ا ش ا تهادت عارضات أزياء على ممر مخصص للعرض في فندق بالعاصمة السودانية الخرطوم وهن يرتدين أثوابا زاهية الألوان فضفاضة. وشارك في العرض الذي جاء في إطار ما سمي بمهرجان الثوب السوداني مصممون ابتكروا وعملوا على تطوير الثوب التقليدي السوداني. وترتدي النساء لاسيما بعد الزواج الثوب السوداني التقليدي الذي عادة ما يصنع من القطن والحرير أو الشيفون. وسعر الثوب الذي يعتبر رمزا لاحتشام النساء مرتفع جدا. ويكلف أرخص ثوب زهاء 60 دولارا ويمكن للسعر ان يصل الى نحو 900 دولار. وأثناء زفافه يتعين على العريس ان يشتري ستة أثواب على الأقل لعروسه. ويتعشم منظمو المهرجان ان يسهم في إنعاش صناعة الأقمشة بالسودان ويشجع الصناع المحليين على زيادة الاستثمار. وقالت مسؤولة عن تنظيم مهرجان الثوب السوداني تدعى سامية شابو ان السودانيات أصبحن أكثر اهتماما بالأزياء. وأضافت شابو "نجحنا في تشجيع المرأة بصورة كبيرة جدا جدا حتى انه نطلع الابداعات والابتكارات..يعني التي احنا واثقين ان المرأة السوداني تقدر تعمل الكثير وماشيين في خطوات يمكن كبداية. بدينا بمهرجان أكتوبر السوداني..مهرجان العطور السودانية. ولسة في جعبتنا الكثير من المفاجآت للمرأة السودانية." وللثوب تاريخ ثري في السودان وقيل ان نساء الأسر المالكة كن يرتدينه منذ أكثر من عشرة الاف عام. وتقول زينب عبد الله المؤرخة والمحاضرة في كلية الموسيقى والدراما ان الثوب يتمشى مع الثقافة الاسلامية السودانية حيث تشجع النساء على ارتداء ملابس أكثر احتشاما. وأوضحت زينب عبد الله "احنا أجسامنا كأفارقة يعني ما بتشبه الأجسام الأوروبية وغيرها. فهذه كانت أحسن وسيلة لتغطية المرأة السودانية. بنقول ان هنا في السودان وتأثر بيها الآخرين لأنه السودان كان هو أساسا ملتقى للحجاج الأفارقة..كانت محطة عشان يوصلوا للحج. فبعضهم استقر في السودان وبعضهم تأثر بأشياء كثيرة في السودان فجاء مرحلة انهم يأخذوا الشيء اللي بيشابههم أو بيناسبهم لأنه خاصة الموريتانيين بيشبهونا في الملامح كثير وفي الأجسام" وعلى الرغم من كون الثوب زيا تقليديا سودانيا فان الكثير الذي يباع منه في الخرطوم مستورد من الخارج. ويعاني السودان من أزمة اقتصادية شديدة منذ استقلال الجنوب عنه وتحوله الى دولة قبل عامين. وتسببت خسارة الخرطوم لعائدات النفط في ارتفاع معدلات التضخم وبالتالي حدوث قفزة في أسعار الغذاء والملابس. ولم يمنع ذلك منظمي مهرجان الثوب السوداني من تنظيمه. ومن بين الذين ساهموا في تغطية المهرجان اعلاميا مقدمة البرامج التلفزيونية السودانية فاطمة المسباح التي تؤمن بأن الثوب جزء هام للهوية الثقافية للمرأة السودانية. وقالت فاطمة "أي مشاهد مجرد ما يشيل جهاز التحكم عن بعد (بالانجليزية) ويعاين هذه المذيعة لابسة ثوب معناها هاي مذيعة سودانية. وهذا الثوب ايضا بيحفظ لنا هويتنا السودانية وهو تراث سوداني." توجت في المهرجان الذي تنافس فيه المصممون أيضا سوزان شريف كأفضل مصممة ثوب سوداني. وقالت سوزان شريف "كل ده تقدير ما بعده تقدير..أول حاجة لأنه الأثواب السودانية صعبة وأنا حاولت ابتكر قدر ما أقدر عشان أنا أطلع بحاجة يعني تكون مميزة وفريدة وتعجب يعني معظم المهتمات بمجال الثوب السوداني." ولا تزال مثل هذه العروض الخاصة بالأزياء نادرة في السودان بسبب طبيعة نظام الحكم. ففي عام 2010 داهمت الشرطة عرضا للأزياء وألقت القبض على المشاركين فيه من الرجال والنساء.