صحافة : أن يضاف إلي بستان الصحافة المصرية وردة جديدة بعطر جديد هو عطر الثورة، اسمها «المشهد».. وفي عددها الثالث الذي صدر صباح الأحد 5/ 2/ 2012 انفردت جريدة «المشهد» التي تصدر يوم الأحد من كل أسبوع بنشر خبر مفزع ومستفز، علي صفحتها الأولي، عنوانه: (الجنزوري يبدأ التقشف بإلغاء غداء الوزراء). وفي التفاصيل، قال الخبر نصا: (كجزء من مساعيه لضغط الإنفاق، فوجئ المسئولون بمراسم مجلس الوزراء عند تقديمهم لأجندة عمل رئيس الحكومة يوم الأربعاء الماضي، برفض الدكتور كمال الجنزوري لبند الغداء والذي كان يتم عادة في الفترة من الساعة الواحدة ظهرا ولمدة نصف ساعة وتتكلف الوجبة نحو 150 ألف جنيه لكنها ترتفع إلي 200 ألف جنيه، إذا أضيف لها وجبة خفيفة قبل بدء الاجتماع) هذا هو الخبر الذي نشرته جريدة المشهد الأسبوعية علي صفحتها الأولي صباح الأحد 5/ 2/ 2012 من باب «الصحافة». أما السخافة: فهي أن يصل الإسراف والسفه الحكومي إلي هذا الحد.. أقصد أن تصل تكلفة غداء الحكومة ووزرائها إلي 200 ألف جنيه، والأسخف هو أن هذا الغداء ، كما يبدو من الخبر، هو تقليد متبع من أيام الرئيس المخلوع ، ولم يوقفه سوي الدكتور الجنزوري.. والسؤال هو، لو أن كل وزير دفع من جيبه الخاص ثمن غدائه، هل كانت تكلفة الوجبة ستصل إلي مائة وخمسين ألف جنيه.؟! ثم ماذا بالضبط «يأكل» رئيس الوزراء ووزراؤه بالمائة وخمسين ألف جنيه؟ لو أنهم يأكلون أطباقًا مملوءة بورق البنكنوت ما أكلوا مائة وخمسين ألف جنيه.. فهل لدي الدكتور الجنزوري تفسير لذلك؟ وهل يعلم الدكتور الجنزوري ووزراؤه أن سياسات الرئيس المخلوع وعصابته، جعلت بعض المصريين يأكلون من صفائح الزبالة، بينما الحكومة ووزراؤها يأكلون بمائة وخمسين ألف جنيه في الوجبة الواحدة؟ ثم لماذا لا يبادر المجلس العسكري بمحاكمة مبارك وعصابته علي هذه السياسات، بدلا من تلك المسرحية الهزلية التي نراها حاليا؟