وصلت الخلافات بين فضل شاكر وراغب علامة لدرجة الغليان لأنها تجاوزت المنافسة الفنية في عالم الغناء إلي الدخول في المنطقة الشائكة التي تفخخها السياسة بالألغام. فقد أطلق كل من راغب علامة وفضل شاكر قذائف كلامية ساخنة فقد صرح فضل بأن انتماء راغب الشيعي وتمسحه بدم رفيق الحريري رغم أن الشيعة في لبنان أعداء للسنة وسبب جوهري في الأزمات الطاحنة بينهم وأن راغب يحاول أن يظهر بمظهر المدافع عن المقاومة واعتبر فضل ذلك نوعا من الاستغلال الرخيص للقيم والمبادئ الوطنية ولم يكن راغب علامة بعيدًَا عن فهم هذه الاتهامات التي يدرك جيدًا أنها كفيلة بنسف نجوميته في العالم العربي الذي يعتنق 90٪ منهم المذهب السني لذلك حاول أن ينزع فتيل المشكلة بإصدار بيان يبين حقيقة موقفه وأطلق هجومًا أعنف علي فضل ولكن فضل لم يهدأ خاصة بعد أن تم تمزيق بوسترات حفله الذي كان ينوي إقامته في بيروت ورد علي ذلك بتصرف مماثل... فزادت الأمور سوءًا. ودخلت الصحافة اللبنانية طرفا في الموضوع وتم تبادل الاتهامات واتصل فضل شاكر براغب علامة وأخذ يكيل له الشتائم وفوجئ بأن راغب سجل المكالمة وقد أرسل راغب شقيقه خضر ومجموعة من الرجال لمهاجمة منزل فضل شاكر في صيدا. اتهم راغب علامة فضل شاكر بأنه يعتمد علي أسلوب التحريض الرخيص لزرع الفتنة بين الشعب اللبناني والفلسطيني ويحاول إثارة العنصرية التي يعاقب عليها القانون اللبناني لأن ذلك يهدد الأمن العام وقد وجه راغب سؤالاً لفضل لماذا يلعب فضل شاكر بنيران الفتنة الطائفية التي خمدت منذ فترة؟. خطورة خلافات فضل وراغب ليست في تبادل الاتهامات والعبارات البذيئة إنما الخطورة تكمن في استخدام الغناء كوسيلة لتخريب العلاقات الإنسانية بين السنة والشيعة في لبنان بدلاً من أن يكون الفن داعما للوحدة. فهل وصل حد التنازع الفني إلي التلويح بقنابل السياسة المحظور استخدامها بين الأشقاء أم أن فضل وراغب لا يدركان حجم المهزلة وعواقبها الوخيمة علي الجمهور في لبنان والفن لا يعرف العنصرية واستخدام ورقة السياسة ستلحق الضرر بالطرفين لأنها نقطة الضعف التي يمكن أن تقصف عمر أي فنان وليس من مصلحتهما إشعال نار العصبية فعندما تتجه القلوب وتتوحد الألسنة علي مائدة الإفطار في رمضان لا فرق بين سني وشيعي. لقد اندلعت الحرب بين راغب وفضل لأسباب سياسية لأن راغب الشيعي أحيا حفل زفاف بنت شقيق رفيق الحريري بينما تم استبعاد فضل مما جعله يهاجم راغب ويقول إنه ما دام يهاجم فؤاد السنيورة رئيس الوزراء السني فكيف يتودد لآل الحريري. عزيزي راغب أنت تملك امبراطورية اقتصادية وتدير مشروعات استثمارية في لبنان، دبي، الرياض، وفرنسا.. ولديك تاريخ فني وحب جماهيري علي مستوي العالم العربي فلماذا تصر علي النزاعات. عزيزي فضل شاكر: ماذا حدث لتخرج عن رومانسيتك وهدوئك.