لم تنساق وراء صيحات الموضة الغربية، فضلت أن تصمم أزياء تعبر عن الهوية المصرية والعربية، حيث ترى الملابس هى جزء من ثقافتنا وإذا فكرت المرأة فى أن ترتدى ملابس أنيقة وفخمة فى الوقت نفسه فى مناسبة ما فمن الأفضل أن ترتدى ما يعبر عن حضارة بلدها وتفتخر بما ترتديه وتصدره للعالم أجمع.. أنها مصممة الأزياء «نور رضا» التى غيرت مفهوم ارتداء المرأة للعباية وترى أن الأناقة تكمن فى الاحتشام وليس فى العرى وارتداء الأزياء المقطعة التى تبعد كل البعد عن عاداتنا وثقافتنا. بدأت نور تتجه لارتداء العباءات منذ 17عاماً، ولكنها كانت تواجه مشكلة كبيرة وهى أنه لا يوجد عباءة مصرية مناسبة لسنها الصغير، فكان هناك اعتقاد بأن العباءة هى زى خاص بالسيدات ذوات السن الكبير، كما أن جميعها باللون الأسود، «أى بنت كانت عايزة تجيب عباية حلوة كانت لازم تشتريها من السعودية أو الكويت أو الإمارات ومكنش فى عبايات حلوة فى مصر للبنات اللى سنهم صغير وبألوان مختلفة»، وهذا ما دفعها لأن تتجه إلى تصميم العباءات منذ خمس سنوات. فى البداية قررت نور أن تصمم لنفسها، أزياء خليجية وعباءات لا توجد فى مصر، وكانت تصور ما تصممه وتعرضه للأخرين، وعندما وجدت ترحيب وإعجاب بالتصميمات والكابات المغربى والزى الهندى وهى الأزياء التى تعشق تصميمها، قررت أن تتوسع وتصمم للآخرين، ولم يقتصر دورها على التصميم والتسويق فقط بل يمتد إلى ما خدمة ما بعد التسويق، خاصة أن هناك سيدات نالت تصميماتها إعجابهن لكنهن لا يعرفن كيفية ارتدائها لأن هذه الأزياء ليست دارجة فى المجتمع المصري، فكانت تساعدهم فى توضيح كيفية ارتدائها مع تنسيق ألوان القطع مع بعضها، إذ كانت تريد نشر فكرة أن التعرى لا يعنى أنه الموضة ولكن الاحتشام سواء بحجاب أو بدون شيء مهم فى المجتمع المصرى الذى يعد أصل الأزياء والشياكة فى العالم. «ليس شرطاً حتى أكون على الموضة أن ارتدى ملابس مفتوحة فمن الممكن أكون أنيقة وشيك من خلال ارتداء الملابس الفضفاضة التى تتفق مع مجتمعنا وثقافتنا الدينية» هكذا تؤكد نور ل«روزاليوسف»، ومؤخراً أطلقت كوليكشن جديد وأقامت «ديفيليه» تضمن عرض الأزياء التى صممتها على الطراز الفرعونى والهندى والمغربى والخليجى لنشر ثقافات بلدان مختلفة فى مصر متأثرة بثقافة العباءة التى ترتديها منذ سنوات بسبب إقامتها فترة فى الخليج، وتقول :عملت «كوليكشن» فرعونى بلمسات عصرية لأننا أساس الأزياء والمجوهرات، احنا اللى صدرنا للعالم كله اللبس والموضة والمجوهرات». استخدمت نور فى التصميمات أقمشة عادية ومتوفرة عليها رسومات فرعونية بتطريز هاند ميد فرعونى أصلى من الأحجار الكريمة والعقيق والجعران الفرعوني، إذ أن كل الإكسسوارات المستخدمة فى عرض الأزياء فرعونية أصلية من الفضة والنحاس المطلى بماء الذهب، كما أن الأقمشة المستخدة فى تصميم كل القطع من بلدها الأصلية، فالقفطان المغربى أقمشته وإكسسوراته من المغرب، والكاب الملكى وفساتين روميو وجوليت أقمشتها كلها من إيطاليا، وأوضحت صممت فساتين زمان مستوحاة من روميو وجوليت، وكل الأقمشة عليها رسومات زيت بأحدث التقنيات الإيطالية لتتناسب مع الأزياء الحالية فكل التصميمات تراثية قديمة لا يمكن نسانها ويجب أن تكون فى الأزياء الخاصة بنا. وتنصح نور كل فتاة بأن يتضمن دولابها قطعة أو اثنين من الأزياء الفرعونية ومن الحضارة الإيطالية وكذلك أزياء هندى وقفطان مغربى لأن كل هذه التصميمات هى أصل الوطن العربى وليس ضرورياً أن نجرى خلف البناطيل المقطعة والأزياء الغربية المكشوفة. تهدف نور من الأزياء الفرعونية التى صممتها أن لا تجرى المرأة وراء الغرب وتقلده تقليدا أعمى، وأن تحضر المناسبات الخاصة بها بأزياء تعبر عن الهوية المصرية، كأن ترتدى فستانا عليه رسمة كليوباترا أو فستانا فرعونيا مطرزا بالأحجار الكريمة يحمل حضارة البلد وتفتخر به وتصدره للعالم، لأن فى النهاية كل الفساتين التى يصممها الأجانب لها شكل واحد.