من أسخف الاعتراضات التي رددها البعض علي تكليف الدكتور كمال الجنزوري بمهام تشكيل حكومة إنقاذ وطني أن رئيس الوزراء المكلف تجاوز في العمر ال 77 وأنه محسوب علي نظام الفرعون الأخير حسني مبارك.. وعندما طرح المعترضون أسماء بديلة لشخصيات وطنية يرونها قادرة علي تحمل مسئولية تشكيل حكومة إنقاذ وطني أوردوا أسماء الدكتور محمد البرادعي والسيد عمرو موسي والدكتور حسام عيسي وجميعهم مقاربون في السن للدكتور الجنزوري ولا توجد فروق عمرية كبيرة بينهم .. ثم إن منهم من عمل لسنوات في ظل حكومات شكلت في عهد الفرعون الأخير حسني مبارك مثل السيد عمرو موسي الذي شغل منصب وزير الخارجية لأكثر من سبع سنوات ثم أبعد عن وزارة الخارجية بترشيحه لمنصب الأمين العام للجامعة العربية بعد أن غار مبارك من تنامي شعبية عمرو موسي في أوساط الرأي العام إلي درجة أن تغني باسمه المطرب الشعبي شعبان عبد الرحيم .. كذلك فإن الدكتور كمال الجنزوري قد أبعد هو الآخر عن منصبه كرئيس للحكومة المصرية ولكن لأسباب أخري لا تتعلق بتحريم النظام البائد وكل نظام مستبد ألا يكون هناك نجم سياسي لامع بجانب الرئيس الفرعون - ولكن الدكتور الجنزوري أبعد لرفضه سياسات الخصخصة والبيع وتصفية القطاع العام التي كان الفرعون مبارك يريد المضي فيها بعد أن أقنعه بها ابنه جمال .. وما نريد قوله إن كثيرًا من الشخصيات العامة المحترمة وأساتذة جامعات وأصحاب كفاءات علمية وخبرات عملوا وتولوا مناصب كبري خلال سنوات حكم الفرعون الأخير وطوال 30 عاما .. ولا يمكن وصم هولاء بالفساد .. وكذلك لا ينبغي حرمان الوطن من خبرات وكفاءات أحد من أبنائه لمجرد أنه عمل وتولي مناصب في سنوات العهد الماضي .. وقد يري البعض أن الدكتور كمال الجنزوري ليس هو الاختيار الأمثل لمنصب رئيس الوزراء .. ولكننا نري أنه الاختيار الممكن والمتاح في ضوء خبراته السابقة لعبور مرحلة الشهور السبعة القادمة وحتي موعد تسليم السلطة قبل الأول من يوليو 2012 لرئيس جمهورية منتخب بإرادة الشعب .. أعرف أن الاعتراضات لن تتوقف علي شخص الدكتور الجنزوري وقد حاولت هنا أن أرد علي المحترمين من المعترضين.. ولكنني أعرف أن البعض من رواد صحافة الجنس والإثارة الذين يتساوي عندهم الحلال بالحرام سوف ينضمون للهجوم علي شخص رئيس الوزراء المكلف بحثًا عن شهرة وبطولة زائفة حتي لو كانت علي حساب وطن ينزف ويحتاج للإنقاذ.