تنسيق الجامعات 2025.. طريقة التقديم للالتحاق بكليات الجامعات الخاصة والأهلية    عائلات الأسرى لنتنياهو: إذا قررت احتلال غزة وقتل أبنائنا سنطاردك في كل مكان    مصر ترحب بالتوصل إلى اتفاق سلام بين جمهوريتي أرمينيا وأذربيجان    شوبير وزيزو أساسيان في تشكيل الأهلي لمواجهة مودرن سبورت بالدوري    الشيخ خالد الجندي يذيع فيديو للشيخ محمد متولي الشعراوي عن قانون الإيجار القديم    رسميًا.. ضوابط تحويل الطلاب بين المعاهد الأزهرية ومدارس التربية والتعليم (آخرموعد)    تنسيق المرحلة الثالثة 2025.. توقعات كليات ومعاهد تقبل من 55% وحتى 50% أدبي    «النقل» تحدد أسبوعًا لاستخراج اشتراكات الأتوبيس الترددي لطلاب المدارس والجامعات    اقتربت نهاية دوناروما مع سان جيرمان؟ ليكيب: شوفالييه يخضع للفحوصات الطبية    غليان داخل بيراميدز بعد الوقوع في فخ التعادل أمام «دجلة»    فيديوهات تحمل ألفاظ خادشة للحياء.. تفاصيل القبض على التيك توكر نعمة أم إبراهيم    ضبط تشكيل «بياضة وطوبسية» بتهمة الاتجار في المواد المخدرة بالدقهلية    نزاع إيجار قديم ينتهي بقتل مالك عقار.. والمحكمة تصدر قرارها    وزير الزراعة يتفقد أعمال التطوير بمحطة الزهراء للخيول العربية الأصيلة    «بيعيشوا قصص رومانسية في خيالهم».. تعرف على الأبراج الحالمة    إلهام شاهين تستمتع بإجازتها في الساحل مع نجوم الفن: «ربنا يجمعنا دايمًا في أوقات حلوة»    259 كرسيًا و6 أدوار.. مستشفى أسنان جامعة سوهاج يستعد للافتتاح قريبًا -صور    ينظم الضغط ويحمي القلب.. 6 فوائد ل عصير البطيخ    امتحانات الدبلومات الفنية التحريرية للدور الثاني.. 9 إجراءات من التعليم    "احتلال غزة" يهز العالم والداخل الإسرائيلي ( تحليل )    غرق في النيل.. النيابة تحقق في وفاة سائق "توكتوك" بالصف    ترخيص 817 مركبة كهربائية خلال يوليو الماضي ..المركز الأول ل بى واى دى    محمد صلاح غير راضي عن سعره في الفانتازي "لا يجب أن أكون الأغلى"    الموز والتمر- أيهما أفضل لسكري الدم؟    رئيس لبنان: دماء شهدائنا الأبرار لن تذهب هدرا وستبقى منارة تضيء طريق النضال    ناصر القصبي يشارك في موسم الرياض.. وتركي آل الشيخ يعلق: مسرحية مهمة    ب"فستان أنيق".. أحدث ظهور ل نرمين الفقي والجمهور يغازلها (صور)    شيخ الأزهر يلتقى عدد من الطلاب ويستذكر معهم تجربته فى حفظ القرآن الكريم فى "كُتَّاب القرية"    جامعة بنها الأهلية تعقد 3 شراكات تعاون جديدة    «المستلزمات الطبية» تبحث الاثنين المقبل أزمة مديونية هيئة الشراء الموحد    وزير المالية: حريصون على الاستغلال الأمثل للموارد والأصول المملوكة للدولة    محافظة الجيزة: أنشطة وبرامج مراكز الشباب من 10 إلى 15 أغسطس 2025    نائب رئيس هيئة الكتاب: الاحتفال باليوم العالمي لمحبي القراءة دعوة للثقافة    اليوم .. عزاء الفنان سيد صادق بمسجد الشرطة    «اتفق مع صديقه لإلصاق التهمة بزوج خالته».. كشف ملابسات مقتل شاب بطلق ناري في قنا    حبس مزارع وشقيقته تسببا في وفاة زوجته بالشرقية    «الوافدين» تنظم لقاءات افتراضية مع المكاتب الثقافية للتعريف بفرص الدراسة في مصر    محافظ الإسماعيلية يستقبل سفير دولة الهند ويتفقدان مصانع EMBEE    الصحة: إحلال وتجديد 185 ماكينة غسيل كلوي    تتبقى 3 أيام.. «الضرائب» تعلن موعد انتهاء مهلة الاستفادة من التسهيلات الضريبية المقررة    رغم الغضب الدولى ضد إسرائيل.. قوات الاحتلال تواصل قتل الفلسطينيين فى غزة.. عدد الضحايا يقترب من 62 ألف شخصا والمصابين نحو 153 ألف آخرين.. سوء التغذية والمجاعة تحاصر أطفال القطاع وتحصد أرواح 212 شهيدا    "إكسترا نيوز" تذيع مقطعًا مصورًا لوقفة تضامنية في نيويورك دعمًا للموقف المصري الإنساني تجاه غزة    أخبار الطقس في الإمارات.. صحو إلى غائم جزئي مع أمطار محتملة شرقًا وجنوبًا    رسميًا.. مانشستر يونايتد يضم سيسكو    تمويلات خارجية وتقنيات متطورة.. خطة الإخوان لغزو العقول بالسوشيال ميديا.. الفوضى المعلوماتية السلاح الأخطر.. ربيع: مصانع للكراهية وتزييف الوعى..النجار: ميليشيا "الجماعة" الرقمية أخطر أسلحة الفوضى    ما هو الصبر الجميل الذي أمر الله به؟.. يسري جبر يجيب    زوجة أكرم توفيق توجه رسالة رومانسية للاعب    أحمد كريمة: أموال تيك توك والسوشيال ميديا حرام وكسب خبيث    ارتفاع أسعار البيض اليوم السبت بالأسواق (موقع رسمي)    الري: 32 مليون متر مكعب سعة تخزينية لحماية نويبع من السيول    رئيس الوزراء يوجه بالاهتمام بالشكاوى المرتبطة بارتفاع درجات الحرارة    تفاصيل حفل تامر عاشور بمهرجان العلمين    موعد قرعة دوري أبطال أفريقيا والكونفدرالية والقنوات الناقلة    خلال استقباله وزير خارجية تركيا.. الرئيس السيسى يؤكد أهمية مواصلة العمل على تعزيز العلاقات الثنائية بين القاهرة وأنقرة.. التأكيد على رفض إعادة الاحتلال العسكرى لغزة وضرورة وقف إطلاق النار ورفض تهجير الفلسطينيين    «100 يوم صحة» قدمت 37 مليون خدمة طبية مجانية خلال 24 يوما    فتوح : قرار حكومة الاحتلال إعادة احتلال غزة كارثة وبداية تنفيذ خطة تهجير وقتل جماعي    تنسيق المرحلة الثانية.. غدا آخر فرصة لتسجيل الرغبات بموقع التنسيق الإلكتروني    علي معلول: جاءتني عروض من أوروبا قبل الأهلي ولم أنقطع عن متابعة الصفاقسي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



لغز الهاربة الصغيرة
نشر في الشروق الجديد يوم 16 - 04 - 2009


الفصل الأول
فتاة صغيرة مذعورة
لم يكد «تختخ» يستيقظ صباحا من النوم حتى قفز من فراشه مسرعا على غير عادته.. فقد كان عنده ما يقوله للمغامرين.. وسرعان ما كان يجرى اتصالاته يطلب منهم الاجتماع لمناقشة موضوع مهم.. واتفقوا على الساعة التاسعة فى حديقة منزل «محب» و«نوسة»!!
وعندما استقل دراجته فى طريقه إلى ڤيلَّلا «محب» كان فى ذهنه عشرات الخواطر عما يجب أن يفعله المغامرون فى الساعات القادمة.. وهل الموضوع الذى سيرويه لهم سيثير اهتمامهم.. وإذا كان سيثير الاهتمام.. فهل يمكنهم التدخل فيه؟
عندما جلسوا جميعا فى الحديقة.. كانت رياح الخريف تهب على ممرات الحديقة الواسعة فتسقط أوراق الشجر التى تتجمع هنا وهناك فى شكل أكوام صغيرة كأنها تنتظر من يحملها بعيدا.
جلس «تختخ» وعلى وجهه علامات تفكير عميق ثم قال: لقد مررت بتجربة مثيرة أمس!
وسكت لحظات ثم قال: شاهدت فتاة صغيرة يتم القبض عليها بتهمة السرقة وهى ليست سارقة.. فقد رأيت اللص الذى سرق الخاتم الماسى الثمين الذى اتهمت بسرقته!
بدأت علامات الاهتمام تبدو على وجوه المغامرين.. حتى «زنجر» أطلق نباحا قصيرا كأنه يستعجل بقية حديث «تختخ».
مضى «تختخ» يقول: كان أمس عيد زواج والدى ووالدتى.. وقرر أبى أن يشترى لأمى هدية.. وأن نتعشى معا خارج البيت.. وقد حاولت كالعادة أن أعتذر عن الخروج ولكن والدى أصر على أن أخرج معهما!
وسكت «تختخ» لحظات ثم قال: والحمد لله أننى خرجت؛ فقد عثرت على لغز قد يقتضى منا وقتا طويلا.. فنحن فى حاجة إلى إثبات براءة طفلة صغيرة مظلومة!
قال محب: هذا يكفى.. قل لنا ما حدث؟
تختخ: كان ذلك ضروريا حتى تعرفوا لماذا خرجت أمس.. وماذا حدث!
لوزة: كم عمر هذه الفتاة؟
تختخ: فى مثل عمرك تقريبا يا «لوزة»!
عاطف: من فضلك يا «تختخ» أكمل حديثك فقد شوقتنا!
تختخ: ذهبنا نحن الثلاثة إلى شارع 9 عند محل المجوهرات الذى اعتدنا شراء هدايانا منه.. وعندما اقتربنا من المحل رأيت سيارة مسرعة تضرب سيدة وتسقطها على الأرض وتهرب.. وكان فى يد السيدة حقيبة صغيرة سوداء سقطت بعيدا عنها.. وتجمع الناس.. ورأيت فتاة صغيرة كانت الأقرب إلى الحقيبة تنحنى وتلتقطها.. وفى نفس الوقت تقدم رجل منها ففتح الحقيبة وأخذ ما بها.. بينما بقيت الحقيبة فى يد الفتاة الصغيرة!
نوسة: وماذا أخذ منها؟
تختخ: لم أر ماذا أخذ فى هذه اللحظة.. ولكنى عرفت فيما بعد أنه خاتم من الماس الأبيض كانت السيدة قد اشترته من نفس المحل الذى كنا على وشك أن ندخله!
عاطف: وهل وصل رجال الشرطة؟
تختخ: وصلوا وأمسكوا بالفتاة التى كانت تحمل حقيبة السيدة.. وعندما أخذت السيدة الحقيبة فتشت فيها ثم صاحت: الخاتم.. الخاتم!
وتنهد «تختخ» وقال: وطبعا أشارت أصابع الاتهام إلى الطفلة الصغيرة!
لوزة: ولماذا لم تشهد بأنها لم تأخذ الخاتم؟!
تختخ: طبعا تقدمت للضابط وشهدت أننى شاهدت رجلا يأخذ شيئا من الحقيبة!
نوسة: أنت إذن لم تر ماذا أخذ الرجل؟
تختخ: لا لم أر ماذا أخذ.. فقد كنت بعيدا وكان الظلام قد بدأ يهبط!
قال «محب» بلهفة: وماذا حدث بعد ذلك؟!
تختخ: اختفى اللص وأمر الضابط أن نذهب جميعا إلى القسم لكتابة محضر بالحادث.. وركبت الفتاة الصغيرة فى سيارة الشرطة مع بعض الشهود والسيدة التى سرق منها الخاتم ووافق الضابط على أن أركب سيارة أبى لتوصيلى إلى القسم!
نوسة: وذهبت إلى القسم؟
تختخ: طبعا ولكن الفتاة لم تحضر!
عاطف: كيف؟!
تختخ: علمنا فى القسم أن سيارة الشرطة تعرضت لحادث.. واختفت الفتاة الصغيرة التى عرفوا أن اسمها «أميرة»!
لوزة: كيف اختفت.. هل هربت؟
تختخ: أظن ذلك.. لقد كانت مذعورة ولعلها خافت من فكرة دخولها القسم ففضلت الهرب!
محب: وبعدها؟
تختخ: أدليت بأقوالى وانصرفت!
محب: والسيارة التى ضربت السيدة؟
تختخ: لقد عرفوا رقم السيارة من أحد الشهود وهم يبحثون عنها!
نوسة: هل تظن أن لهاعلاقة بحادث السرقة؟
تختخ: ربما!
نوسة: لوكان لها علاقة بسرقة الخاتم؛ فسوف يمكن العثور على الرجل الذى سرقه!
تختخ: ربما!
ساد الصمت لحظات وكل واحد من المغامرين الخمسة يحاول أن يجد دورا لإنقاذ الفتاة البريئة.. ولكن المهم هو العثور عليها أولا.
فجأة قالت نوسة: هل قرأ أحدكم صحف اليوم؟
ردوا جميعا فى نفس واحد: لا. لم يتسع الوقت.
نوسة: سوف أحضرها من الداخل فهى تصل إلى أبى يوميا.. وقد يكون فيها شيئا عن الحادث!
أسرعت «نوسة» لإحضار الصحف وقالت «لوزة»: هل تهتم الصحف بهذا الحادث البسيط؟
تختخ: سنرى!
لوزة: ما هو شكل الفتاة يا «تختخ»؟
تختخ: فتاة جميلة.. نحيلة.. سوداء الشعر والعينين.. تبدو ذكية.. وترتدى ملابس بسيطة!
لوزة: واللص ما شكله؟!
تختخ: رجل ضخم.. غزير الشعر.. ويبدو أنه مصاب فى رجله أو يضع ساقا صناعية؛ فقد لاحظت أنه يعرج وهو يبتعد مسرعا!
لوزة: ولماذا لم تطارده؟
تختخ: لقد تم كل شىء فى لحظات، وتجمع الناس واختفى هو فى الزحام!
وصلت «نوسة» ومعها صحف الصباح.. وكانت الحادثة منشورة.. وقد اهتمت الصحف باختفاء «أميرة» الصغيرة وقالت إنها ربما تكون ضمن عصابة من اللصوص.. وإنهم كانوا يعرفون بأن السيدة سوف تشترى الخاتم الثمين فدبروا حادث السيارة لسرقة الخاتم.
قالت «لوزة» فجأة: لم تقل لنا هل اشترى والدك الهدية لوالدتك؟
تختخ: نعم.. عدنا إلى المحل.. وقابلنا صاحبه وهو صديق والدى.. وعرفنا أن الخاتم المسروق ثمنه نحو عشرة آلاف جنيه!
قال «عاطف»: وهل تناولتم الطعام خارج البيت؟
رد «محب» بالنيابة عن «تختخ»: طبعا.. وهل يضيع «تختخ» مثل هذه الفرصة؟!
ساد الصمت مرة أخرى وقالت «نوسة»: ماذا سنفعل؟
تختخ: فى رأسى خطة بسيطة للبحث عن «أميرة» وعن اللص الذى سرق الخاتم.
نظر إليه المغامرون ورفع «زنجر» رأسه.. ومضى «تختخ» يقول: سنقوم بجولات مستمرة بالدراجات لعلنا نعثر على أميرة أو الأعرج!
لوزة: ولكن أنت تعرف شكلهما.. نحن لا نستطيع أن نبحث عن شخص لا نعرفه؟
تختخ: معك حق يا «لوزة» كيف نحل هذه المشكلة؟
نوسة: لى صديقة رسامة ممتازة يمكن أن تساعدنا!
لوزة: كيف؟
نوسة: يقوم «تختخ» بوصف الفتاة الصغيرة والأعرج وتقوم «فريدة» برسمهما حسب الأوصاف.
عاطف: هيا نسرع بهذه العملية قبل أن تختفى ملامحهما من ذهن «تختخ»!
نوسة: يمكن أن نتصل بها فورا!
قامت «نوسة» للاتصال بصديقتها «فريدة» فى نفس الوقت الذى ظهر فيه الشاويش «فُرْقُعْ» من باب الحديقة وهو يركن دراجته.
الفصل الثانى
الأسرة الطيبة
كان «زنجر» أول المتعاملين مع الشاويش.. فقد قفز مسرعا ليتعامل مع سروال الشاويش كالمعتاد.. وتركه «تختخ» حتى اقترب من الشاويش ثم صاح: زنجر..
فهم «زنجر» التحذير فلم يقم بالمهمة المعتادة.
وقال «تختخ»: صباح الخير يا شاويش «على».
الشاويش: هذا الكلب الأسود اللعين..
تختخ: دعك من «زنجر» الآن يا حضرة الشاويش.. ماذا وراءك؟
الشاويش: أنت تعرف.
تختخ: لا.. لا أعرف.
الشاويش: الخاتم الماسى.
تختخ: ماذا عن الخاتم الماسى.. هل تتهمنى أننى أخذته؟
الشاويش: لم أقل هذا.
تختخ: إذن ماذا تريد بالضبط؟!
الشاويش: أريد أن أسمع أقوالك عن الحادث.
تختخ: لقد أدليت بأقوالى فى القسم.. وتستطيع أن تطلع عليها.
الشاويش: أليس عندك ما تضيفه؟
تختخ: لقد قلت ما عندى..
التفت «تختخ» إلى «نوسة» وقال: أسرعى يا «نوسة» إلى صديقتك «فريدة» الرسامة!
اتجهت «نوسة» لتستقل دراجتها ثم خرجت من باب الحديقة.. ولاحظ الجميع أن الشاويش «فُرْقُعْ» أسرع إلى دراجته وأنه تبع «نوسة»، فقد أدرك أن مهمة «نوسة» لها علاقة بسرقة الخاتم.
لاحظت «نوسة» أن الشاويش يتبعها فقررت أن تضلله.. وكانت لها صديقة تسكن قريبا منها عندها كلب من نوع «رودفايلر» المتوحش.. فاتجهت إلى هناك.. وكان الكلب يعرفها ولا يهاجمها ففتحت باب الحديقة وأقبل عليها الكلب المتوحش وهو يطلق نباحه المرعب، وكان الشاويش «على» قد اقترب ولكنه لم يكد يرى الوحش مقبلا عليه والزَّبَد يتناثر من فمه حتى أسرع بالفرار!
ظلت «نوسة» دقائق فى حديقة ڤيلَّلا صديقتها ثم نظرت من خلال الباب إلى الشارع ولكن الشاويش كان قد اختفى.
فى حديقة منزل «نوسة» و«محب» ظل اجتماع المغامرين منعقدا؛ فهم جميعا يريدون الاشتراك فى إنقاذ «أميرة» الصغيرة والإيقاع باللص الذى أطلقوا عليه اسم «عليجة».
* * *
وفى هذه الأثناء كانت الهاربة الصغيرة تجلس بجوار محل «كارفور» الضخم.. كانت نائمة قرب سيارة ضخمة من طراز «مرسيدس»؛ فقد قضت طوال الليل وهى تسير وتجرى خائفة بعد القبض عليها من الشرطة واتهامها بسرقة الخاتم «الماسى».
رغم أنها كانت نائمة فقد كانت ترتعش جوعا.. وبردا.. وتعبا.. تهاجمها الكوابيس، وترى الرجل الذى انتزع الخاتم من الحقيبة ونظر إليها بعينيه الشريرتين.
وصل صاحب السيارة المرسيدس وزوجته وابنته يحملون البضائع التى اشتروها من «المول» الضخم.. وعندما توقف رب الأسرة ليفتح باب السيارة وضع ما يحمل جانبا ففوجئ بالفتاة الصغيرة وهى تبكى وتتنهد وهى نائمة.
توقف مندهشا ثم قال لزوجته: انظرى يا «مروة» فتاة تبكى وهى نائمة!
نظرت «مروة» إلى الفتاة وأحست بِغُصَّة فى حلقها.. إنها فى مثل سن ابنتها «نبيلة».. التى ما كادت ترى الفتاة النائمة الباكية حتى أسرعت إليها وقالت: مالك يا أختى!
قالت الزوجة: لنأخذها معنا إلى البيت.. من الواضح أنها تائهة.. وبعدها نبحث عن أسرتها.
قالت نبيلة: نعم يا ماما.. أنت إنسانة رائعة.
فتح الأستاذ «أكرم» السيارة، وحمل الفتاة ومددها فى المقعد الخلفى وجلست بجوارها «نبيلة» التى كانت فى مثل سنها وجلست «مروة» بجوار زوجها وانطلقت السيارة الفاخرة.
مع حركة السيارة استيقظت «أميرة» ونظرت حولها وأدهشها ما رأت.. وأخذت تنظر إلى الفتاة الجالسة بجوارها دون أن تنطق بحرف.. كان ذهنها مشلولا تقريبا بعد الحادثة التى مرت بها.. وبعد عشر دقائق دخلت السيارة من باب ڤيلَّلا ضخمة تحمل اسم ڤيلَّلا «نبيلة»!!
* * *
عادت «نوسة» ومعها صديقتها الرسامة البارعة «فريدة».. وبعد أن توقف الأصدقاء روى لها «تختخ» باختصار ما حدث وقال: إن المغامرين الخمسة قرروا البحث عن «أميرة» المتهمة بالسرقة ظلما.
كانت «فريدة» سعيدة بالتعرف على المغامرين الخمسة، وكانت قد أحضرت معها أوراق الرسم والأقلام.. وبدأ «تختخ» يصف «أميرة» فقال: إنها نحيلة.
قالت «لوزة» على الفور: ما معنى نحيلة؟
تختخ: يعنى نحيفة.
لوزة: وما معنى نحيفة؟
تنهد «تختخ» متضايقا ولكنه ابتسم وقال: معناها رفيعة
ومضى «تختخ» يقول: إنها نحيلة.. أو نحيفة.. أو رفيعة.. سمراء.. شعرها أسود..ولعل لها عيونا سوداء.. أنفها بارز.. وفكر «تختخ» قليلا ثم قال: إنها أطول قليلا من «لوزة».. وكانت ترتدى بلوزة.
لوزة: ما معنى ترتدى؟
قال «تختخ» متنهدا: مالك يا «لوزة» اليوم؟
لوزة: ألن أشترك معكم فى البحث عنها؟
تختخ: طبعا!
لوزة: إذن أريد أن أعرف كل شىء!
تختخ: طيب.. ترتدى معناها تلبس!
فريدة: وبقية الملابس؟
تختخ: لست متأكدا.. ولكن فى الأغلب كانت تلبس بنطلون رماديا أو أسود وبلوزة خضراء
فريدة: هل ذقنها عريض أو رفيع؟
تختخ: على ما أذكر كان ذقنها رفيعا.
كانت «فريدة» تدوِّن ملاحظاتها ثم قالت: هل هناك تفاصيل أخرى؟
تختخ: لا!
فريدة: إذن ما هى ملامح الرجل الشرير؟
نوسة: تقصدين «عليجة»؟
فريدة: اسمه «عليجة»؟
محب: نحن سميناه بهذا الاسم.. وأظن أنه تعبير شعبى عن الأعرج!
فريدة: ما هى أوصافه يا تختخ؟
تختخ: لقد رأيته فى لحظات خاطفة.. وما أذكره أنه كان طويل القامة.. طويل الشعر.. حاد النظرات يلبس ملابس «كاچوال» داكنة اللون أى غامقة.. حتى لا تسألنى «لوزة» عن معنى داكنة.
ابتسم المغامرون وضحكت «فريدة» وقالت: هذا يكفى وسوف أقدم لكم غدا رسما كروكيا.
صاحت لوزة: ما معنى كروكى؟
نوسة: معناه رسم أولى أو مبدئى أو مجرد خطوط أو هو بداية.
وودعت «فريدة» الأصدقاء وساروا معها.. وبعد أن عادوا إلى أماكنهم قالت «نوسة»: بالمناسبة يا «تختخ» هل رآك هذا الرجل«عليجة»!
رد «تختخ»: نعم.. وقد التقت نظراتنا للحظات.
نوسة: هذا يعنى أنه قد يعتبرك شاهدا خطرا عليه.
تختخ: أظن ذلك.
عاطف: فى هذه المسألة لا بد أن نأخذ حذرنا..فهذا اللص قد يكون قاتلا فى الوقت نفسه!
تختخ: إننى لا أخشاه!
نوسة: لا داعى للبطولات يا «تختخ». وأتفق مع «عاطف» أننا يجب أن نأخذ حذرنا!
لم يرد «تختخ»ولكنه أحس فعلا أن المسألة قد لا تكون بالبساطة التى يتخيلها.
* * *
وفى تلك الأثناء كانت السيدة «مروة» قد أعدت كوبا من الكاكاو باللبن أخذت تسقيه «أميرة» وهى تقول: إن هذه المسكينة تكاد تموت من الجوع.. ولا بد أن نبدأ بسوائل دافئة قبل أن نقدم لها الطعام!
قال الأستاذ «أكرم»: أليس من الواجب أن نبحث عن أهلها؟ أو نبلغ الشرطة؟
مروة: طبعا.. سوف نبحث عن أهلها أولا فقد يكونون قريبين منا.. فإذا لم نجدهم فسوف نبلغ الشرطة.. ولكن المهم الآن هو أن ننقذ حياتها فهى تكاد تموت من الجوع والتعب!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.