حالة هلع عاشها الشعب المصري الأيام الماضية لشراء مستلزمات رمضان والتي لم تكتف بشراء ياميش رمضان بل اتسعت للحوم والألبان والبقوليات وتحول الأمر لسباق ربحت فيه ماكينة كاشير السوبر ماركت بكل المقاييس، للحد الذي أكد فيه مسئولو بعض المحلات أنه موسم ينتظره الباعة كل عام حيث يشهد رواجًا لكل السلع حتي البعيدة الصلة عن رمضان، فضلاً عن الشراء بكميات كبيرة ودون تحديد للأولويات، وتتفنن كل أسرة بشراء جميع الأصناف حتي لو مرتفعة السعر وفي ذلك تتساوي الطبقة المتوسطة بالثرية، ولذلك استعدت إدارة هذه السوبر للشهر الكريم منذ منتصف شعبان وذلك بملء مخازنها ورفع درجة الاستعداد القصوي، ومنع الإجازات عن العاملين فيها، ومد عدد ساعات العمل الرسمية بها للثانية فجرًا، وللعاملين فيها للثالثة، علي الجانب الآخر تفننت في تقديم عروض لبعض المنتجات مثل اللحوم والجبن بكل أنواعها، أما أهم السلع التي يزداد عليها الطلب في رمضان فقط فهي الزبادي الذي يتحول من وجبة للأطفال ليحتل مكانة علي وجبة السحور ولذلك قدمت بعض المحلات عروضا مغرية عليه، أما تخفيض سعره أو إهداء علب مجانية، في حين يعتبر الآيس كريم هو الضيف الجديد علي المائدة الرمضانية هذا العام نظرًا لتزامن الصوم مع الحر الشديد ولذا أبدعت بعض الشركات عروضًا عند شرائه، ونذكر هنا الدراسة التي أعدها مركز البحوث الجنائية وجهاز التعبئة العامة وهي ترصد أن المصريين ينفقون 30 مليار جنيه في رمضان وأن نسبة الفاقد من الطعام علي الموائد المصرية تصل إلي 60٪ ويتجاوز 75٪ في الولائم، ويأكل المصريون في الأسبوع الأول أكثر من 2 مليار رغيف و10 آلاف طن فول و40 مليون دجاجة، كذلك يرتفع معدل استهلاك الزبادي والسمن والزبادي إلي 20٪ و50٪ للحوم والسكر وينفقون 9 مليارات جنيه علي شراء المواد الغذائية والياميش وربما يعترض البعض هنا علي هذه النسب ويصفها بالمبالغة ولكن الشاهد علي السوبر ماركت الأيام الماضية يعتقد أن هذه الأرقام أقل كثيرا من الحقيقة.