الإفطار الجماعى واللمة والضحك والمرح، أجواء رمضانية لن تراها سوى فى مصر فقط، وقد استطاع المطرب الإماراتى حسين الجسمى وصف هذه الصورة الجميلة بدقة بالغة فى أغنيته «رمضان فى مصر حاجة تانية والسر فى التفاصيل»، ففى عزبة حمادة بحى المطرية العريق بمحافظة القاهرة سيطرت حالة من البهجة عقب إقامة حفل إفطار جماعى، يحرص أهالى المنطقة على تنظيمه فى كل عام من الشهر المبارك. اجتمع أهالى الحى على مائدة طويلة، وصلت لنهاية الشارع، أساهم فى إعدادها شباب المنطقة، الذين تعاونوا معاً فى تحضيرها وتقديم أشهى الأطباق على الإفطار، لخلق حالة من البهجة والشعور بروحانيات الشهر وأجواء رمضان المميزة من جهة، ولتقاسم الأجر والثواب من جهة أخرى. كان للأطفال نصيب من الاحتفال والشعور بالبهجة والسعادة، من خلال قيام الأهالى بتوزيع الزينة والبلالين عليهم، كما حرص هؤلاء الصغار على إشعال الصواريخ، لخلق أجواء احتفالية بديعة ومميزة. وقبل دقائق من أذان المغرب، كانت أصناف من الطعام الشهى مرصوصة جانب بعضها، الدجاج واللحمة والخضروات والمحشى، والفاكهة والحلويات، وبمجرد أن انتهى الضيوف من طعامهم، مر شباب الحى على الموائد، لالتقاط الأطباق التى لم يؤخذ منها شيء، وغلفوها بإحكام، لتوزيعها على بيوت الفقراء، ولا يفوتهم ذلك الأمر فى كل عام، فرمضان شهر الخير والكرم. وتعتبر من أطول موائد الإفطار التى يتم تنظيمها فى القاهرة، إذ يصل طولها إلى حوالى 900 متر، ويجتمع فيها أهل المطرية بكل حب ومودة، ويسعون للتقرب الى الله وخلق حالة من البهجة والشعور بطقوس شهر رمضان.