تدخل مصر حقبة سياحية تاريخية تتطلب استعدادات استباقية طموحة، تزامنًا مع الافتتاح العالمى الاستثنائى للمتحف المصرى الكبير الذى يتربع الآن على عرش المتاحف العالمية، ما دفع وزارتى السياحة والطيران إلى تحول استراتيجى جوهري، ووضع خطط تركز على إحداث طفرة فى البنية التحتية للمطارات، وتعزيز القدرات التشغيلية، مدعومة بحملة ترويجية عالمية مكثفة، لضمان تحويل زيارة مصر إلى تجربة سياحية متكاملة تليق بعراقة وإرث الحضارة المصرية. استجابةً للتوقعات بتضاعف أعداد السياح، تم اتخاذ حزمة استثمارات وتطويرات ضخمة تضع مصر فى مصاف الدول ذات البنى التحتية المتطورة، وذلك بحسب تصريحات سامح الحفني، وزير الطيران، حيث تم حشد استثمار ضخم بقيمة 3.5 مليار دولار، بتمويل ذاتى من الشركة القابضة للمطارات، لإنشاء مبنى 4. المبنى الجديد سيعمل على استيعاب 30 مليون مسافر سنويًا، مع إمكانية التوسع لاستيعاب 40 مليونًا، وسيدعمه مدرج جديد مجهز بأحدث أنظمة الملاحة العالمية، فضلًا عن أن المشروع يتضمن مواقف سيارات ضخمة مغطاة بالكامل بألواح شمسية، وشبكة طرق متطورة، ومبانٍ داعمة مصممة وفقًا لأعلى المعايير الدولية، ومن المقرر أن تستغرق أعمال الإنشاء من 4 إلى 5 سنوات، مع العمل بالتوازى على تطوير وتوحيد هوية المبانى الحالية «2 و3» لتعزيز تجربة المسافر بشكل شامل.وفى خطوة داعمة للقدرة التشغيلية، ووفق ما كشف عن وزير الطيران، فإن أسطول «مصر للطيران» على موعد مع تعزيز تاريخى بإضافة 28 طائرة جديدة «18 طائرة A350 و10 طائرات Boeing 737» على مدى 24 شهرًا مقبلاً.
رواج حركة السياحة بعد افتتاح المتحف
كان قد أعلن الطيار وائل النشار، رئيس الشركة المصرية للمطارات، قفزة هائلة فى أداء مطار سفنكس، حيث ارتفع عدد الرحلات الجوية بنسبة 18%، من 6.161 رحلة فى 2024 إلى 7.299 رحلة فى 2025، ما يضع المطار على أعتاب طاقته القصوى ويؤكد دوره الاستراتيجى فى خدمة المناطق السياحية غرب القاهرة، مشيرًا إلى أن مطار سفنكس استقبل 1.2 مليون راكب سنويًا، مسجلًا خلال الفترة من يناير إلى 18 أكتوبر 2025، نحو 1.034.032 راكب، مقارنة ب 852.660 راكب فى الفترة ذاتها من 2024، بنمو مذهل بلغ 21%. وعلى الجبهة الترويجية، تحركت وزارة السياحة والآثار برئاسة الوزير شريف فتحي، بشكل مكثف على هامش مشاركتها فى بورصة لندن الدولية للسياحة «WTM London 2025»، حيث عقد الوزير سلسلة لقاءات مع كبار مسئولى شركات «جيت 2» و«إيزى جيت هوليدايز»، لبحث سبل تعزيز التعاون وزيادة الحركة السياحية من الأسواق الأوروبية الرئيسية، مثل المملكة المتحدة وإيطاليا. كما أن هناك مخططا استراتيجيا لتحويل المنطقة بين مطار سفنكس ودهشور إلى مقصد سياحى متكامل، لتعزيز الطاقة الاستيعابية غرب القاهرة وخلق فرص استثمارية وعمرانية جديدة، خاصة أن المتحف المصرى الكبير يمثل المحرك الأساسى لموجة سياحية غير مسبوقة إلى القاهرة، بما يوفره من تجربة ثقافية فريدة على مستوى عالمى.