تحت وابل قصف غير مسبوق وصلت الحرب على قطاع غزة مع بداية أسبوعها الرابع للقتال من المسافة صفر، وتسارعت الأحداث منذ مساء الجمعة مع شن إسرائيل غارات جوية وقصفًا من البر والبحر ترافق مع قطع للاتصالات عن غزة، مع بدء توغل برى هو الأوسع منذ بداية المعارك فى 7 أكتوبر. وقال الجيش الإسرائيلى إن قواته لا تزال فى الميدان، مع إقرارها بوجود اشتباكات مع فصائل فلسطينية فى محورى التوغل فى بيت حانون (شمال) ومنطقة البريج فى الوسط. وأوضح المتحدث باسم الجيش الإسرائيلى دانيال هاغارى إن قوات المشاة والمدرعات دخلت فى القطاع الفلسطينى المحاصر فى إطار تصعيد هجومه على حركة حماس. وذكر أن القوات الإسرائيلية لا تزال «فى الميدان»، بدون الإدلاء بتفاصيل. وأضاف أن إسرائيل «توسع الجهود الإنسانية» وستسمح لشاحنات محملة بالمواد الغذائية والماء والأدوية بالدخول إلى جنوبغزة، كما طالبت المدنيين فى غزة بإجلاء شمالها تمامًا مع وجه السرعة والاتجاه نحو الأردن. فى المقابل، قالت حركة حماس إن مقاتليها فى غزة مستعدون لمواجهة هجمات إسرائيل «بكامل قوتهم» بعدما وسع الجيش الإسرائيلى هجماته الجوية والبرية على قطاع غزة. وأعلنت حماس أن مسلحيها يشتبكون مع القوات الإسرائيلية فى مناطق قريبة من الحدود مع إسرائيل. وقبل التصعيد البرى قطعت إسرائيل الاتصالات فى قطاع غزة وكثفت من عمليات التشويش. بدورها أكدت شركة الاتصالات الفلسطينية انقطاع الاتصالات داخل القطاع المحاصر معربة عن أسفها «للإعلان عن انقطاع كامل لكل خدمات الاتصالات والإنترنت مع قطاع غزة». وأبقى انقطاع الاتصالات المعركة الدائرة فى أطراف غزة بعيدًا عن نظر العالم للمرة الأولى منذ بدأ المعارك قبل 3 أسابيع، حتى أعلن ايلون ماسك باستعداده توفير النت الفضائى للمنظمات الإغاثية فى غزة. وكتب مدير منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس فى منشور على منصة إكس (تويتر سابقا،) أن المنظمة لا تزال غير قادرة على التواصل مع موظفيها ولا مع المرافق الصحية فى غزة. ووصفت الهيئة العامة للبث الإسرائيلى الهجوم الليلة الماضية بأنه «أكبر هجوم لسلاح الجو منذ اندلاع الحرب». وقُتل فى قطاع غزة أكثر من 7326 شخصًا، معظمهم مدنيون، وبينهم نحو 3038 طفلاً، بحسب وزارة الصحة فى غزة لكن الأعداد لم تشمل ضحايا جدد سقطوا مع صعوبة التواصل بين الهيئات الصحية أو إجلاء المصابين والقتلى من مواقع القصف. ولم يعد من الممكن استدعاء أطقم الإسعاف فى ظل انقطاع الاتصالات فى القطاع وكثافة القصف الجوى. وحذّرت الأممالمتحدة من أنها تخشى «وابلا غير مسبوق من المآسى» فى القطاع الصغير الممتد على مساحة 362 كيلومترا مربعا. وقال الدفاع المدنى فى غزة إن الضربات الإسرائيلية ليلا دمرت كليا مئات المبانى فى القطاع. وأشارت وسائل إعلام فلسطينية إلى «انتشال 42 قتيلًا من حى الشاطئ فى غزة بعد القصف الإسرائيلى الليلة الماضية». وفى بيان نشر بعد ليلة من الضربات الإسرائيلية الكثيفة على قطاع غزة، قال الجيش الإسرائيلى «خلال الليل ضربت الطائرات المقاتلة 150 هدفا تحت الأرض فى شمال قطاع غزة من بينها أنفاق». وفى سياق القتال من المسافة صفر حققت المجموعة العربية انتصارا فى الجمعية العامة للأمم المتحدة بتمرير مشروع قرار يطالب بهدنة فورية. وصوتت 121 دولة لصالح المشروع، فيما رفضته 14 دولة، وامتنعت 44 دولة عن التصويت. وبهذه النتيجة، وافقت الجمعية العامة على مشروع القرار العربى الذى قدمه الأردن. وتعتمد مشروعات القرارات فى الجمعية العامة بأغلبية الثلثين. ويطالب النص ب«هدنة إنسانية فورية ودائمة ومتواصلة تفضى إلى وقف القتال»، وكانت صيغة سابقة تطالب «بوقف فورى لإطلاق النار».