مصر قوة إقليمية كبرى فى تصدير الغاز

فى خطوة مهمة تعكس دور مصر المحورى فى إنتاج الغاز وتصديره والذى أصبح يمثل ورقة ضغط أقتصادية تزيد من ثقل مصر السياسى باعتبارها قوة إقليمية عظمى نجحت القاهرة فى تصدير كميات ضخمة من الغاز وبحسب التقرير الدورى الربع سنوى لمنظمة أوابك.
جاء النمو الأكبر فى صادرات الدول العربية من الغاز الطبيعى المسال من نصيب جمهورية مصر العربية التى قامت بتصدير نحو 2 مليون طن خلال الربع الأول من عام 2021 مقارنة ب0.4 مليون طن خلال الربع المماثل من عام 2020 أى بنسبة نمو على أساس سنوى 400%.
وكانت وزارة البترول قد قامت بتصدير نحو 41 شحنة غاز مسال منذ بداية العام الجارى وحتى الآن من مصنعى اسالة الغاز بإدكو ودمياط.
وخلال شهر مارس 2021 تم الإعلان عن بدء سريان صفقة تضم أكثر من 40 اتفاقية، والتى تشمل تسوية جميع المطالبات بين مصر وكل من الشركة المصرية القابضة للغازات الطبيعية (إيجاس)، وشركة يونيون فينوسا للغاز (UFG) والشركة الإسبانية المصرية للغاز (سيجاس)، ضمان استئناف الإنتاج فى مصنع إسالة الغاز الطبيعى بدمياط التابع لشركة سيجاس، وزيادة طاقة إيجاس على الإسالة فى المصنع وامتلاك كل من إيجاس والهيئة المصرية العامة للبترول على 50% من أسهم سيجاس، مع امتلاك إينى نسبة ال50% المتبقية ومن خلال هذه الصفقة، ستقوم مصر وإيجاس بتسوية النزاعات السابقة، والتى نشأت منذ حوالى ثمانى سنوات مع كل من UFG وSEGAS، بالإضافة إلى أنها تعزز مكانة مصر كمركز إقليمى للغاز، من خلال زيادة طاقة إسالة الغاز الطبيعى المصرى الذى يتعدى الطلب المحلى أو الغاز المنتج من دول أخرى، والتى قد ترغب فى الاستفادة من البنية التحتية الرائدة فى مصر.
وتمتلك مصر مصانع لإسالة الغاز على البحر المتوسط فى دمياط وإدكو، مما يفتح آفاقا جديدة نحو تعظيم دور مصر الإقليمى كمحور لتجارة وتداول الغاز الطبيعي، ويساهم فى تحقيق عائدات لصالح الاقتصاد المصرى وتأمين إمدادات الطاقة للسوق المحلى ومشروعات التنمية.
وبلغت الصادرات من شحنات الغاز الطبيعى المسال نحو 8 إلى 9 شحنات شهريًا منذ بداية عام 2021، كما سيساهم تشغيل مصنع دمياط للإسالة فى تعزيز قدرة مصر على تصدير الغاز الطبيعى المسال إلى الأسواق الأوروبية، وجعلها مركزًا إقليميًا للطاقة فى شرق المتوسط، فمن المتوقع أن ينتج المصنع نحو 4.5 مليون طن من الغاز سنوياً، بما يسهم فى زيادة الطاقة التصديرية إلى 12.5 مليون طن.
وأصدرت الأمانة العامة لمنظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول (أوابك) التقرير الدورى عن تطورات الغاز الطبيعى المسال والهيدروجين والذى يغطى الربع الأول من عام 2021.
وطبقا للتقرير فقد جاء أداء صادرات الدول العربية من الغاز الطبيعى المسال استثنائياً بامتياز، بفضل تحقيق أعلى معدل للصادرات على أساس ربع سنوى منذ عدة سنوات، بإجمالى 29.9 مليون طن وذلك مقابل 27 مليون طن خلال الربع المماثل من عام 2020 بنسبة نمو على أساس سنوى 10.7%.
وقد جاء هذا الرقم القياسى الجديد بفضل تنامى الصادرات من دولة قطر والجمهورية الجزائرية، وجمهورية مصر العربية، مع استمرار تشغيل محطات الإسالة فى كل من دولة الإمارات، وسلطنة عمان بكامل طاقاتها الإنتاجية.
وقد استحوذت الدول العربية مجتمعة على حصة سوقية عالمية بلغت نحو 31%.. حيث بلغ إجمالى صادرات دولة قطر نحو 20.5 مليون طن بنسبة نمو على أساس سنوى 2.5%، بينما ارتفعت صادرات الجمهورية الجزائرية إلى 3.3 مليون طن بنسبة نمو على أساس سنوى 26.9%. وصدرت سلطنة عمان نحو 2.7 مليون طن بنسبة نمو على أساس سنوى 3.8%، واستقرت الصادرات فى دولة الإمارات العربية المتحدة عند 1.4 مليون طن، وهى نفس مستويات الربع المماثل من عام 2020 حيث تعمل محطة «أدجاس» بكامل طاقاتها.
صادرات الغاز الطبيعى المسال عالمياً على مسار التعافى
بلغ إجمالى صادرات الغاز الطبيعى المسال خلال الربع الأول من عام 2021 حوالى 96.9 مليون طن، مقارنة بنحو 95.5 مليون طن خلال الربع المماثل من عام 2020، أى بنمو على أساس سنوى حوالى 1.5%. وبشكل عام فإن السوق العالمى قد بدأ مسار التعافى من تداعيات جائحة فيروس كورونا (كوفيد-19) منذ الربع الأخير من عام 2020 ليعوض الفترات السابقة التى شهدت تراجعاً فى الصادرات، علماً بأن الربع الأول من عام 2021 حقق الأداء الأفضل من حيث حجم الصادرات منذ بداية الجائحة فى إشارة واضحة لتعافى الطلب العالمى وإن كان بنمو أقل مقارنة بالوضع قبيل ظهور الجائحة.
استمرار انتعاش الطلب العالمى على الغاز الطبيعى المسال
أما من جانب تطور الطلب فى الأسواق المختلفة خلال الربع الأول من عام 2021، فقد بات واضحا استمرار انتعاش الطلب العالمى على الغاز الطبيعى المسال، حيث بلغ إجمالى الواردات 98.4 مليون طن مقارنة بنحو 97.3 مليون طن خلال الربع المماثل من عام 2020 أى بمعدل نمو على أساس سنوى 1.1%. ولعل السمة الأساسية للسوق العالمى ككل خلال الربع الأول من عام 2021 هو استمرار ديناميكية تجارة الغاز الطبيعى المسال، ففى الوقت الذى ارتفع فيه الطلب فى الأسواق الآسيوية، تراجعت فيه واردات السوق الأوروبى فى خطوة لإعادة التوازن على خريطة التجارة العالمية.
عودة موجة الاستثمارات فى مشاريع الإسالة الجديدة
كان الربع الأول من عام 2021 على موعد مع عودة موجة الاستثمارات فى مشاريع الإسالة الجديدة بعد إعلان شركة قطر للبترول قرار الاستثمار النهائى فى مشروع توسعة إنتاج الغاز الطبيعى المسال من القطاع الشرقى لحقل الشمال، بإجمالى ±33 مليون طن/السنة.
فى المقابل، جاءت أولى قرارات تأجيل الاستثمار من مشروع Rovuma LNG فى موزمبيق الذى تقدر طاقته التصميمية بنحو 15.2 مليون طن/السنة.
تطورات الهيدروجين.. زخم دولى غير مسبوق
أما فى مجال الهيدروجين، فحتى نهاية الربع الأول من عام 2021، بلغ عدد الدول التى بدأت تعمل على إعداد خطط واستراتيجيات وطنية للهيدروجين إلى 29 دولة، بينما بلغ إجمالى عدد المشاريع/الخطط المعلنة لإنتاج واستغلال الهيدروجين نحو 228 مشروعاً موزعة تقريبًا فى كل مناطق العالم. وتعكس تلك الخطط/ المشاريع المعلنة، حجم الزخم والاهتمام الدولى من قبل الحكومات والشركات والمؤسسات الدولية للاستثمار فى الهيدروجين، واعتباره أحد مكونات منظومة الطاقة فى المستقبل لتحقيق الحياد الكربونى.
نشاط ملحوظ لتعزيز التعاون والشراكة الدولية فى مجال الهيدروجين فى الدول العربية
شهد الربع الأول من عام 2021، نشاطاً ملحوظا من جانب الدول العربية فى سبيل تعزيز التعاون والشراكة الدولية فى مجال الهيدروجين. وفى ضوء تلك التطورات، بلغ عدد مشاريع إنتاج واستخدام الهيدروجين المخططة فى الدول العربية نحو 12 مشروعاً، بإجمالى 8 مشاريع لإنتاج الهيدروجين الأخضر، و2 مشروع لإنتاج الهيدروجين الأزرق، و2 مشروع لاستخدام الهيدروجين كوقود للنقل.
وبخلاف مشاريع وخطط الهيدروجين المعلنة من قبل الشركات والمؤسسات الوطنية العربية بالشراكة مع الشركات الدولية، شهد الربع الأول من عام 2021 توقيع مذكرات تفاهم على مستوى الحكومات فى خطوة تعكس الإرادة الحقيقية نحو تعزيز الحوار والتعاون الاستراتيجى بين الدول العربية والدول الأجنبية، وذلك للتباحث فى مجال إنتاج واستغلال الهيدروجين باعتباره أحد الحلول الدولية المطروحة لتقليل انبعاثات الكربون. حيث شهد فبراير2021، إطلاق دراسة «دور الهيدروجين فى تحول الطاقة فى دولة الإمارات العربية المتحدة وألمانيا»، ضمن إطار إعلان النوايا «للتعاون المشترك فى مجالات الطاقة بين البلدين الموقع عام 2017.
كما شهد مارس 2021 توقيع مذكرة تفاهم بين المملكة العربية السعودية وألمانيا للتعاون فى مجال إنتاج واستغلال الهيدروجين».