تتنوع الحضارات العربية وتختلف من بلد لأخرى، وتعتز كل دولة بحضارتها وملابسها التقليدية الرسمية التى تشكل جزءاً هاماً ورئيسياً من تراثها وأيديولوجيتها، فهى عنوانها أمام الأمم، ودليلا واضحا على عاداتها وتقاليدها وحضارتها وثقافتها والمؤثرات الاجتماعية والاقتصادية التى مرت بها على مرّ الزمن. وعلى الرغم من الانصهار الحضارى الذى تسعى جميع الدول العربية إليه لاسيما فى ظل إنعقاد "مؤتمر القمة العربية" اليوم إلى أن كل دولة لها لباساً رسمياً تتميز به عن سائر البلدان والذى يعتبر شاهداً على درجة وعيها وتنوّع الحضارات المتعاقبة عليها، وتقدم " بوابة الوفد" بعض الأزياء الرسمية لمختلف البلدان العربية. مصر: على الرغم من انفتاح الدولة المصرية ومتابعتها الجيدة لخطوط الموضة العالمية، إلا أنها مازالت تعتز وتفتخر بملابسها الرسمية وخاصة فى المؤتمرات والحفلات الكبرى، حيث تعتبرها خير شاهداً على حضارتها، وأهم مايميز مصر الملابس الفرعونية القديمة، التى مازالت تعتبرها عنوانها الرئيسى أمام العالم. ومن أهم ما يميز الزي الفرعوني، أنه يستخدم من أجل الزينة أكثر من تغطية الجسم نظراً لارتفاع درجة الحرارة انذاك، ومن أشهر الملابس الفرعونية "النقبة" أو "الجونلة" التي تلف حول الوسط بحزام، مع ارتداء طوق فى الجزء العلوي من الجسم، وغطاء الرأس المشهور، كما تعتز مصر بزيها الشعبى القديم الذى يتألف من الملاية اللف وبرقع الوجه والفساتين القصيرة ذات الألوان المبهجة. السعودية: الزي الرسمي السعودي يعود لمئات السنين ويتكون من ثوب و فوق الرأس طاقية فوقها شماغ أو غترة بيضاء ، فوقه عقال، وفي الصيف يلبس السعوديون الثوب الأبيض أما في الشتاء فتتعدد ألوانه، ولا يسمح للسعودي بدخول الأماكن الحكومية في حالة عدم ارتدائه الزي الرسمي. كما يعتبر "البشت" باختلاف أنواعه وأشكاله من أهم الملابس السعودية، وخاصة في الأعراس والمقابلات الرسمية ذات الطابع الخاص، كما يلبسه الملوك والأمراء والوزراء والشيوخ و كبار التجار ويتم ارتداؤه عقب ارتداء الزى السعودى كاملًا. فيما ترتدى النساء السعوديات العباءة السوداء ذات الأكمام الطويلة التى تغطي الجسم كله ما عدا الوجه والقدمين واليدين، ويمكن ارتداؤها مع النقاب الذي يغطي جميع الوجه ماعدا العينين، ويعتبر هذا هو الشكل التقليدي للثوب لكثير من بلدان شبه الجزيرة العربية بما فيها السعودية والإمارات. السودان: الثوب السوداني هوالزي القومي واشهر مايميز المرأة السودانية عن غيرها من الجنسيات الاخرى، وينطق باللفظ الدارجي (التُوب )وهو جزء من التراث السوداني، ويعبر عن الهوية والثقافة السودانية خاصة خارج السودان، وهو عبارة عن زي خارجي، يلبس فوق فستان بسيط تتناسق ألوانه مع ألوان الثوب، ويتكون من عدد من أمتار القماش تتراوح بين 4 إلى 4 أمتار ونصف وترتديه المرأة المتزوجة في الغالب، ولذلك يمكن أن يستخدم للتميز بين المرأة المتزوجة وغير المتزوجة. وقد تدرج الغرض من ارتداء" التوب السودانى" عبر الزمان من ثوب يلبس من باب السِتر والاحتشام ليصبح تقليدا ورمزا للمرأة السودانية يعبر عن أناقتها ويعطي مؤشراً عن وضعها الاجتماعي والمادي. المغرب: وتتميز بلاد المغرب العربي بملابسها التراثية والشعبية، التى مازال المغاربة يحافظون عليها منذ قرون, حيث يظهر جليا تشبثهم بمختلف الألبسة التقليدية خاصة في الأعراس والمناسبات الدينية شيوخا كانوا أم شبابا, ذكورا أم إناثا. ويتمسك المغاربة بزيهم التقليدي لاعتباره الأداة الأساسية للتعريف بهم أمام الأمم ورمزاً لتميزهم وتفردهم، ويعتبر"القفطان المغربى" أحد رموز الثقافة الشعبية المتشبعة بأصالتها، حيث يعتبر من أقدم الألبسة التقليدية، إذ يعود ظهوره إلى العصر المريني، لكنه انتشر في الأندلس، حسب بعض الباحثين، بفضل موسيقي "زرياب" في بداية القرن التاسع، الذي كان يرتدي هذا الزي، حينما انتقل إلى الأندلس. ومهما تعددت أنواع الأثواب وجودتها تبقى للتكشيطة المغربية خاصيتها التي لا محيد عنها وهي مفخرة النساء من جميع الطبقات وخاصة في الأعراس والأفراح، لانها تصنع من الأقمشة الفاخرة، وتتميز بألوانها الجريئة والمتناغمة، إضافة إلى التطريز الكثيف، والتصميم الذي يراعي عنصر الاحتشام، من دون أن يؤثر في الجمال العام للزي، بل قد يضفي في كثير من الأحيان نوعا من الوقار والتألق. كما تعتبر "الدراعة" من الملابس الأساسية التى لا غنى عنها فى بلاد المغرب العربى، وهي عبارة عن ثوب فضفاض له فتحتان واسعتان على الجنبين، خيط من أسفل طرفيه وله جيب على الصدر، وهي عادة ما تكون بأحد اللونين الأبيض أو الأزرق ، والتى ترمز إلى الحياء فى مجتمعاتهم، بالإضافة إلى أنها تحمى من حرارة الشمس و قساوة البيئة. عمان: يحضى اللباس التقليدي في سلطنة عمان بأهمية كبيرة ويكثر استعماله خلال المناسبات كالأفراح والأعياد، ويتألف الزي العماني من اللحاف وهو عبارة عن ثوب يغطي الرأس مزين بزخارف، وقد يتكون من لونين أو أكثر، كما تحتل "الكندورة" أهمية بالغة فى الملابس العُمانية وهي بمثابة العباءة التي تغطي سائر الجسم. سوريا: تعتبر الأزياء السورية جزءاً رئيسياً من ثقافة الشعب السوري وتراثه الشعبي على امتداد تواجده في سوريا التاريخية، بحيث يمثل كل ثوب جزء من هذه الثقافة سواء كانت مدنية أو فلاحية أو بدوية. تتألف الأزياء التقليدية للرجال في سوريا من سروال قماشي يدعى في اللهجة العامية "شروال"، وفي القسم العلوي من الجسم قميص يعلوه صدرية مع حطّة يعصب بها الرأس وهو الشماخ او الكوفية، وغالبًا ما كان الزي التقليدي للرجال يترافق مع خنجر أو قطعة من السلاح. استبدلت الحطة تدريجيًا بالطربوش بالنسبة لكبار السن والمتعلمين، كما يمكن استبدال السروال والقميص بجلابية هي عبارة عن رداء طويل مخيط. أما المرأة السورية فاللباس التقليدي يتألف من عباءة طويلة داكنة اللون بالنسبة للسيدات وزاهية بالنسبة للفتيات، وتزيّن غالبًا بأقراط ذهبية أو فضية أو يطرز بعضها، مع وشاح يعصب الرأس.