المستقبل فى سيناء

باهتمام بالغ شاهدت الزيارة المهمة التى قام بها المهندس مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء إلى محافظة جنوب سيناء.. نقطة البداية كانت فى مدينة سانت كاترين «مدينة التجلى» المباركة، حيث تفقد رئيس الوزراء مشروع إنشاء ساحة ومبنى السلام، والتى تضم ساحة للاحتفالات الخارجية بمساحة 12 ألف م2، ومبنى عرض متحفى متنوع بمساحة 7300 م2، بحيث تضم مسرحًا، وقاعة مؤتمرات، وكافيتريا، وغرف اجتماعات، لتستوعب مختلف الفعاليات، بالإضافة إلى تطوير استراحة الرئيس الراحل محمد أنور السادات التاريخية التى أقامها فى وادى الراحة.
رئيس الوزراء وجه خلال الزيارة بضرورة إعادة ترميم هذه الاستراحة، التى تعتبر من المزارات المهمة فى منطقة الراحة، واعتقد بعد هذا التوجيه سيتم تطوير شامل لهذا المزار، الذى قضى فيه الرئيس السادات أوقاتًا طيبة، كان يتعبد فى المنطقة ويشعر بالسعادة البالغة بأن يعتكف لعدة أيام تقربًا إلى الله عز وجل، خاصة فى النصف الأخير من شهر شعبان سنويًا.
قبل أن ينطلق الدكتور مصطفى مدبولى من كاترين، شاهد شموخ الجبال فى المدينة المقدسة، ومنطقة التجلى الأعظم وأمر بضرورة الحفاظ على طبيعة المكان، وروحانيته، والاهتمام بالسكان من البدو، ورفع كفاءة البنية الأساسية للمدينة بصفة عامة.
بعد زيارة مدينة التجلى تفقد رئيس الوزراء والوفد المرافق مدينة طابا، يرافقه عدد من الوزراء والمسئولين، وفور وصوله إلى المدينة، تفقد مطار طابا الدولى، والتقى الشيخ سلامة مسمح، شيخ قبيلة الأحيوات بخليج العقبة، أحد أحفاد الشيخ مسمح الذى شارك فى جمع وثائق قضية طابا، واستمع مدبولى لشرح تفصيلى عن تطوير المطار والحركة الوافدة خلال الفترة الحالية, حيث استقبل المطار منذ بداية العام الحالى وحتى نهاية شهر أغسطس 654 طائرة، و85 راكبًا.
فى طريقه إلى مدينة نويبع تفقد مدبولى، طريق «شق الثعبان»، وطريق «طابا - نويبع» والمنشآت والمخيمات السياحية القائمة عليه، وذلك ضمن جولته التى يقوم بها فى محافظة جنوب سيناء، بالإضافة إلى متابعة عمليات رفع الكفاءة لمعظم الطرق التى تربط مدينة طابا بنويبع.
الجولة الأخيرة لرئيس مجلس الوزراء كانت زيارته لميناء نويبع البحرى وشاهد عمليات التطوير الأخيرة، ضمن خطة تطوير جميع الموانئ البحرية لتصبح مصر مركزًا للتجارة العالمية، واللوجيستيات تنفيذًا لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى، وتعرف رئيس الوزراء على الإجراءات التى يتم تنفيذها لتسهيل جميع الإجراءات المقدمة للركاب، خاصة أن حركة سفر الركاب والسيارات بحرًا إلى الأردن، ومنها إلى العراق والدول العربية والخليجية، تبدأ من ميناء نويبع إلى ميناء العقبة بالأردن عبر شركة الجسر العربى للملاحة البحرية المملوكة لمصر والأردن والعراق.
للحقيقة أكون فى غاية السعادة، عندما يزور رئيس الحكومة شخصيًا أو أحد الوزراء لأجمل وأغلى بقعة على أرض مصر، سيناء الغالية التى هى المستقبل لشباب هذا الوطن وهى أيضًا البوابة الشرقية التى دخل منها كل الغُزاة والطامعين فى أرضنا المباركة.
رئيس الوزراء يستحق وسام التقدير والاحترام لتفقده مقومات البنية الأساسية فى جنوب سيناء وقطع كل هذه المسافات البعيدة بين مدن سيناء المترامية الأطراف بالسيارة، ليشاهد على الطبيعة حجم الإنجاز فى المشروعات الكبرى التى وجه بها الرئيس السيسى فى الاجتماعات الرئاسية الخاصة لتنمية سيناء شمالا وجنوبا.. تظل أرض الله المباركة التى تجلى عليها المولى عزوجل، والتى حررها شهداء ورجال مصر فى حرب أكتوبر المجيدة، التى بدأت تهل علينا نسماتها الطاهرة، نبراسًا يوثق للأجيال المقبلة.. تاريخ العبور العظيم، وتاريخ التنمية الشاملة على أرض الواقع فى سيناء شمالًا وجنوبًا..
تحيا مصر