عقد وزراء طاقة دول الاتحاد الأوروبى محادثات طارئة، أمس الإثنين، مع سعى الاتحاد من أجل الرد بشكل موحد على طلب موسكو بأن يدفع المشترون الأوروبيون ثمن الغاز الروسى بالروبل وإلا سيتم وقف إمداداتهم. وأوقفت روسيا إمدادات الغاز إلى بلغاريا وبولندا الأسبوع الماضى بعد أن رفضتا تلبية مطالبها بالدفع الفعلى بالروبل. وخططت تلك الدول بالفعل للتوقف عن استخدام الغاز الروسى هذا العام وتقول إنها تستطيع التكيف مع التوقف ولكنها أثارت مخاوف من أن دولا أخرى بالاتحاد الأوروبى ومن بينها ألمانيا، القوة الاقتصادية المعتمدة على الغاز فى أوروبا، قد تكون التالية. ويهدد ذلك بشق الجبهة الموحدة للاتحاد الأوروبى ضد روسيا وسط خلاف حول المسار الصحيح للتحرك. من جانبه، قال وزير الاقتصاد الألمانى روبرت هابيك إنه لا يوجد حتى الآن اتفاق داخل الاتحاد الأوروبى على حظر واردات النفط من روسيا. وأضاف الوزير عقب الاجتماع مع اتحادات لشركات متوسطة فى برلين، أمس إن ألمانيا بإمكانها تحمل فرض حظر على واردات النفط الروسية، لكن «هناك دولا أخرى غير جاهزة بعد». وفى المقابل، أشار هابيك إلى أن الحظر لن يمر دون تأثيرات فى ألمانيا، متوقعاً حدوث قفزات عالية فى الأسعار. وأوضح هابيك أن وقف الواردات قد يعنى توقف مؤقت فى الإمدادات، مشيراً فى ذلك إلى مصفاة النفط فى شفيت بولاية براندنبورج، التى تسيطر عليها شركة «روسنفت» الروسية المملوكة للدولة، مشيرا فى المقابل إلى أن الحظر لم يعد يعنى أن ألمانيا ستنزلق إلى «أزمة نفط». فى سياق متصل، قالت وزيرة البيئة الفرنسية، باربرا بومبيلي، إن السلطات الفرنسية تؤيد الاستمرار فى دفع ثمن الغاز الروسى باليورو أو الدولار، وتعارض التحول إلى المدفوعات بالروبل الروسي. وقالت الوزيرة لقناة BFM التلفزيونية: "نرى أن روسيا أوقفت بشكل مفاجئ، من جانب واحد، إمدادات الغاز إلى بولندا وبلغاريا، بسبب رفضهما دفع ثمن العقود بالروبل، لأن ذلك كان مخالفا للعقد المتفق عليه.. نعتزم التعبير عن تضامننا مع زملائنا الأوروبيين، وكذلك التزامنا بقواعد العقد (مع روسيا) التى لا يمكن انتهاكها تماما. وسنواصل الدفع باليورو أو بالدولار، وفقا للعقود". وأضافت إنه لا يمكن اتخاذ قرار إلا على المستوى الأوروبي، منوهة بأن وزراء الاتحاد الأوروبى المسئولين عن الطاقة سيواصلون تطوير سياسة مشتركة تهدف إلى تقليل الاعتماد على الغاز الروسي. وأشارت إلى أن الأوروبيين، قد بدأوا بالفعل مثل هذا العمل فى مجال تخزين الغاز، ويقومون الآن بإنشاء قاعدة واحدة فى هذا المجال، وكذلك فى مجال مشتريات الغاز المشتركة. ووفقا للوزيرة، فإن هذا "سيساعد فى تنويع الإمدادات ويصبح أقل اعتمادا على روسيا". من جانبها كتبت صحيفة "لوفيجارو" أن الغرب، من خلال العقوبات، تسبب فى خروج روسيا من النظام الدولي، الأمر الذى سيؤدى إلى تدمير الإجماع الدولى الذى تم إنشاؤه على مدى العقود الماضية. تنص المقالة على أن "روسيا الحرة ستنشئ معسكرها الخاص، الذى سيكون أقوى من المعسكر الغربى بسبب احتمال دخول الصين والعديد من الدول الأخرى إليه"، مضيفًا أنه بعد انتهاء الصراع فى أوكرانيا، فإن مسألة تغيير النظام العالمى سوف تظهر. بينما كان الغرب يحلم بعولمة أكثر فاعلية، كانت موسكو وبكين تفكران فى نموذج بديل للعلاقات الدولية يقوم على تفوق الدول، وفقا للمؤلف. من ناحية أخرى، أعلن وزير خارجية الدنمارك، جيبى كوفود، أمس، إعادة فتح سفارة بلاده فى كييف، كبادرة دعم لأوكرانيا. وأوضح كوفود فى بيان صادر عن وزارته، خلال زيارة غير معلنة إلى أوكرانيا، أن "إعادة فتح أبواب السفارة الدنماركية اليوم فى كييف يشكل بادرة قوية ترمز إلى دعم أوكرانيا وشعبها". وكانت السفارة أغلقت موقتا بسبب الوضع الأمنى فى كييف، وغادر الدبلوماسيون الدنماركيون بعدما أقاموا ممثلية مؤقتة فى مدينة لفيف، فى غرب أوكرانيا، حسبما أعلنت كوبنهان فى 24 فبراير. فى سياق آخر،قالت وزيرة الخارجية السويدية آن ليندى للتلفزيون السويدى أمس الأحد إن فنلندا ستتقدم بطلب للانضمام إلى حلف شمال الأطلسى (الناتو) "بكل تأكيد". وأجبرت العملية العسكرية الروسية فى أوكرانيا كلاً من السويد وجارتها الشرقيةفنلندا على مراجعة موقفهما المتمثل فى أن الحياد العسكرى هو أفضل وسيلة لضمان الأمن القومي. وقالت ليندى لتلفزيون "إس. فى. تي" العام: "نحن نعلم بشكل أو بآخر أنهم (أى المسئولين فى فنلندا) سوف يتقدمون بطلب للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي. هذا يغيّر التوازن بالكامل.. إذا انضمت إحدى دولنا، فإننا نعلم أن التوتر سيزداد". وعندما سُئلت مجدداً عما إذا كانت تعتقد أن فنلندا ستنضم إلى الحلف، ردت "أعتقد أنه يمكنك قول ذلك بكل تأكيد". ومن المتوقع أن تتخذ السويدوفنلندا قراراً بشأن الانضمام إلى هذا الحلف العسكرى فى الأسابيع المقبلة. وباشر البرلمان الفنلندى الأسبوع الفائت الماضى مسألة الانضمام لتأمين مزيد من الحماية من أى عدوان روسي، علماً أن البلدين يتقاسمان حدوداً بطول حوالى 1300 كلم. من جهتها أكّدت رئيسة الحكومة السويدية أن السويد يجب ألّا تتخذ "باستخفاف" أى قرار يتعلّق بتقديم أو عدم تقديم طلب للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي. ويؤيّد نحو 54% من السويديين حالياً انضمام السويد إلى حلف شمال الأطلسي، بحسب استطلاع أجراه معهد "نوفوس" مؤخراً. وكانت روسيا قد حذّرت من أن على ستوكهولم وهلسنكى توقع "عواقب" فى "العلاقات الثنائية" مع موسكو وفى "مجمل الترتيبات الأمنية الأوروبية" فى حال انضمامها للناتو. فى سياق متصل، انتهكت طائرة استطلاع روسية لوقت قصير الجمعة المجال الجوى السويدي، وفق ما أفادت السبت هيئة الأركان السويدية. وقد تم استدعاء السفير الروسى فى السويد إثر ذلك ميدانيا، أعلن الجيش الأوكراني، أمس، أن روسيا أعادت نشر بعض قواتها من ميناء ماريوبول كى تنضم لهجومه فى شرق البلاد، فيما أكد الجيش الروسى قصفه لعشرات الأهداف العسكرية الأوكرانية فى الشرق. وذكرت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية، الاثنين، أن عددا من الكتائب الروسية أرسلت من ماريوبول إلى بلدة بوباسنا فى لوغانسك شرقى البلاد. وأضافت هيئة الأركان العامة الأوكرانية أن الروس كانوا يحاولون أيضا تكثيف هجماتهم من إيزيوم إلى بلدتى سلوفيانسك وبارفينكوف. وفى السياق، أعلن الجيش الروسى أنه قصف عشرات الأهداف العسكرية الأوكرانية فى الشرق. وقال الناطق باسم الجيش الروسى إيجور كوناشينكوف إن المقاتلات الروسية أطلقت صواريخ دقيقة التوجيه لضرب 38 هدفا أوكرانيا، بينها مراكز تعبئة القوات والأسلحة، خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية. وأضاف كوناشينكوف أن غارة جوية روسية دمرت مستودع ذخيرة قرب تشيرنيهيف فى إقليم زاباروغيا. وقال المتحدث باسم الجيش الروسى إن مقاتلة أوكرانية من طراز "ميغ-29 تم إسقاطها قرب مدينة سلوفيانسك شرقى أوكرانيا. وركز الجيش الروسى هجماته خلال الأسابيع الأخيرة على إقليم دونباس- معقل الصناعة فى أوكرانيا- حيث يقاتل انفصاليون تدعمهم موسكو، القوات الأوكرانية منذ عام 2014. أفاد فياتشيسلاف جلادكوف، حاكم منطقة بيلغورود الروسية، فى منشور على وسائل التواصل الاجتماعي، بوقوع انفجارين فى الساعات الأولى من صباح اليوم الاثنين فى تلك المنطقة الواقعة بجنوب روسيا والمتاخمة لأوكرانيا. وقال جلادكوف: "لم تقع إصابات أو أضرار"، وفق ما نقلته وكالة رويترز للأنباء. وأعلنت مناطق روسية أخرى متاخمة لأوكرانيا عن عمليات قصف عبر الحدود منذ بداية العملية العسكرية الروسية على أوكرانيا يوم 24 فبراير. وفى حادث منفصل، قال رومان ستاروفويت حاكم منطقة كورسك المتاخمة أيضاً لأوكرانيا إن أضراراً لحقت بجسر للسكة الحديد فى خط تستخدمه قطارات البضائع. ووصف ستاروفويت فى مقطع مصور نُشر فى قناته على موقع "تليغرام"، الأحد، الحادث بأنه عمل تخريبي. وفى الشهر الماضي، اتهمت روسياأوكرانيا بشن هجوم بطائرات الهليكوبتر على مستودع وقود فى بيلغورود لكن كييف نفت مسؤوليتها عن الهجوم. كما اتهمت موسكوأوكرانيا بقصف قرى وإطلاق صواريخ على مستودع ذخيرة. وفى كييف، قال الرئيس الأوكرانى فولوديمير زيلينسكي، أمس، إن أوكرانيا قد تخسر عشرات الملايين من الأطنان من الحبوب بسبب حصار روسيا لموانئها على البحر الأسود، مما يؤدى إلى أزمة غذائية ستؤثر على أوروبا وآسيا وإفريقيا. وأبلغ زيلينسكى برنامج (60 دقيقة) الإخبارى الأسترالي: "روسيا لا تسمح للسفن بالدخول أو الخروج، إنها تسيطر على البحر الأسود. روسيا تريد أن توقف اقتصاد بلادنا بالكامل". وفى وقت سابق، قال نائب وزير الزراعة الأوكرانى إن القوات الروسية استولت على كميات هائلة من الحبوب فى الأراضى التى تسيطر عليها.. وفى حديثه للتلفزيون الأوكراني، قال تاراس فيسوتسكى إن "مئات الآلاف من الأطنان" من الحبوب تم إخراجها من مناطق زاباروجيا وخيرسون ودونيتسك ولوغانسك.. وتعتبر أوكرانيا منتجا رئيسيا للحبوب، وقد أدت الحرب إلى تقليص الصادرات وارتفاع أسعار الحبوب العالمية، ما أثار القلق بشأن حدوث نقص حاد الصادرات الأوكرانية.