قال المهندس مدحت يوسف نائب رئيس الهيئة العامة للبترول الأسبق أن ما يشهده سوق النفط من تذبذب فى الأسعار جاء نتيجة الأعمال الاحتكارية التى تمارسها منظمة الأوبك. وأضاف يوسف أنه من الغريب الحالة السلبية وموقف الدول الكبرى المستهلكة للنفط سواء الولاياتالمتحدة أو دول الاتحاد الأوروبى والصين واليابان تجاه الممارسة الاحتكارية لأوبك+ لسوق النفط العالمى فى حين كان لأمريكا سابقة بالضغط على السعودية لإعادة توازن العرض والطلب وتحقيق ضربة للروس بخفض أهم مواردها الاقتصادية.. والآن لا نرى موقفا دوليا يعارض سياسة أوبك+ الاحتكارية طبقا للقانون الدولى. وتساءل يوسف هل للشركات العالمية الرائدة فى مجال إنتاج النفط والغاز الطبيعى اليد الطولى فى أحجام اتخاذ هذا الموقف وفى ظل كونها فى الأغلب شركات أمريكية أوروبية والتى تأثرت كثيرًا نتيجة انهيار أسعار النفط وبالتبعية الغاز الطبيعى وتوقفت معظم استثماراتها فى مجال البحث والتنقيب وتنمية الحقول لانخفاض العائد بشكل يحقق خسائر فى الاستثمارات الجديدة. أشار إلى أن المستقبل القريب سيشهد المزيد من الارتفاع فى أسعار النفط والغاز الطبيعى عالميا إذا لم تعيد أوبك+ التوازن مع الطلب العالمى على النفط نظرًا لاستمرار قرارات أوبك+ المخفضة إلى نهاية 2022. وقد تصل الأسعار لمستويات تتعدى 100 دولار للبرميل، وتأثير ذلك سيرتبط بارتفاعات سعرية لكل أنواع السلع الأخرى وليست البترولية فقط. وهذا قد تؤيده الدول الصناعية الكبرى لتحقق من خلاله طفرة تنموية لكافة الصناعات الثقيلة والتخصصية بعد فترة ركود كبيرة نتيجة لأحداث كوفيد 19. وشهدت أسعار النفط أمس الثلاثاء استقرار بعد تلقيها الدعم من التوقعات بان أزمة الطاقة العالمية فى آسيا ستؤدى إلى زيادة الطلب على النفط وخفض المخزون وسجلت العقود الآجلة لخام برنت 83.80 دولار للبرميل بينما سجلت العقود الآجلة لخام غرب تكساس 79 دولارًا للبرميل.