تغزو الاقتراحات والعروض ساحة الحرب الإسرائيلية فى قطاع غزة، على وقع قفزات فى أعداد القتلى والأزمة الإنسانية. جديد هذه العروض، ما ذكرته شبكة «سى إن إن» الأمريكية، بأن إسرائيل اقترحت السماح لكبار قادة حماس بمغادرة غزة كجزء من اتفاق أوسع لوقف إطلاق النار. ونقلت الشبكة عن مسئولين مطلعيْن على المحادثات، أنه «على الرغم من أن ذلك سيوفر ممرا آمنا للخروج من غزة لكبار قادة حماس الذين نسقوا هجوم 7 أكتوبر الماضي، إلا أن استنزاف غزة من قادتها يمكن أن يضعف قبضة الحركة على القطاع» الذى مزقته الحرب، بينما يسمح أيضا لإسرائيل «بمواصلة تعقب أهداف عالية القيمة فى الخارج». فى هذه الأثناء، أفاد موقع إكسيوس الأمريكي، أن إسرائيل عرضت هدنة لمدة شهرين كجزء من صفقة رهائن محتملة. وتأتى هذه التقارير بعد أن رفض رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو دعوة حماس لإنهاء الحرب مقابل إطلاق سراح الرهائن المحتجزين فى غزة، فى الوقت الذى يواجه فيه ضغوطا شعبية متزايدة لإعادة الأسرى إلى وطنهم. تواصل القصف ولليوم ال109، يتواصل القصف الإسرائيلى العنيف على قطاع غزة، برا وجوا وبحرا، مخلفا أكثر من 25 ألف قتيل، ومئات الآلاف من الجرحى، بحسب وزارة الصحة فى القطاع. وفى هذا الصدد، أفاد مسؤولون صحيون فلسطينيون بأن المنشآت الطبية فى مدينة خانيونس بجنوبغزة تعرضت للقصف وسط هجوم إسرائيلى على المنطقة. وطالب الجيش الإسرائيلي، امس، سكان مدينة خان يونس ومخيمها، ضرورة المغادرة بشكل فوري، وذلك بعدما أعلن الجيش الإسرائيلى أن قواته طوقت المدينةجنوب قطاع غزة، ووفقاً لما ذكرته صحيفة «تايمز أوف إسرائيل». وقال الجيش الإسرائيلي، امس، إن «قوات الفرقة 98 استكملت عملية تطويق خان يونس وقضت بالتعاون مع سلاح الجو على عشرات من المخربين على مدار الساعات الأربع والعشرين الأخيرة»، بحسب الصحيفة الإسرائيلية. وأضاف الجيش فى بيان له: «عمق مقاتلو فرقة الكوماندوز الهجوم إلى قلب المنطقة التى تستخدم مركز ثقل محورى للواء خان يونس التابع لحماس». كما أعلن الهلال الأحمر الفلسطينى مقتل 5 أشخاص وإصابة 21 آخرين بقصف إسرائيلى لشرق مدينة جباليا شمالى قطاع غزة. وقال الهلال الأحمر فى بيان عبر منصة «إكس»: «المركز الطبى للهلال الأحمر فى جباليا استقبل 5 جثث و21 جريحا نتيجة قصف قوات الاحتلال الاسرائيلى شرق جباليا». تدمير النظام الغذائى إنسانيا، قال المقرر الخاص للأمم المتحدة المعنى بالحق فى الغذاء إن إسرائيل تدمر النظام الغذائى فى غزة. وعلى حسابه فى منصة «إكس» (تويتر سابقا). كتب مايكل فخرى «إنه أمر غير مسبوق أن يعانى سكان مدنيون بأكملهم من الجوع بشكل كامل وبسرعة. إسرائيل تفرض عمدا معدلا مرتفعا من المرض وسوء التغذية لفترات طويلة والجفاف والمجاعة من خلال تدمير البنية التحتية المدنية». وفى وقت سابق، أعلن مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية «أوتشا» أن إسرائيل منعت 3 من أصل 4 بعثات إنسانية الوصول إلى شمال قطاع غزة. وأشار «أوتشا» إلى أن إسرائيل منعت زيادة المساعدات الإنسانية لغزة فى أول أسبوعين من عام 2024، رغم الحاجة الماسة لها فى القطاع. وقال إنه لم ينجح سوى 7 من أصل 29 بعثة مقررة لتوصيل الغذاء والدواء والمياه وغيرها من مواد أساسية، فى الوصول إلى شمال وادى غزة. وضع كارثى من جهته، وصف المتحدث باسم وزارة الصحة فى قطاع غزة أشرف القدرة الوضع فى مستشفيات جنوب القطاع بالكارثي، مؤكداً أن هناك عددا كبيرا من القتلى والجرحى لا تستطيع الطواقم الطبية الوصول إليهم بسبب منع تحرك مركبات الإسعاف واستهدافها والطواقم عاجزة عن الوصول للمناطق التى يتم استهدافها. وقال القدرة فى تصريحات لوكالة «أنباء العالم العربي»، إن «الوضع مأساوى فى خان يونس وهناك عملية موجهة من الجيش الإسرائيلى تستهدف أماكن النزوح المختلفة، والتى أعلن عنها مسبقا بأنها مناطق آمنة، وتم استهداف 5 مراكز إيواء منها مركز إيواء جامعة الأقصى ومركز إيواء الكلية الجامعية ومركز إيواء تابع للوكالة ومدرستين غرب خان يونس». وأشار القدرة إلى أن «الطواقم الطبية تحاول إنقاذ ما يمكن إنقاذه فى ظل الاستهدافات المتواصلة ونقص الإمكانيات والأعداد الكبيرة من الجرحى والحالات التى تصل للمستشفيات تصل من خلال المواطنين وبوسائل بدائية». وحذر القدرة من الواقع الصحى الكارثى بمستشفيات خان يونس وناشد المؤسسات الأممية للتدخل العاجل لحماية المستشفيات والطواقم الطبية، وتمكين طواقم الإسعاف من الوصول للجرحى والقتلى. حل الدولتين وأثارت معارضة نتنياهو لحل الدولتين انتقادات من المسؤولين فى بروكسل وواشنطن، مع تعمق الانقسامات بين إسرائيل وحلفائها وداخل حكومتها. وبعد التحدث مع نتنياهو، يوم الجمعة، أشار الرئيس الأمريكى جو بايدن إلى إمكانية إقامة دولة فلسطينية منزوعة السلاح. وقال البيت الأبيض، أمس الأول، إن بايدن يحافظ على «عقل متفتح» بشأن الشكل الذى يمكن أن يبدو عليه حل الدولتين. ووفق استطلاعات الرأى فى إسرائيل، تبدو الآفاق السياسية لنتنياهو قاتمة، حيث يشير استطلاع جديد للرأى إلى أن حزبه سيأتى فى المرتبة الثانية بفارق كبير إذا أجريت الانتخابات اليوم، وأن الائتلاف الذى يقوده الآن لن يفوز بما يكفى من المقاعد للبقاء فى السلطة. واندلعت الحرب فى قطاع غزة، فى أعقاب هجوم مباغت شنه مسلحو حماس ضد بلدات إسرائيلية، يوم السابع من أكتوبر الماضي، أسفر عن مقتل نحو 1200 شخص، وأسر العشرات. وفق السلطات الإسرائيلية.
