عالم الفتاوى هو عالم كبير ترى فيه قصص وحكايات، قد ترى أن بعضها عاديا لكن البعض الآخر تقف أمامه ويحتار عقلك فى فهمه، تلك الفتاوى الغريبة امتلت بها أروقة الأزهر والافتاء، إلا أن العلماء استطاعوا الإجابة عنها والخروج بحلول جادة لأصحابها.. «روزاليوسف» تصفحت العديد من الفتاوى بعضها كان خاصا بشهر الصوم، وبعضها الآخر كان عاما يعايش واقع الناس وتطورات حايتهم أولى تلك الفتاوى الغريبة التى تم رصدها هى فتوى سأل فيها مجموعة من بدو سيناء الإفتاء فى عهد د. على جمعة مفتى الجمهورية السابق وزوجوا ولدين لبنتين أخوات، ولم يرى أى منهما زوجته، وكان من عادتهم ألا يروا العروسان إلا بعد مرور شهر، وفجئوا بعد شهر أن كل من ولد أخذ زوجة الآخر لعدم معرفتهم بهيئة العروس وكان البنيتن قد جملاً؟ وكانت أجابة د. على جمعة أن أفتى بأن يطلق كل منهما زوجته التى لم يدخل بها، فطلق كل منهما زوجته، حيث أصبح الطلاق بلا عدة لكون الزوج الأصلى لم يدخل بزوجته، ثم زوج كل بنت من الشخص الذى حملت منه بالخطأ نتيجة لبس فى معرفة العروس. زواج بالتزوير بينما يقول د. مجدى عاشور المستشار العلمى لمفتى الجمهورية أن أغرب سؤال ورد عليه فتوى عن رجل انتحل شخصية رجل آخر باسمه وبرقمه القومى وتزوج امرأة على ذلك ثم تركها ومشى وهى لا تعرف عنه شيئا وظهر صاحب الاسم الحقيقى فقالت ليس هو، واتهمها هذا الأخير باستخدام اسمه.. وهى تسأل عن زواجها هل هو صحيح ؟ وكيف تتخلص من هذا الزواج ؟ أضاف أن جواب تلك الفتوى كان أن الزواج اكتملت أركانه ولكن انتفى عنه مبدأ الرضا بسبب التغرير والتدليس.. فللزوجة أن ترفع أمرها للقاضى وتطلب فسخ النكاح. والزوج يأثم شرعا لتدليسه وكذبه وإضراره بتلك المرأة، وكذلك يُجَرَّم قانونًا لتزويره. صوم يومين وكانت من الفتاوى الغريبة التى تم رصدها أيضا سؤال من مصرى مقيم فى الإمارات وذهب فى رمضان لأمريكا لحضور مؤتمر، وعند عودت عن طريق الطيران قبل المغرب بساعة، ونتيجة لخط سير الطائرة ظل النهار موجودا أثناء الرحلة، فصام ما يقرب من 18 ساعة، وعندما وصل الإمارات كان المغرب على وشك الأذان فى اليوم التالى، فكان السؤال عندما يحدث هذا متى يفطر المسافر بطائرة لمسافة طويلة ؟ وأنه لو أردا الصوم لليوم التالى وهو فى الطائرة فكيف يصوم؟ فكانت الإجابة من دار الإفتاء فى السؤال الأول أن المسافر فى هذه الحالة يصوم على توقيت أهل مكة، فيصوم على عدد الساعات التى يصوم عليها أهل مكة، أمام الإجابة على السؤال الثانى فكانت الإجابة أن على المسافر الذى يأتى عليه يوم ثانى أثناء سفره فى رمضان أنه بعد حساب الصوم 16 ساعة يحسب المسافر ثمانى ساعات بقية اليوم يأكل ويشرب فيهما ثم يمسك على الطعام والشراب لحين وصوله وسماعه أذان المغرب فى البلد الذى يصل إليه. ومن الفتاوى المستغربة التى أجيب عنها من أحد أمناء الفتوى بالإفتاء عبر الفضائيات سؤال من فتاة قالت انها تزوجت من 12 سنة، وزوجها لم يكن لديه قدرة على المعاشرة الزوجية، ولكن ظللت معه إلى أن توفى، ثم أتى لها شخص آخر ليتزوجها، وكانت لم تخبر أحد من أهله عن حال زوجها المتوفى، ولكن هل لها أن تخبر من أتى لها ليتزوجها بالأمر؟ وكانت إجابة أمين الفتوى د. محمد عبد السميع أنه ينبغى الستر على الزوج المتوفى، وفى ليلة العرس مع الزوج الجديد أن تخبره بالأمر كى يفرح بعذريتها على أن تؤكد له أنه ينبغى ألا يفضح أمر الزوج السابق المتوفى. حلف زوجة بالظهار ومن أغرب الفتاوىٰ التى وردت لمركز الأزهر: زوجة قالت لزوجها أنت علىّ كأبى وأخي، وكانت إجابة لجنة الفتوى أنه إنَّ تلفظ الإنسان بألفاظ الظهار مما نهى الله تعالى عنه، وجعله منكرًا وزوراً، فلا يجوز للإنسان الحلف به، فإذا حدث وتلفظ به الإنسان فيجب عليه أن يتوب إلى الله عز وجل من هذا الذنب، وأن الأصل فى أيمان الطلاق وألفاظ الظهار أن تصدر من الزوج لا من الزوجة. وأضافت أن قول الزوجة لزوجها أنت عليَّ كأبى أو كأخى لا يعد ظهاراً أبدا، وإن وقع عليها إثم الحلف بالمنهى عنه من المنكر والزور؛ لأن الظهار يكون من الرجل لزوجته وليس العكس؛ فالحل والعقد، والتحليل والتحريم فى النكاح بيد الرجال ليس بيد المرأة منه شيء. قال تعالي: {الَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْكُمْ مِنْ نِسَائِهِمْ مَا هُنَّ أُمَّهَاتِهِمْ إِنْ أُمَّهَاتُهُمْ إِلَّا اللَّائِى وَلَدْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنْكَرًا مِنَ الْقَوْلِ وَزُورًا وَإِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ (2) وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ }. ولفت إلى أن الله تعالى ذكر أن الظهار يكون من الرجل لامرأته وليس من الزوجة لزوجها.. فإذا صدر لفظ الظهار من الزوجة، فقد اختلف أهل العلم فى وجوب الكفارة عليها إلى ثلاثة أقوال، مفادها: القول الأول: عليها كفارة ظهار.. و القول الثاني: عليها كفارة يمين، والقول الثالث: ليس عليها شىء، والمختار: أن عليها كفارة يمين؛ لأنها بمنزلة من حرَّم على نفسه شيئا مثل الطعام وما أشبه، وبناء على ما سبق: فلو قالت الزوجة لزوجها أنتَ عليَّ كأبى أو أخى لا يعد ظهاراً مع وقوعها فى الإثم، ويجب عليها كفارة يمين، بأن تطعم عشرة مساكين، أو كسوتهم، فإن لم تجد فتص ثلاثة أيام، مع إلزامها بالاستغفار والتوبة النصوح لله تعالى.
