«بحضور المحافظ وأساقفة عموم».. تجليس الأنبا مينا كأول أسقف لإيبارشية برج العرب والعامرية (صور)    الإسعاف الإسرائيلي: 22 قتيلًا وأكثر من 400 مصاب منذ بداية الحرب مع إيران    بالمر يقود تشكيل تشيلسي ضد لوس أنجلوس في كأس العالم للأندية 2025    مدحت شلبي عن أزمة ضربة الجزاء: ما حدث لا يليق    الأرصاد تكشف مفاجآت بشأن حالة الطقس فى الصيف: 3 منخفضات جوية تضرب البلاد    تأجيل محاكمة 11 متهما بالانضمام لجماعة إرهابية فى الجيزة ل8 سبتمبر    استوديو «نجيب محفوظ» في ماسبيرو.. تكريم جديد لأيقونة الأدب العربي    «الصحة»: ملتزمون بخدمة المواطن وتعزيز الحوكمة لتحقيق نظام صحي عادل وآمن    «سياحة النواب» توصي بوقف تحصيل رسوم من المنشآت الفندقية والسياحية بالأقصر    نراهن على شعبيتنا.. "مستقبل وطن" يكشف عن استعداداته للانتخابات البرلمانية    "الإسعاف الإسرائيلي": 22 قتيلًا وأكثر من 400 مصاب منذ بداية الحرب مع إيران    بدأت بمشاهدة وانتهت بطعنة.. مصرع شاب في مشاجرة بدار السلام    وزير خارجية إيران: مكالمة من ترامب تنهي الحرب    وزير الثقافة: تدشين منصة رقمية للهيئة لتقديم خدمات منها نشر الكتب إلكترونيا    خبير علاقات دولية: التصعيد بين إيران وإسرائيل خارج التوقعات وكلا الطرفين خاسر    وائل جسار يجهز أغاني جديدة تطرح قريبا    "كوميدي".. أحمد السبكي يكشف تفاصيل فيلم "البوب" ل أحمد العوضي    ما الفرق بين الركن والشرط في الصلاة؟.. دار الإفتاء تُجيب    حالة الطقس غدا الثلاثاء 17-6-2025 في محافظة الفيوم    طبيب يقود قوافل لعلاج الأورام بقرى الشرقية النائية: أمانة بعنقي (صور)    وزير العمل يستقبل المدير التنفيذي للأكاديمية الوطنية للتدريب- صور    العثور على جثة شاب مصاب بطلق ناري في ظروف غامضة بالفيوم    فيفا يشكر كل من شارك في إنجاح مباراة افتتاح كأس العالم للأندية بين الأهلي وإنتر ميامي    لمست الكعبة أثناء الإحرام ويدي تعطرت فما الحكم؟.. عضو بمركز الأزهر تجيب    ما هي علامات عدم قبول فريضة الحج؟.. عضو بمركز الأزهر تجيب    أمين الفتوى يوضح حكم الجمع بين الصلوات في السفر    سي إن إن: إيران تستبعد التفاوض مع واشنطن قبل الرد الكامل على إسرائيل    محافظ الدقهلية يتفقد أعمال إنشاء مجلس مدينة السنبلاوين والممشى الجديد    تقرير يكشف موعد خضوع فيرتز للفحص الطبي قبل الانتقال ل ليفربول    البنك المركزي يطرح سندات خزانة ب16.5 مليار جنيه بسعر فائدة 22.70%    إلهام شاهين توجه الشكر لدولة العراق: شعرنا بأننا بين أهلنا وإخواتنا    البنك التجارى الدولى يحافظ على صعود المؤشر الرئيسى للبورصة بجلسة الاثنين    مفوض الأونروا: يجب ألا ينسى الناس المآسي في غزة مع تحول الاهتمام إلى أماكن أخرى    التضامن تعلن تبنيها نهجا رقميا متكاملا لتقديم الخدمات للمواطنين    افتتاح توسعات جديدة بمدرسة تتا وغمرين الإعدادية بالمنوفية    عضو ب«مركز الأزهر» عن قراءة القرآن من «الموبايل»: لها أجر عظيم    التعليم العالي تعلن حصاد بنك المعرفة المصري للعام المالي 2024/2025    «لترشيد استخدام السيارات».. محافظ قنا يُعّلق على عودته من العمل ب «العجلة» ويدعو للتعميم    وفود دولية رفيعة المستوى تتفقد منظومة التأمين الصحي الشامل بمدن القناة    بعد عيد الأضحى‬.. كيف تحمي نفسك من آلالام النقرس؟    إيراد فيلم ريستارت فى 16 يوم يتخطى إيراد "البدلة" في 6 شهور    العربية: إيران تعتقل عشرات الجواسيس المرتبطين بإسرائيل    تخفيف عقوبة 5 سيدات وعاطل متهمين بإنهاء حياة ربة منزل في المنيا    النائب حازم الجندي: مبادرة «مصر معاكم» تؤكد تقدير الدولة لأبنائها الشهداء    تصنيف الاسكواش.. نوران جوهر ومصطفى عسل يواصلان الصدارة عالمياً    توقيع عقد ترخيص شركة «رحلة رايدز لتنظيم خدمات النقل البري»    بريطانيا تشهد تعيينًا تاريخيًا في MI6.. بليز مترويلي أول امرأة تقود جهاز الاستخبارات الخارجية    محمد عمر ل في الجول: اعتذار علاء عبد العال.. ومرشحان لتولي تدريب الاتحاد السكندري    القبض على 3 متهمين بسرقة كابلات من شركة بكرداسة    بدء تسليم دفعة جديدة من وحدات مشروع جنة بالمنصورة الجديدة.. 6 يوليو    الجالية المصرية فى لندن تحتفل بعيد الأضحى    لا تطرف مناخي.. خبير بيئي يطمئن المصريين بشأن طقس الصيف    محافظ أسوان: 14 ألف حالة من المترددين على الخدمات الطبية بوحدة صحة العوضلاب    الينك الأهلي: لا نمانع رحيل أسامة فيصل للعرض الأعلى    أسعار الفراخ اليوم.. متصدقش البياع واعرف الأسعار الحقيقية    إصابة 3 أشخاص بطلقات بندقية فى مشاجرة بعزبة النهضة بكيما أسوان    3 أيام متواصلة.. موعد إجازة رأس السنة الهجرية للموظفين والبنوك والمدارس (تفاصيل)    الشرطة الإيرانية: اعتقال عميلين تابعين للموساد جنوب طهران    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



لغز الهاربة الصغيرة
نشر في الشروق الجديد يوم 16 - 04 - 2009


الفصل الأول
فتاة صغيرة مذعورة
لم يكد «تختخ» يستيقظ صباحا من النوم حتى قفز من فراشه مسرعا على غير عادته.. فقد كان عنده ما يقوله للمغامرين.. وسرعان ما كان يجرى اتصالاته يطلب منهم الاجتماع لمناقشة موضوع مهم.. واتفقوا على الساعة التاسعة فى حديقة منزل «محب» و«نوسة»!!
وعندما استقل دراجته فى طريقه إلى ڤيلَّلا «محب» كان فى ذهنه عشرات الخواطر عما يجب أن يفعله المغامرون فى الساعات القادمة.. وهل الموضوع الذى سيرويه لهم سيثير اهتمامهم.. وإذا كان سيثير الاهتمام.. فهل يمكنهم التدخل فيه؟
عندما جلسوا جميعا فى الحديقة.. كانت رياح الخريف تهب على ممرات الحديقة الواسعة فتسقط أوراق الشجر التى تتجمع هنا وهناك فى شكل أكوام صغيرة كأنها تنتظر من يحملها بعيدا.
جلس «تختخ» وعلى وجهه علامات تفكير عميق ثم قال: لقد مررت بتجربة مثيرة أمس!
وسكت لحظات ثم قال: شاهدت فتاة صغيرة يتم القبض عليها بتهمة السرقة وهى ليست سارقة.. فقد رأيت اللص الذى سرق الخاتم الماسى الثمين الذى اتهمت بسرقته!
بدأت علامات الاهتمام تبدو على وجوه المغامرين.. حتى «زنجر» أطلق نباحا قصيرا كأنه يستعجل بقية حديث «تختخ».
مضى «تختخ» يقول: كان أمس عيد زواج والدى ووالدتى.. وقرر أبى أن يشترى لأمى هدية.. وأن نتعشى معا خارج البيت.. وقد حاولت كالعادة أن أعتذر عن الخروج ولكن والدى أصر على أن أخرج معهما!
وسكت «تختخ» لحظات ثم قال: والحمد لله أننى خرجت؛ فقد عثرت على لغز قد يقتضى منا وقتا طويلا.. فنحن فى حاجة إلى إثبات براءة طفلة صغيرة مظلومة!
قال محب: هذا يكفى.. قل لنا ما حدث؟
تختخ: كان ذلك ضروريا حتى تعرفوا لماذا خرجت أمس.. وماذا حدث!
لوزة: كم عمر هذه الفتاة؟
تختخ: فى مثل عمرك تقريبا يا «لوزة»!
عاطف: من فضلك يا «تختخ» أكمل حديثك فقد شوقتنا!
تختخ: ذهبنا نحن الثلاثة إلى شارع 9 عند محل المجوهرات الذى اعتدنا شراء هدايانا منه.. وعندما اقتربنا من المحل رأيت سيارة مسرعة تضرب سيدة وتسقطها على الأرض وتهرب.. وكان فى يد السيدة حقيبة صغيرة سوداء سقطت بعيدا عنها.. وتجمع الناس.. ورأيت فتاة صغيرة كانت الأقرب إلى الحقيبة تنحنى وتلتقطها.. وفى نفس الوقت تقدم رجل منها ففتح الحقيبة وأخذ ما بها.. بينما بقيت الحقيبة فى يد الفتاة الصغيرة!
نوسة: وماذا أخذ منها؟
تختخ: لم أر ماذا أخذ فى هذه اللحظة.. ولكنى عرفت فيما بعد أنه خاتم من الماس الأبيض كانت السيدة قد اشترته من نفس المحل الذى كنا على وشك أن ندخله!
عاطف: وهل وصل رجال الشرطة؟
تختخ: وصلوا وأمسكوا بالفتاة التى كانت تحمل حقيبة السيدة.. وعندما أخذت السيدة الحقيبة فتشت فيها ثم صاحت: الخاتم.. الخاتم!
وتنهد «تختخ» وقال: وطبعا أشارت أصابع الاتهام إلى الطفلة الصغيرة!
لوزة: ولماذا لم تشهد بأنها لم تأخذ الخاتم؟!
تختخ: طبعا تقدمت للضابط وشهدت أننى شاهدت رجلا يأخذ شيئا من الحقيبة!
نوسة: أنت إذن لم تر ماذا أخذ الرجل؟
تختخ: لا لم أر ماذا أخذ.. فقد كنت بعيدا وكان الظلام قد بدأ يهبط!
قال «محب» بلهفة: وماذا حدث بعد ذلك؟!
تختخ: اختفى اللص وأمر الضابط أن نذهب جميعا إلى القسم لكتابة محضر بالحادث.. وركبت الفتاة الصغيرة فى سيارة الشرطة مع بعض الشهود والسيدة التى سرق منها الخاتم ووافق الضابط على أن أركب سيارة أبى لتوصيلى إلى القسم!
نوسة: وذهبت إلى القسم؟
تختخ: طبعا ولكن الفتاة لم تحضر!
عاطف: كيف؟!
تختخ: علمنا فى القسم أن سيارة الشرطة تعرضت لحادث.. واختفت الفتاة الصغيرة التى عرفوا أن اسمها «أميرة»!
لوزة: كيف اختفت.. هل هربت؟
تختخ: أظن ذلك.. لقد كانت مذعورة ولعلها خافت من فكرة دخولها القسم ففضلت الهرب!
محب: وبعدها؟
تختخ: أدليت بأقوالى وانصرفت!
محب: والسيارة التى ضربت السيدة؟
تختخ: لقد عرفوا رقم السيارة من أحد الشهود وهم يبحثون عنها!
نوسة: هل تظن أن لهاعلاقة بحادث السرقة؟
تختخ: ربما!
نوسة: لوكان لها علاقة بسرقة الخاتم؛ فسوف يمكن العثور على الرجل الذى سرقه!
تختخ: ربما!
ساد الصمت لحظات وكل واحد من المغامرين الخمسة يحاول أن يجد دورا لإنقاذ الفتاة البريئة.. ولكن المهم هو العثور عليها أولا.
فجأة قالت نوسة: هل قرأ أحدكم صحف اليوم؟
ردوا جميعا فى نفس واحد: لا. لم يتسع الوقت.
نوسة: سوف أحضرها من الداخل فهى تصل إلى أبى يوميا.. وقد يكون فيها شيئا عن الحادث!
أسرعت «نوسة» لإحضار الصحف وقالت «لوزة»: هل تهتم الصحف بهذا الحادث البسيط؟
تختخ: سنرى!
لوزة: ما هو شكل الفتاة يا «تختخ»؟
تختخ: فتاة جميلة.. نحيلة.. سوداء الشعر والعينين.. تبدو ذكية.. وترتدى ملابس بسيطة!
لوزة: واللص ما شكله؟!
تختخ: رجل ضخم.. غزير الشعر.. ويبدو أنه مصاب فى رجله أو يضع ساقا صناعية؛ فقد لاحظت أنه يعرج وهو يبتعد مسرعا!
لوزة: ولماذا لم تطارده؟
تختخ: لقد تم كل شىء فى لحظات، وتجمع الناس واختفى هو فى الزحام!
وصلت «نوسة» ومعها صحف الصباح.. وكانت الحادثة منشورة.. وقد اهتمت الصحف باختفاء «أميرة» الصغيرة وقالت إنها ربما تكون ضمن عصابة من اللصوص.. وإنهم كانوا يعرفون بأن السيدة سوف تشترى الخاتم الثمين فدبروا حادث السيارة لسرقة الخاتم.
قالت «لوزة» فجأة: لم تقل لنا هل اشترى والدك الهدية لوالدتك؟
تختخ: نعم.. عدنا إلى المحل.. وقابلنا صاحبه وهو صديق والدى.. وعرفنا أن الخاتم المسروق ثمنه نحو عشرة آلاف جنيه!
قال «عاطف»: وهل تناولتم الطعام خارج البيت؟
رد «محب» بالنيابة عن «تختخ»: طبعا.. وهل يضيع «تختخ» مثل هذه الفرصة؟!
ساد الصمت مرة أخرى وقالت «نوسة»: ماذا سنفعل؟
تختخ: فى رأسى خطة بسيطة للبحث عن «أميرة» وعن اللص الذى سرق الخاتم.
نظر إليه المغامرون ورفع «زنجر» رأسه.. ومضى «تختخ» يقول: سنقوم بجولات مستمرة بالدراجات لعلنا نعثر على أميرة أو الأعرج!
لوزة: ولكن أنت تعرف شكلهما.. نحن لا نستطيع أن نبحث عن شخص لا نعرفه؟
تختخ: معك حق يا «لوزة» كيف نحل هذه المشكلة؟
نوسة: لى صديقة رسامة ممتازة يمكن أن تساعدنا!
لوزة: كيف؟
نوسة: يقوم «تختخ» بوصف الفتاة الصغيرة والأعرج وتقوم «فريدة» برسمهما حسب الأوصاف.
عاطف: هيا نسرع بهذه العملية قبل أن تختفى ملامحهما من ذهن «تختخ»!
نوسة: يمكن أن نتصل بها فورا!
قامت «نوسة» للاتصال بصديقتها «فريدة» فى نفس الوقت الذى ظهر فيه الشاويش «فُرْقُعْ» من باب الحديقة وهو يركن دراجته.
الفصل الثانى
الأسرة الطيبة
كان «زنجر» أول المتعاملين مع الشاويش.. فقد قفز مسرعا ليتعامل مع سروال الشاويش كالمعتاد.. وتركه «تختخ» حتى اقترب من الشاويش ثم صاح: زنجر..
فهم «زنجر» التحذير فلم يقم بالمهمة المعتادة.
وقال «تختخ»: صباح الخير يا شاويش «على».
الشاويش: هذا الكلب الأسود اللعين..
تختخ: دعك من «زنجر» الآن يا حضرة الشاويش.. ماذا وراءك؟
الشاويش: أنت تعرف.
تختخ: لا.. لا أعرف.
الشاويش: الخاتم الماسى.
تختخ: ماذا عن الخاتم الماسى.. هل تتهمنى أننى أخذته؟
الشاويش: لم أقل هذا.
تختخ: إذن ماذا تريد بالضبط؟!
الشاويش: أريد أن أسمع أقوالك عن الحادث.
تختخ: لقد أدليت بأقوالى فى القسم.. وتستطيع أن تطلع عليها.
الشاويش: أليس عندك ما تضيفه؟
تختخ: لقد قلت ما عندى..
التفت «تختخ» إلى «نوسة» وقال: أسرعى يا «نوسة» إلى صديقتك «فريدة» الرسامة!
اتجهت «نوسة» لتستقل دراجتها ثم خرجت من باب الحديقة.. ولاحظ الجميع أن الشاويش «فُرْقُعْ» أسرع إلى دراجته وأنه تبع «نوسة»، فقد أدرك أن مهمة «نوسة» لها علاقة بسرقة الخاتم.
لاحظت «نوسة» أن الشاويش يتبعها فقررت أن تضلله.. وكانت لها صديقة تسكن قريبا منها عندها كلب من نوع «رودفايلر» المتوحش.. فاتجهت إلى هناك.. وكان الكلب يعرفها ولا يهاجمها ففتحت باب الحديقة وأقبل عليها الكلب المتوحش وهو يطلق نباحه المرعب، وكان الشاويش «على» قد اقترب ولكنه لم يكد يرى الوحش مقبلا عليه والزَّبَد يتناثر من فمه حتى أسرع بالفرار!
ظلت «نوسة» دقائق فى حديقة ڤيلَّلا صديقتها ثم نظرت من خلال الباب إلى الشارع ولكن الشاويش كان قد اختفى.
فى حديقة منزل «نوسة» و«محب» ظل اجتماع المغامرين منعقدا؛ فهم جميعا يريدون الاشتراك فى إنقاذ «أميرة» الصغيرة والإيقاع باللص الذى أطلقوا عليه اسم «عليجة».
* * *
وفى هذه الأثناء كانت الهاربة الصغيرة تجلس بجوار محل «كارفور» الضخم.. كانت نائمة قرب سيارة ضخمة من طراز «مرسيدس»؛ فقد قضت طوال الليل وهى تسير وتجرى خائفة بعد القبض عليها من الشرطة واتهامها بسرقة الخاتم «الماسى».
رغم أنها كانت نائمة فقد كانت ترتعش جوعا.. وبردا.. وتعبا.. تهاجمها الكوابيس، وترى الرجل الذى انتزع الخاتم من الحقيبة ونظر إليها بعينيه الشريرتين.
وصل صاحب السيارة المرسيدس وزوجته وابنته يحملون البضائع التى اشتروها من «المول» الضخم.. وعندما توقف رب الأسرة ليفتح باب السيارة وضع ما يحمل جانبا ففوجئ بالفتاة الصغيرة وهى تبكى وتتنهد وهى نائمة.
توقف مندهشا ثم قال لزوجته: انظرى يا «مروة» فتاة تبكى وهى نائمة!
نظرت «مروة» إلى الفتاة وأحست بِغُصَّة فى حلقها.. إنها فى مثل سن ابنتها «نبيلة».. التى ما كادت ترى الفتاة النائمة الباكية حتى أسرعت إليها وقالت: مالك يا أختى!
قالت الزوجة: لنأخذها معنا إلى البيت.. من الواضح أنها تائهة.. وبعدها نبحث عن أسرتها.
قالت نبيلة: نعم يا ماما.. أنت إنسانة رائعة.
فتح الأستاذ «أكرم» السيارة، وحمل الفتاة ومددها فى المقعد الخلفى وجلست بجوارها «نبيلة» التى كانت فى مثل سنها وجلست «مروة» بجوار زوجها وانطلقت السيارة الفاخرة.
مع حركة السيارة استيقظت «أميرة» ونظرت حولها وأدهشها ما رأت.. وأخذت تنظر إلى الفتاة الجالسة بجوارها دون أن تنطق بحرف.. كان ذهنها مشلولا تقريبا بعد الحادثة التى مرت بها.. وبعد عشر دقائق دخلت السيارة من باب ڤيلَّلا ضخمة تحمل اسم ڤيلَّلا «نبيلة»!!
* * *
عادت «نوسة» ومعها صديقتها الرسامة البارعة «فريدة».. وبعد أن توقف الأصدقاء روى لها «تختخ» باختصار ما حدث وقال: إن المغامرين الخمسة قرروا البحث عن «أميرة» المتهمة بالسرقة ظلما.
كانت «فريدة» سعيدة بالتعرف على المغامرين الخمسة، وكانت قد أحضرت معها أوراق الرسم والأقلام.. وبدأ «تختخ» يصف «أميرة» فقال: إنها نحيلة.
قالت «لوزة» على الفور: ما معنى نحيلة؟
تختخ: يعنى نحيفة.
لوزة: وما معنى نحيفة؟
تنهد «تختخ» متضايقا ولكنه ابتسم وقال: معناها رفيعة
ومضى «تختخ» يقول: إنها نحيلة.. أو نحيفة.. أو رفيعة.. سمراء.. شعرها أسود..ولعل لها عيونا سوداء.. أنفها بارز.. وفكر «تختخ» قليلا ثم قال: إنها أطول قليلا من «لوزة».. وكانت ترتدى بلوزة.
لوزة: ما معنى ترتدى؟
قال «تختخ» متنهدا: مالك يا «لوزة» اليوم؟
لوزة: ألن أشترك معكم فى البحث عنها؟
تختخ: طبعا!
لوزة: إذن أريد أن أعرف كل شىء!
تختخ: طيب.. ترتدى معناها تلبس!
فريدة: وبقية الملابس؟
تختخ: لست متأكدا.. ولكن فى الأغلب كانت تلبس بنطلون رماديا أو أسود وبلوزة خضراء
فريدة: هل ذقنها عريض أو رفيع؟
تختخ: على ما أذكر كان ذقنها رفيعا.
كانت «فريدة» تدوِّن ملاحظاتها ثم قالت: هل هناك تفاصيل أخرى؟
تختخ: لا!
فريدة: إذن ما هى ملامح الرجل الشرير؟
نوسة: تقصدين «عليجة»؟
فريدة: اسمه «عليجة»؟
محب: نحن سميناه بهذا الاسم.. وأظن أنه تعبير شعبى عن الأعرج!
فريدة: ما هى أوصافه يا تختخ؟
تختخ: لقد رأيته فى لحظات خاطفة.. وما أذكره أنه كان طويل القامة.. طويل الشعر.. حاد النظرات يلبس ملابس «كاچوال» داكنة اللون أى غامقة.. حتى لا تسألنى «لوزة» عن معنى داكنة.
ابتسم المغامرون وضحكت «فريدة» وقالت: هذا يكفى وسوف أقدم لكم غدا رسما كروكيا.
صاحت لوزة: ما معنى كروكى؟
نوسة: معناه رسم أولى أو مبدئى أو مجرد خطوط أو هو بداية.
وودعت «فريدة» الأصدقاء وساروا معها.. وبعد أن عادوا إلى أماكنهم قالت «نوسة»: بالمناسبة يا «تختخ» هل رآك هذا الرجل«عليجة»!
رد «تختخ»: نعم.. وقد التقت نظراتنا للحظات.
نوسة: هذا يعنى أنه قد يعتبرك شاهدا خطرا عليه.
تختخ: أظن ذلك.
عاطف: فى هذه المسألة لا بد أن نأخذ حذرنا..فهذا اللص قد يكون قاتلا فى الوقت نفسه!
تختخ: إننى لا أخشاه!
نوسة: لا داعى للبطولات يا «تختخ». وأتفق مع «عاطف» أننا يجب أن نأخذ حذرنا!
لم يرد «تختخ»ولكنه أحس فعلا أن المسألة قد لا تكون بالبساطة التى يتخيلها.
* * *
وفى تلك الأثناء كانت السيدة «مروة» قد أعدت كوبا من الكاكاو باللبن أخذت تسقيه «أميرة» وهى تقول: إن هذه المسكينة تكاد تموت من الجوع.. ولا بد أن نبدأ بسوائل دافئة قبل أن نقدم لها الطعام!
قال الأستاذ «أكرم»: أليس من الواجب أن نبحث عن أهلها؟ أو نبلغ الشرطة؟
مروة: طبعا.. سوف نبحث عن أهلها أولا فقد يكونون قريبين منا.. فإذا لم نجدهم فسوف نبلغ الشرطة.. ولكن المهم الآن هو أن ننقذ حياتها فهى تكاد تموت من الجوع والتعب!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.