بعد مرور أكثر من أسبوع على كارثة الزلزالين المدمرين فى تركياوسوريا، ارتفع عدد الضحايا إلى أكثر من 40 ألف قتيل، فى وقت تشير فيه التقديرات إلى إمكانية ارتفاع الحصيلة إلى 50 ألفًا، فى ظل شكوك لعمال الإنقاذ فى أن آلافًا أخرى من الجثث ما زالت مدفونة تحت الأنقاض. وبعد مفاوضات مطولة، تمكنت قوافل مساعدة إضافية من الأممالمتحدة من العبور إلى شمال غربى سوريا، لنقل إمدادات المساعدات للمنطقة التى دمرها الزلزالان، كما عبر وفد أممى إلى شمال غربى سوريا لتقييم الأضرار الناجمة عن الكارثة. وذكر الرئيس التركى رجب طيب أردوغان أن عدد الضحايا وصل إلى 35 ألفًا و418 قتيلًا فى تركيا فقط، فيما كانت أحدث حصيلة فى سوريا قد بلغت 5900 قتيل، وأضاف أن أكثر من 13 ألف شخص يتلقون العلاج فى المستشفى، فى حين يقيم نحو 1.6 مليون شخص حاليًا فى ملاجئ طوارئ فى تركيا، وغادر 600 ألف شخص آخر المنطقة أو تم إجلاؤهم منها، وقال أردوغان: إن «الوقت قد حان لعلاج الجروح وتسكين الألم وإعادة بناء ما تعرض للدمار». ومن جهته، أطلق الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، نداء طارئًا لجمع نحو 400 مليون دولار لمساعدة ضحايا الزلزال فى سوريا على مدى 3 أشهر، وقال: «أُعلن أن الأممالمتحدة تُطلق نداءً إنسانيًا لجمع 397 مليون دولار للسكان الذين وقعوا ضحايا الزلزال الذى اجتاح سوريا. وستغطّى المساعدات فترة 3 أشهر، لافتًا إلى أن المنظمة تعمل على إطلاق نداء مماثل للتبرع لضحايا الزلزال فى تركيا. ودعا جوتيريش كل الدول الأعضاء إلى تمويل كامل ومن دون تأخير لهذه الجهود، من أجل تأمين مساعدة إنسانية يحتاج إليها نحو 5 ملايين سورى، تشمل المأوى والرعاية الطبية والغذاء، وأضاف أن «الحاجات هائلة ونحن ندرك جميعًا أن المساعدات المنقذة للحياة لا تصل بالسرعة والحجم اللازمين»، وتابع «بعد أسبوع من الزلازل المدمرة، يعانى ملايين الأشخاص فى كل أنحاء المنطقة من أجل البقاء على قيد الحياة، من دون مأوى، وفى ظل درجات حرارة متجمدة». وكرر جوتيريش دعوته إلى السماح للمساعدات بأن تنقل «عبر كل الطرق من دون أى قيود»، مشيرًا إلى أنه «يجب ألا تتفاقم المعاناة الإنسانية التى سببتها هذه الكارثة الطبيعية بالحواجز التى وضعها أشخاص». ويستعد حلف شمال الأطلسى (ناتو) لإرسال ألف منزل سابق التجهيز إلى منكوبى الزلزال فى تركيا، وأفاد بيان صادر عن القيادة المشتركة لقوات الحلفاء فى نابولي، بأن الاستعدادات متواصلة لإرسال المنازل سابقة التجهيز إلى منكوبى الزلزال فى تركيا، بهدف تأمين المأوى لهم، وأضاف البيان أن عملية نقل الدفعة الأولى من المنازل سابقة التجهيز ستتم الأسبوع المقبل، وتتضمن المنازل سابقة التجهيز الاحتياجات الأساسية الخاصة بالمأوى. وذكر المدير الإقليمى لمنظمة الصحة العالمية فى أوروبا هانز كلوجه، أن تواجد أكثر من 80 ألف شخص فى المستشفيات يضع عبئًا ثقيلًا على كاهل النظام الصحى الذى لحقت به أضرار شديدة جراء الزلزال. وقال: «إننا نشهد أقوى كارثة طبيعية فى المنطقة الأوروبية منذ قرن.. ولم تتسن معرفة تكلفتها الحقيقية بعد»، وتابع «حان الوقت ليظهر المجتمع الدولى نفس السخاء الذى أظهرته تركيا لأمم أخرى على مستوى العالم عبر السنوات»، مشيرًا إلى أن البلاد تستضيف حاليًا أكبر عدد من اللاجئين فى العالم. وذكرت وزيرة الصحة التركية ديريا يانيك أن السلطات التركية ما زالت تبحث عن أفراد أسر حوالى ألف طفل نجوا من الزلزال، وأضافت أن 792 طفلًا يتلقون العلاج فى المستشفيات و201 آخرين أصبحوا فى رعاية الوزارة، وتم جمع شمل 369 طفلًا فقط مع أقاربهم. من جانبه، أمر الرئيس الإماراتى محمد بن زايد بتقديم مبلغ إضافى بقيمة 50 مليون دولار أمريكى لإغاثة المتضررين من زلازل سوريا. وسيتم تخصيص 20 مليون دولار من المبلغ الإضافى لتنفيذ مشاريع إنسانية، استجابة لنداء منظمة الأممالمتحدة العاجل بشأن سوريا، بالتنسيق مع مكتب الأممالمتحدة للشئون الإنسانية «أوتشا»، وذلك فى إطار الدعم الذى تقدمه دولة الإمارات إلى جهود الأممالمتحدة وشركائها الإنسانيين من أجل مزيد من العون على جميع المستويات الإغاثية للتخفيف من تداعيات تلك الكارثة الإنسانية. وفى سياق متصل، بلغ إجمالى عدد طائرات المساعدات التى حطت فى مطارات سوريا حتى أمس، 105 طائرات، حملت أكثر من 300 طن من مواد الإغاثة. واستمر وصول المساعدات إلى متضررى الزلزال فى سوريا من دول صديقة وشقيقة، وبلغ عدد الطائرات الإماراتية 30 طائرة خلال أسبوع، حطت فى مطارى دمشق واللاذقية. ووصلت إلى مطار دمشق الدولى طائرة باكستانية وأخرى من أرمينيا وواحدة من ليبيا وواحدة من كازاخستان.