تحية طيبة من القلب لبريد روزا وبعد... أنا زوجة أبلغ من العمر 45 عامًا، من إحدى دول المغرب العربي، مشكلتى سيدى الفاضل بدأت منذ تزوجت محاسًبا يعمل بأحد البنوك، بينما أنا سيدة منزل لا أعمل، تزوجنا على الطريقة المعروفة بزواج الصالونات، بواسطة الأهل والأقارب، تقدم لخطبتى وكان مهذبًا أنيقًا يعرف كيف يستحوذ على اهتمام المرأة، لم يعطِنى فرصة لأنساه لحظه، بعد أول جلسة تعارف بيننا وافقتُ على الزواج منه، لأننى إنسانة بسيطة أبحث عمَّن يراعى الله فيّ ويقدر كفاحى معه، والدى توفى وأنا صغيرة، لى شقيق وحيد أكبر سنًّا يعمل بإحدى الدول الأوروبية، نراه كل عامين تقريبًا بسبب ظروف عمله، لذا كان قرار ارتباطى سريعًا لأشعر بالاستقرار الاجتماعي.. حياتنا الزوجية فى بدايتها كانت أكثر من رائعة، جو من الحب والتآلف والتقدير المتبادل، رزقنا الله بولد وبنت، الابن يبلغ من العمر الآن 15 عامًا بينما الفتاة 13، بداية الخلاف مع زوجى بسبب تبدل سلوكه ومعاملته لي، بعد 6 سنوات من الزواج، يهمل حقوقى الزوجية، يُثار عصبيًا ومزاجيًا لأتفه الأسباب، وكان يغيب عنى ما يقارب الشهر حتى يعود، معللًا غيابه بتعدد مأمورياته وانتداباته، وأنا كنت أصدقه لأننى على فطرتي، أعتبر الزوج هو سيد البيت والكفيل بشئون زوجته، وهى مكفولة منه، عليها السمع والطاعة، طالما أنه يراعى الله فيها،، لكننى وبمرور الوقت بدأت أستشعر الخطر بحاسة الأنثى، وأن هناك من تشاركنى فيه، حيث أصبح على غير العادة يتحدث هاتفيًّا لساعات مع إحدى السيدات، صوتها كل يوم هو نفس الصوت لا يتغير، منخفض لكنه مسموع، علاقة تبدو مريبة، تلك الهمسات ليست مع عميلة من عملاء البنك الذى يعمل به، كما كنت أتوهم ولا أبالى من قبل، سألته عنها بلطف وأدب كعادتي، لكنه صدمنى بشكل مرعب، اعترف بأنها زوجته الثانية، وظل يضحك بشكل هيستيري، ثم قال: "ما لا تعرفينه عنى أننى رجل أعشق النساء الجميلات، وصريح، تزوجتها وهذا حقي"،، لم يكن بمقدورى حينها إلا البكاء والحسرة، تركنى وخرج مسرعًا ببلادة لا توصف، فتيقنت أننى مجرد رقم ضمن نسائه الجميلات، أو مجرد نزوة عاطفية أشبعها بالزواج مني، بينما هناك كثيرات تربطه بهن علاقات محرمة.. قررت أن أعيش من أجل أبنائى ولا أنتظر منه شيئًا، وهو بالفعل أصبح يهجرنى شهورًا. إذا كان معنا وجاء الليل ينام فى "صالة" الشقة وأنا بغرفتى وحيدة باكية على حالي، مرت السنين والجفاء والهجر يزداد،، وفى أحد الأيام أخبرنى بأن والدته ستعود من أداء العمرة لتستريح عندنا مدة أسبوع، استقبلتها بحب وترحاب شديدين، وهو اضطر آسفًا للانتظام فى العودة من عمله يوميًا ليكون إلى جوارها، يقضى الوقت معها، يتودد إليها طوال اليوم، ثم ينام فى غرفتها ويتركني، يذهب لعمله فى الصباح،، وهى تستهل يومها بنقدى فى أى شيء، مثل نظافة المنزل - علمًا بأننى منظمة ومرتبة بطبعي، احرص على الاهتمام بأدق التفاصيل، فما بالك فى وجودها!.. لم أجد حلًّا غير الصبر وكتم غيظي، لكن إقامتها لم تمر بسلام أستاذ أحمد، حيث تسببت فى جرح غائر لا يندمل،،، كان زوجى قد جلب لنا قطة صغيرة منذ عام وأنا لم أكن على دراية بتربية الحيوانات الأليفة، تقبلت الأمر من أجله، وحرصت على رعايتها حتى كبرت وكبر معها تعلقى بها، عندما حضرت حماتى وعرفت بوجودها عنفتنى بشدة أمام ابنها وضيوفنا من أقاربه، وهو لم ينطق بحقيقة أنه من جلبها وليست أنا، حاولت تلطيف الأجواء، وذكرت وجهة النظر التى ترى بأن تلك الحيوانات الرقيقة تخرج الطاقة السلبية، وتمنح أصحابها السكينة وما إلى ذلك، كلامى لم يروق لزوجي، فاستغل خروجى لإعداد بعض واجبات الضيافة ثم تبعنى واستدعانى لغرفتنا، وبخنى بشدة معتبرًا تعليقى على إيجابيات وجود القطة بأنه إحراج لوالدته، واتهمنى بقلة التربية، فأكدت على أن الجميع يشهد لى ولأصلى الطيب، فصفعنى وطلب منى ترك البيت بعد مغادرة الضيوف والذهاب لأهلي، تمالكت أعصابى وقررت البقاء حتى انتهاء امتحانات ابننا بالمرحلة الثانوية، بعد عودته من خارج البيت لم يناقشنى فى أمر عدم مغادرتى - لكنه امتنع كليًّا عن الإنفاق عليَّ،، يسأل أولاده يوميًا عن احتياجاتهم من أغراض المعيشة، ويتركنى لحالى دون إعانة، حتى ولو ضرورية، اضطررت لأن أذهب لوالدتى لإعانتى ماديًّا، وبالطبع لم تتردد فى ذلك، وطلبت منى تسريب قطتى لتهدئة الأجواء، فعلت وضميرى يؤنبنى بعد أن تركتها عند إحدى صديقاتى ممن يعشقن القطط.. وأخيرًا فكرت فى البحث عن عمل حتى أكف عن الضغط على أمى بطلب مساعدتها المتكررة لي، وبالفعل وجدت عملا مناسبا بأحد المحال التجارية الكبيرة كبائعة، عاودت وأخبرته فوافق دون نقاش، فقط اشترط عودتى قبل أذان المغرب،، وهذا العمل يضطرنى أحيانا التأخر ساعتين إضافيتين بعد الميعاد الذى حدده، لكنه رفض بشدة مهددًا بأنه سيغلق باب الشقة ولن يسمح لى بالدخول بعد التوقيت الذى حدده لعودتي،، لا أعرف حقًا ماذا أفعل مع هذا الرجل المستبد، أفكر فى أبنائى الصغار إذا تخليت عنهم، لكن لم يعد بمقدورى الصبر أكثر من ذلك على تضييقه الحياة علىَّ، للدرجة التى أضطر معها لتناول بعض العقاقير المهدئة، كى أنام وأستطيع القيام بواجباتي،، فماذا أفعل!؟ إمضاء ح. ب عزيزتى ح. ب تحية طيبة وبعد... من الرائع حقًا أن يجد الرجل ضالته فى زوجة مطيعة، متدينة ومعطاءة، بعد عناء طويل من البحث المتواصل،، وفى المقابل هو مطالب بالحفاظ عليها، وبذل كل ما بوسعه للحيلولة دون خسارتها فى منتصف الطريق، لتظل هى جوهرته المكنونة حتى آخر العمر - لكن مع الأسف الشديد هذا ما لم يفعله زوجك، بل رد على عطاءك وتنازلاتك بالانتهازية والجحود، سالبًا ومجردًا لكِ من حقوقك الشرعية والإنسانية، التى تأتى ضمن أهم بنود أقدس عقد شراكة على وجه الأرض، وهى شراكة الروح والجسد.. أهانكِ دون وازع دينى أو أخلاقي، واستغل طيبتكِ وخوفكِ من الصدام معه وحرصكِ على استمرار عشرتكما مهما حدث، وبرغم أننى أدافع بكل قوة عن حقوق الأسرة العربية واستقرارها وتلاحم وسلامة بنيانها النفسى والاجتماعي،، كما أحاول قدر استطاعتى أن ابتعد كليًّا عن الانفصال بالطلاق لأبعد مدى ممكن، إلا أن حقوق المرأة كإنسانة تضحى من أجل أسرتها دائمًا، وتبذل كل ما بوسعها لتطَل السعادة الجميع، لا يجب أن ننساها أيضًا أو نبخسها حقها، حتى لا ندفعها فى نهاية المطاف للانتحار بأنوثتها وأمومتها وإنسانيتها - وربما حياتها... لذا أشدد على ضرورة أن يتسم الطرفان بالقدر الكافى من الاحتجاج المبرر على الظلم فى وقته، عند ضياع أو إهمال الحقوق الزوجية من الشريك المعتدي، لأنه لن تستقيم حياة قائمة على الجحود ونكران الجميل - وإن تُركَ الأمر دون وقفة سيحصل الطرف الجائر على فرصة أكبر للتمادي، وتبنى استراتيجية "الحق المكتسب"، تمامًا مثلما فعل زوجك بخيانته لكِ مع أخريات، وتوقفه عن تأدية واجباته الحميمية، ثم الضرب ومنع الإنفاق - وصولًا إلى تضييق الخناق عليكِ فى اقتناص فرصة عمل تكفلك بعيدًا عنه،، كل هذا وأنتِ خاضعة لا حول لكِ ولا قوة، لم تعترضى إلا بعد استفحال جبروته وقسوته، فأضعتى بيديكِ أبسط حقوقكِ - ومع كل ما سبق، لا زال فى الإمكان أفضل مما كان، إذا حولتِ خوفك من إضعاف همم أبناءك مع وقوع الطلاق، إلى قوة مناصرة لكِ فى الحق، اشرحى لابنك الكبير ما يحدث على مدار سنوات، ومعاناتك وصبرك من أجله وأجل شقيقته، استغلى عاطفة الأبوة التى لازالت عالقة بقلب زوجك، فجعلته لا يتخلَّ عن أبنائِه حتى الآن، بدعمهما ماديًّا كما ذكرتِ، واطلبى من أبنك أن يناقشه بأدب واحتواء، فقط دعمِى قدراته الحوارية والإقناعية لاستثارة أوتار الضمير عند والده، ولا تخشى من هذه المواجهه لأنها إن لم توتِ بثمارها، وتغير زوجك بالفعل وعاد من بعيد وتراجع عن ظلمه، فعلى الأقل ستثقل ابنك وتنير بصيرته وتقوى خبراته وثقته، ليتحمل مسئولياته تجاه نفسه وشقيقته، أما وإن وافق زوجك على إبداء بعض من المرونة تجاهك، فعليكِ بمباركة تلك الخطوة، واعتبارها إشارة من الله على نجاح ابنكما فى مهمته، ثم استمرى فى رحلة عطاءك المباركة من أجل أبناءك،، يقول الله سبحانه وتعالى فى سورة النحل - بسم الله الرحمن الرحيم {وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُوا أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}، صدق الله العظيم. وإذا قدر الله الفشل لتلك المحاولة، وتصلب زوجك فى رأيه، فإن الحل الأخير سيكون هو طرح خيار أبغض الحلال، حينها أنصحك بطلب الطلاق آسفًا، لأن مجرد فرض تلك النهاية ربما يكون بمثابة صدمة إفاقة لزوجك نفسه، والتأكيد على أنكِ ستتركين له المسئولية برمتها،، وهذا فى حد ذاته قد يدفعه للتفكير فى الأمر بجدية، والعدول عن سياسة فرض الأمر الواقع، أو تنجين من جحيمه للأبد، وتنالين حريتك وحقك فى التمتع بحياتك كإنسانة راقية وصابرة، وإن الله مع الصابرين. دمتِ سعيدة وموفقة دائمًا ح. ب