عندما يكشف أو يكتب أي زميل صحفي عن مشكلة داخل الأروقة الكنسية أو يقترب من باب المقر البابوي يصبح شخصًا يريد هدم الوحدة الوطنية أو يقوم باضطهاد الأقباط وإذا كان الصحفي قبطيا يكون في نظر المجتمع القبطي من الخونة أو العملاء أو يكون مزقوقًا من رئيس التحرير الذي يكره الأقباط أو يكون في نظرهم عروسة ماريونت في يد الصحفيين الكبار الذين يريدون هدم الكيان القبطي بناءً علي نظرية المؤامرة التي تعشش في أغلبية البيوت القبطية، بل يصل الأمر في بعض الأحيان إلي الهجوم العنيف وسب هذا الصحفي الدخيل ورفع القضايا بتهمة السب والقذف علي كل من يرتدي الجلباب الأسود بدون التفكير في مدي صحة ما كتبه وهو ما حدث ما زميلنا روبير الفارس عندما كتب في روزاليوسف الأسبوعية (المجلة) منذ ستة أشهر تقريبًا تحقيقًا عن صراع الأساقفة علي الكرسي البطريركي وكتب عن محبة الأنبا يؤانس للسيدة العذراء وحبه للتسبيح وكذلك عما سيقوم به وطريقة إدارته للكنيسة وشرح كيفية استخدام هذه الأشياء في معركته الانتخابية وكذلك ورصد طريقة الأنبا بيشوي وكل الأساقفة الذين يحومون حول الكرسي البطريركي بغض النظر عن وجود البطريرك الحالي الأمر الذي لاقي بسببه الكثير من الشتائم والسباب علي مواقع الإنترنت. والآن بعد أن تفجرت قضية الأنبا يؤانس الأخيرة والتي اتهم فيه بتوزيع منشورات تؤكد اعتلاءه الكرسي البطريركي يوم 8/22 والموافق عيد السيدة العذراء مريم شفيعته الأمر الذي كان لروزاليوسف السبق فيه، حيث قامت الدنيا وأخذت تتردد الشائعات حول محاكمته الأمر الذي نفاه البابا بحكمته المعهودة وهو اصطحابه معه إلي الإسكندرية لينهي الشائعات التي أخذت تتردد وبقوة في الآونة الأخيرة. وكانت من الأمور أيضًا التي أخذت علي الأنبا يؤانس واعتبرت نوعًا من أنواع الأدلة علي نفسه هو ما صرح به لشعب البلينا المتظاهرين لأجل القمص بولا فؤاد المشلوح عنوة دون قرار البابا قائلاً لهم أن ينتظروا حتي عيد العذراء واعدًا إياهم بأنه بحلول هذا العيد المشكلة ستحل دون التوضيح أو التفسير وها قد ذهب عيد العذراء دون أن يحدث شيء سوي تورطه في هذه الخدعة المحكمة والذي أكد الكثيرون أن وراءها الأنبا بيشوي سكرتير المجمع المقدس والأنبا أرميا الأسقف العام الذي أصبح البساط يسحب منه شيئًا فشيئًا الشيء الذي جعله يغلي ويلفق هذه التهم للأنبا يؤانس والعيار اللي ما يصبش يدوش فقد تردد أن عددًا من أصدقاء الأنبا بيشوي المقربين والذين كان بعضهم لفترة قريبة علي عداوة به وتمت تصفية النفوس بطرق غير معلومة هم الذين اتصلوا بالصحفيين وأبلغوهم بمضمون الشائعة الخاصة بالأنبا يؤانس هذا قبل أن يظهر المنشور. لا أريد أن أكتب اليوم عن الصراعات الدائرة علي الكرسي البابوي ولا عن المشاكل الشخصية بين الأساقفة الذي يذهب ضحيتها أناس أبرياء، ففي اتصال هاتفي مع أحد الكهنة للحصول علي بعض التصريحات في أحد التحقيقات صُدمت حين أجابني قائلاً إنه لا يستطيع الرد علي أي أحد دون الرجوع للأسقف التابع له، خاصة أنه لا يريد أنه يصرح أي كاهن دون إذن مباشر منه الشيء الذي بطبيعة الحال يرفضه وذلك للإدلاء هو بنفسه في أي تصريح، واستكمل قائلاً نحن نعاني الأمرين أصبحنا في المدرسة مرة أخري وهم نظار هذه المدرسة، ليرحمنا الله بما أصبحنا فيه - وهذا الكاهن ليس الوحيد الذي قال ذلك بل هناك العديد من الكهنة الذين أصبحوا يستخدمون معهم سياسة التعذيب والترهيب ونفعت معهم ومن لم يتعظ يصبح في خبر كان مثل القمص بولا فؤاد وغيرهم وهو الأمر الذي أصبح منتشرًا في الآونة الأخيرة وكانت آخرها اثنين آخرين بإحدي كنائس مصر الجديدة إلا أن هذا أيضًا ليس موضوعي اليوم، بل موضوعي هو الغمامة التي أصبحت موجودة في أعين الشعب القبطي، قديمًا لم تكن الصراعات والأمور الداخلية معروفة بل كانت داخل الأروقة الكنسية العميقة التي لا علاقة للشعب بها مثلما جاء في مذكرات الأب متي المسكين، وكان للشعب عذره وبعد ذلك انتقلت هذه الحروب شيئًا فشيئًا إلي بعض الأروقة الكنسية ولكن كان من الجائز أن تكون بالفعل بعض الحروب لعدو والخير وهو مصطلح شائع داخل بلاط الكنائس يصف بها أفعال الشيطان أو إبليس في هدم المحبة الكنسية جائز، أما الآن فالحروب أصبحت علي الملأ وملء أعين وأبصار الجميع، فماذا ينتظر الشعب القبطي حتي يؤمن أن السلطة مهما كان صاحبها لابد أن يتأثر بها وهي داء قوي جدًا لا يقف أمامها أي روحانية، فمن يذوق طعم السلطة دائمًا يسعي إلي الأكبر ويتطلع إلي القوة، ولكن يظل الشعب القبطي يوقر الجلباب الأسود عن إيمان، بل وينظر إليهم كأنهم المسيح علي الأرض وهذا هو الخطر بعينه فهم لا يرون ما وراء الجلباب، وكأن هذا الجلباب يعطي صاحبه القداسة ولا أقول الكل بل هناك البعض ولكن المشكلة في أن من يصدم لا يصدم في الجلباب، بل يصدم في الإيمان، ويتهم الكثيرين وتنهار منظومة القيم، لذلك أنادي أصحاب الجلباب، كفي تلاعبًا بعقول الأقباط، لأن ما تزرعوه ستحصدون إياه، وأقول للشعب أنتم لستم بأغبياء وهذا ما كان ينقر في القاع أصبح علي السطح بكل وضوح ولكن أعلم يقينا أنكم لن تروه ولن تعترفوا به، بل ستقولون أنه عدو الخير الذي يريد الشر بكنيسة المسيح، ولن تفيقوا إلا بعد خراب مالطة ولكن أعرف أنكم ستقولون أن الأقباط مضطهدون، ويرحمنا الله مما سيأتي، وأخيرًا أتوجه بنداء باسم آلاف الأقباط إلي قداسة البابا شنودة الثالثة البطريرك - عضو نقابة الصحفيين - ورئيس تحرير مدارس الأحد وهو علماني ثم رئيس تحرير مجلة الكرازة، أصرخ فيه من عمق ألا تستحق الكنيسة هذه المؤسسة الممتدة من أقصي المسكونة إلي أقاصيها مكتب إعلامي يوزع البيانات والمعلومات الدقيقة ويصحح المعلومات الخاطئة ويرد علي الشائعات وهي في مهدها لأن الضحايا في معظم الوقت إما من رجال الدين أو الصحفيين من أبناء الكنيسة، فهل يستجيب البابا لهذا النداء وننقذ ما يمكن إنقاذه؟