يوم الاربعاء الماضي كتبت هنا تحت عنوان «ضد الفوضي والعصيان المدني» مخاطبا القوي الداعية إلي «جمعة الإصرار والرحيل» وإلي إضراب وعصيان مدني شامل ابتداٍء من اليوم التالي السبت 11 فبراير قائلا لهم: «إن دعوتكم للعصيان المدني هي دعوة للفوضي والخراب وستفشل مثلما فشلت دعوتكم لثورة ثانية في 25 يناير 2012».. وكتبت يوم الاحد 12 فبراير في هذا المكان وقلت: «إن أغلب طوائف وقطاعات الشعب المصري في العديد من الهيئات والوزارات والمصالح والمهن لن تستجيب لدعاة الفوضي والخراب وسوف تسقط مؤامرة الإضراب والعصيان المدني مثلما أسقطت وأفشلت مليونية الاصرار والرحيل يوم الجمعة».. وقد كتبت هذا الكلام عن ثقة مطلقة في وعي جماهير شعب مصر ومن يقين راسخ لدي هذه الجماهير بوطنية رجال قواته المسلحة الذين هم إخواننا وأبناؤنا وحماة أرضنا وديارنا.. وصدق يقيني وثقتي في شعبنا العظيم وفشلت مؤامرة الإضراب والعصيان المدني مثلما فشلت مليونية الرحيل ومن قبلهما الدعوة لثورة ثانية في 25 يناير 2012 وأثبت الشعب المصري أنه القدوة وأنه المعلم وأنه قادر بمعدنه الاصيل علي تخطي أعتي المحن وأكبر الصعاب بمشيئة الله.. لقد كان إحجام الملايين من جماهير شعب مصر عن المشاركة في جمعة الاصرار والرحيل ورفضها الاضراب والعصيان وإقبالها علي العمل وفتح المحلات - استفتاء جديدا من قبل جماهير هذا الشعب العظيم جددت فيه ثقتها الكاملة في قواتها المسلحة وفي وعود قادتها بتحقيق انتقال آمن وهادئ للسلطة من خلال تنفيذ خارطة الطريق التي أعلنها المجلس الأعلي وبالتوقيتات التي حددها خاصة أننا قد قطعنا الشوط الأكبر منها ولم يعد أمامنا سوي جولة الإعادة للمرحلة الثانية والاخيرة من انتخابات الشوري ويليها يوم 4 مارس المقبل اجتماع مشترك لمجلسي الشعب والشوري لاختيار لجنة المائة التي ستكلف بوضع الدستور الجديد طبقا للمادة 60 من الإعلان الدستوري علي أن يتم في 10 مارس فتح باب الترشيح لانتخابات رئيس الجمهورية ويتم إجراء الانتخابات وتسليم السلطة إلي رئيس الجمهورية المنتخب قبل الأول من يوليو المقبل.. وهذه الخطوات والتوقيتات مداها الزمني أقل من مائة وأربعين يوما وتريد الاغلبية من المصريين أن تمر هذه الفترة في هدوء وأن تمنح خلالها الفرصة لحكومة الدكتور كمال الجنزوري لاستكمال جهودها لتحقيق الامن وتعويم الاقتصاد المصري وإعادة تشغيل المصانع المغلقة وتشجيع الاستثمارات.. بينما تريد العناصرالفوضوية من الماركسيين والقوميين والليبراليين الذين صدمتهم نتائج الانتخابات البرلمانية ونجاح الإسلاميين في حصد الاغلبية - إلا تمر هذه الفترة علي خير وفي هدوء.. ولكن المؤكد أن مصر ستعبر هذه الفترة.. وسنظل نردد معا الشعب والجيش أيد واحدة.. وسنكمل تنفيذ خارطة الطريق السياسية ونحقق الانتقال الآمن والهادئ للسلطة.