الفن بمدينة زغرتا ومصيف إهدن كما حضر المناسبة كل من الفنان السكندري القدير عصمت داوستاشي، والفنان دكتور صلاح المليجي أستاذ الجرافيك بكلية الفنون الجميلة بالقاهرة، اللذان شاركا كذلك في السمبوزيوم، فجاءت المناسبة مظهرا طيبا من مظاهر التعاون الثقافي المصري اللبناني، وتعكس قوة العلاقات بين البلدين الشقيقين. عرض الفنان أحمد الجنايني عدد 25 لوحة نفذ غالبيتها بخامة الجواش، وعكست خطوطها وألوانها بأسلوبه السريالي الشاعري الذي تميز به، فهو إلي جانب كونه مصورا، فإنه شاعر مرهف الحس، يصوغ الكلمات ويقرض الشعر، وتأخذك لوحاته إلي عالم خيالي شاعري يغلفه مناخ وكأنه موسيقي حالمة شجية. إنه عالم لا تراه إلا في الأحلام، ويلاحظ أن لوحات الجنايني تنزع إلي التجريد، لكنها تعتمد علي التشخيصية كركن أساسي من أركان اللوحة، ولا تخلو إحداها من الرموز والشخوص التي تصور وتحكي موضوعا أدبيا كان أم فكريا. وفي الجزء الآخر من المعرض، عرض الفنان جورج الزعتيني عدد 17 لوحة بألوان الأكريليك صور فيها جوانب من عالم تجريدي استوحاه من الطبيعة الجبلية الجميلة حوله، قدمه لنا بألوان صارخة، تتناغم أحيانا، وتتصارع أحيانا أخري، وتأتي الألوان في مساحات غير هندسية الشكل وتفصل بينها حواف حادة قاطعة، فتكون في الإجمال مقطوعة موسيقية بصرية محبوكة الصياغة، تجذب البصر وتثير الأحاسيس. لقد جاء العرض الذي جمع بين الفنانين الجنايني والزعتيني موفقا، ومتلائما مع المناخ المنعش بمصيف إهدن الجبلي الذي يهرب إليه العديد من اللبنانيين والأجانب هربا من قيظ شهور الصيف ورطوبتها بالمدن الساحلية اللبنانية.