الدكتورة سعاد صالح أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر وعميدة كلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بالأزهر السابقة وعضو المجلس الأعلي للشئون الإسلامية أطلق عليها البعض “مفتية النساء” حيث أصبحت من أكبر وأبرز المفتيات النساء في العالم العربي، ويعد شهر رمضان بالنسبة لها من أحب الشهور إلي قلبها لكثرة الأعمال الصالحة فيه ولسهولة التقرب إلي الله، ولقد كان من أشهر الأحداث التي جرت لها في ذلك الشهر أنها عينت عميدة لكلية الدراسات الإسلامية بنات في ذلك الشهر. وتروي الدكتورة سعاد تفاصيل القصة قائلة: “فور حصولي علي درجة الأستاذية طلبت من عميد الكلية أن يتم تعييني بمجلس الكلية طبقا للقانون، وتحدثت مع العميد شفهيا فلم يستجب بعدها كتبت طلباً ووقع كل من له حق في التمثيل علي هذا الطلب.. تحدثت بعد ذلك مع رئيس القسم فلم يستجب أيضًا، بعدها ذهبت إلي رئيس الجامعة لأن الساكت عن الحق شيطان أخرس ومنذ ذلك الحين اعتبر عميد الكلية هذا معركة بيني وبينه. وبالفعل أرسل رئيس الجامعة دكتور عبدالفتاح الشيخ إلي العميد بأن مجلس الكلية باطل وتشكيله باطل وبالتالي كل قراراته باطلة، بعدها حولني عميد الكلية إلي مجلس تأديب وأحضر شهودا بأنني اقتحمت مكتبه ووجهت له سبابا وشتائم.. وازدادت المعركة اشتعالا وفي هذا الوقت كنت أشرف علي أول رسالة ماجستير لباحثة سعودية وكنت مضطرة للسفر وقتها ولكن مجلس الكلية رفض وتعنتوا، لجأت إلي رئيس الجامعة ولكنه لم يرد المواجهة وقال لابد من موافقة الكلية، فذهبت إلي العميد وأجبرني علي التوقيع علي صيغة اعتذار بمفهومه هو بالفعل وقعت عليها لأنني كنت في حيرة بين ظلم نفسي وظلم الباحثة لأنها كانت ستتحول إلي إدارية إذا لم أقم بالإشراف علي رسالتها.. وبالفعل وقعت علي الاعتذار وقام بتوزيعه علي كل الأشخاص في الكلية. وعندما عدت إلي منزلي شرحت لزوجي ما حدث، فغضب غضبا شديداً ومزق “البيجامة” التي كان يرتديها لأنني ظلمت نفسي ولكنني أقنعته بأن الله سيعوضني وبالفعل في الوقت الذي استقال فيه عميد الكلية صدر لي قرار بعمادة الكلية في المنصورة في نفس اللحظة وكان ذلك في رمضان. وبالطبع لن أنسي هذه الهزة الأسرية التي وضعت أسرتي فيها لأن زوجي لا يريد أن يراني ضعيفة واذكر هذا الموقف كل رمضان لأسباب عديدة مثل كيف أن الظلم يصدر من العلماء.