اننى على ثقة ويقين من أن الشعب التركى ما كانوا ليبلغوا ما بلغوه من تدهور اقتصادى وسياسى واجتماعى لولا أن رئيس دولتهم وإضرابه من جماعة الإخوان الارهابية كان لديهم الاستعداد الكامل لشراء الخلافة المزعومة بدينهم وعقيدتهم التى رثت فى نفوسهم وتلاشت بفعل الغزو الفكرى الطويل الذى غرس فى قلوبهم الشبهات والشهوات والأباطيل وتلقنهم مناهج وأيديولوجيات مغلوطة، وهذه قصة ترويها الشواهد وخلفيات الأحداث التى انتهت بطغيان السلطة الحاكمة ونظامها، فأصبحت تسمى الدولة التركية الأردوغانية، فقد انسلخت هذه الدولة من هويتها وثقافتها، ورمت كل ذلك خلفها والتحقت بجماعة «الإخوان» كتابعٍ صغيرٍ ينفذ ما تريد الجماعة، ويتبعها فى مهالك المجهول وأخطار عدم الاستقرار، وإنْ كان أردوغان يعتقد أنه إنما يستعملها فى تحقيق أهدافه السياسية. أردوغان أسيرٌ يختنق بخطاب هذه الجماعة، بحيث ضخّموا لديه فكرة أنه يمكن أن يكون هو الخليفة القادم للمسلمين، وعلى الرغم من حجم السذاجة فى فكرة كهذه، فإن الإنسان يمكن أن يتعلم الغباء عندما يداعب أحلامه وأوهامه الدفينة، وأردوغان مسكون بفكرة أنه سيستعيد السلطنة العثمانية، ويصبح سلطاناً لها أو خليفةً، ويكفى أى متابع أن يبحث فى صور القصر الذى ابتناه فى أنقرة، وينظر فى صور البروتوكول الذى يطبقه أردوغان هناك، ليجد صوراً مضحكةً لبعض «الكومبارس» يلبسون ملابس لجنود أتراكٍ فى مراحل مختلفة من تاريخ تلك السلطنة الاستعمارية المجرمة. إن الأمر لا يحتاج إلى نظرة ذات اليمين وذات الشمال، فإنه لا توجد خلافة مسلمة فى الأرض، ولا يصح أن يسموا رجلا مستضعفا كأردوغان بالخليفة ولم يعط الله أحدا سلطة استيفاء حقه فى الأرض بتنصيب أحد للخلافة فلم نجد هذا فى القرآن الكريم ولا الأحاديث النبوية ولم نجده مكتوباً فى شيء من كتب المذاهب ولا حتى فيما سجل عن آراء أصحاب البدع والملل على كثرة ما فيه من شطط أو ضلال . إن هذا القول الساذج الذى يقتنع قائلوه من جماعات إرهابية متطرفة بصحته ماهو إلا وضع الإصلاحات الشرعية فى غير محلها واستعمالها فى غير ما استعملها الشرع. وهذا لا يوضح سوى ضلال منهجهم ولا يستحقون حتى مجرد الالتفاف إليهم. فهذه الجماعة الفاشية المتصلبة فى منهجية التفكير الموضوعي، والمتقوقعة حول روافدها المعرفية الضيقة والتى تنتج فى الغالب سلوكاً إقصائياً وعدائياً حيال العالم المغاير لها هى ما نطلق عليها فى أدبيات العلوم الاجتماعية بنمط الشخصية التسلطية التى تستبطن إمكانات عالية فى تبنى توجهات فاشية حيال الآخر. وقال عز من قائل فى سوره الأعراف ( قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَن تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ).. صدق الله العظيم