الرجل لا يريد أن يهدأ, فعندما تقوم هي بوصف ما يجري بأنه توتر يصر هو علي أنه فتنة, وعندما تشير الي أن ما يدور بدأ ينحسر, يرد فورا بأنه يتمني أن يكون ذلك صحيحا, وعندما تسأله عن طبيعة النفس العميق الذي يجب أن نستنشقه الآن, قبل أن نمضي في الشوط, لعلنا نفكر ثانية يقول لها إن النفس هو شهيق وزفير, ويردد قول صديقه أو أستاذه( طارق البشري), له: يا محمد, خليهم يجيبوا آخر ما لديهم أولا, قبل الزفير, ويتصور أننا بعد ذلك سنصبح في أحسن حال, وعندما تقوم بحركة تنم علي الشعور بالضغط, يقول مباشرة: إنت صدعتي ولا إيه, ماحنا بنتكلم كويس. المصيبة أنه يتحدث عما يجب أن يقوم به عقلاء القوم, وكأنه واحد من هؤلاء العقلاء, وليس أحد الأطراف الذين أشعلوا الفتنة, ويبدو أنه يريد أن يجلس علي تلها, وقد كنت علي وشك أن أصاب بالصداع أيضا, لأن مني الشاذلي لم تذكره بأننا في دولة اسمها مصر, من يسكنها في الأساس مواطنون, قد يكونوا مسلمين أو مسيحيين أو بهائيين, وقد يكونون فلاحين أو صعايدة أو بدو, وقد يكونون أغنياء أو فقراء أو طبقة وسطي, وأن هناك شيئا اسمه الدستور ينظم علاقات الناس فيها, وليست تلك الورقة التي يمسك بها ليتلو نصوصها وكأنها أحاديث قدسية, تنظم علاقات الأديان, التي لا يعتد بها في الدساتير, سوي كهوية. لقد حاولت, لكن المحاولة كانت فاشلة بشدة, فقد جاءت عندما كان يردد أحاديث العاقل الآخر السيد بيشوي عن الجزية, وكان رده يستحق أن يسمع مرة أخري, فلو قرر الأخوة المسيحيون الذهاب الي البحيرة, وقرر مسيحيون آخرين من مذهب آخر مهاجمتهم, سيحميهم المسلمون بالجهد والسلاح, وقتها نظرت الي خريطة أعلقها علي الحائط, لأتأكد أننا في جمهورية مصر العربية, عام2010, وأن صاحب نظرية الفسطاطين, ليس في مغارات الصعيد, وانما في جبال الحدود بين باكستان وأفغانستان. إن الرجل يعيش في عالم مواز, ليس هو العالم الذي نعيش فيه, وانما عالم يتكون من مسلمين ومسيحيين, يقول بعقل شديد, وكأنها زلة لسان, إنهم4 في المائة من سكانه, وأن شبابهم يرددون في مظاهرة الكاتدرائية يا أمريكا فينك فينك وببرود العلماء, وسرعة حديث صاروخية, يبدو معها أنه كرر هذا الكلام100 مرة من قبل, يقرر أن يقول كل ما لديه, علي أرضية كان كثيرون يعرفون أنها هناك, حيث ينشط من ذكر أسماؤهم, ويقول لمن يعتبرهم الآخرين, اطلعولي برة, ولدي هنا سؤال واحد, عما وعمن يمثلهم الدكتور العوا, الذين هم فئة لا أعرفهم, ولا أصادفهم كثيرا, ولست علي استعداد لخوض غزواتهم, هو أو هم, أو الآخرين الذين لا يقلون عقلانية عنه. [email protected]