العباءة في رمضان رقة،احتشام،شياكة فوق العادة محيط - فادية عبود لم يعد ارتداء العباءة يقتصر على فئة عمرية معينة ، بل صارت جميع الأعمار تتهافت عليها خاصة في رمضان ، إذ تشكل احتشاماً وأناقة من نوع خاص في جميع البلاد العربية . بين تمسك المغربيات بالتراث وميلهن إلى تنوع الألوان وبين الثقافة الجديدة التي فرضتها المسلسلات الخليجية يشهد سوق الأزياء المغربي صراعاً بين الجلابية المغربية والعباءة الخليجية . ترى المغربيات ، بحسب صحيفة "الشرق الأوسط" أن العباءة الخليجية رمزاً للأناقة الفاخرة، بحكم الانطباع السائد عن مستوى عيش النساء الخليجيات والثراء الذي ينعمن به، هذا على الأقل ما تصوره المسلسلات الخليجية. وقد شجعت هذه الموضة بعض الفتيات على تقليدهن حتى في طريقة وضع ماكياج العيون المتميز باستعمال قلم الكحل الأسود الغامق والكثيف لتوسيع العيون وإبراز جمالها. الجلابية المغربية والموضة هذا إلا خبراء الأزياء يؤكدون أن الجلابية المغربية مازالت تحتفظ بمكانتها ، نظراً لأنها شائعة الاستعمال في جميع المناسبات، وطوال فصول السنة، وليس في رمضان فقط ، ولعل السبب هو مواكبتها للموضة واعتمادها على قصات جديدة تعانق الجسم وتغطيه بجاذبية، بحيث أصبح من الممكن ارتداؤها والتباهي بها حتى في أماكن العمل، وهو ما جعل الشابات المغربيات يقبلن على ارتدائها كقطعة تتلاءم مع الملابس الجاهزة، كبنطلون" الجينز"، خصوصا تلك التي أصبحت تطرح بطول قصير نوعا ما أو بفتحات جانبية عالية. زي الأميرات لعل إقبال الملكات والأميرات ونساء المشاهير على العباءات الشرقية في المناسبة الكبرى ساعد في انتشار العباءة وإقبال النساء عليها طوال العام، لاسيما مع الملكة نور في الأردن ومع الأميرة اللامريم، شقيقة الملك المغربي محمد السادس، وغيرها من الأميرات المغربيات اللواتي يفتخرن بالزى المغربي التقليدي ولا يتخلين عنه في كل المناسبات الرسمية الكبيرة. الأمر الذي شحن مخيلات المصممين العرب، فعملوا على تطوير المعطيات المتوفرة في بيئة كل بلد مع بساطة التصاميم الغربية. ولعل عامل اللون شكل أول ثورة حداثية في عالم العباءة، التي كانت محافظة على ألوانها الداكنة من اسود أو بني أو ترابي أو أبيض، ليقتحم الفوشيا والأصفر والفيروزي والأحمر وحتى الجينز والفرو والجلد التصاميم الجديدة. "نيو لوك" اللبنانيات أناقة اللبنانيات في رمضان تعتمد على العباءات الشرقية ، للاحتشامها ناحية ، ولأناقتها المختلفة عن أزياء العام من ناحية أخري ، نستطيع أن نقول إنها بالنسبة للبنانيات " نيو لوك " . خاصة وأن العاباءة الشرقية أصبحت في منتهى الأناقة والجمال خاصة بعد إدخال اللمسات العصرية عليها . تعد العباءة الشرقية الزي الرسمي للبنانيات في رمضان ، حيث تحتل خصوصية في دعوات السحور "الرسمية" ، التي تدعو إليها الجمعيات مرفقة بعبارة "الرجاء ارتداء العباءة الشرقية" لتصبح المناسبة عرض أزياء مفتوحاً لهذا النوع من الملابس. وهكذا نرى سيدات المجتمع يتبارين في الأناقة التراثية الباهظة التكاليف، ذلك أن العباءات التي تصمم لمثل هذه المناسبات تتميز عادة بالفخامة، لأنها تعطي دلالة على المستوى الاجتماعي لمن ترتديها عباءة الصباح يختلف تصميم العباءة وخامتها حسب وقت ارتدائها فعباءة العمل تختلف عن العباءة المنزلية لاستقبال الضيوف ، وتختلف أيضاً عن عباءة السهرة . يقول المختصون إن عباءة الصباح التي ترتديها المرأة أثناء العمل، يجب أن يراعي في تصميمها ألا تكون ضيقة حتى تسهل من حركتها في العمل، كما يجب أن يكون القماش من النوعية التي لا تتكسر ولا تلتصق بالجسم وسهلة الغسيل، وأن تكون سادة أو تحتوي على رسومات أو تطريزات خفيفة حتى تتناسب مع وقار العمل. عباءة المناسبات أما عباءة المناسبات والحفلات فلابد وأن تزهو فيها المرأة لتكون كالطاووس، فهي تختلف في نوعية القماش مثل الحرير والدانتيل والشيفون، وتختلف أيضاً في التصميم الذي يتناسب مع القماش نفسه، فهناك تكنيك معين لتركيب التصميم على القماش بدرجة حرارة معينة، وهناك أيضاً تقنية خاصة بتركيب الألوان وصياغتها. العباءة الفلسطينية تمثل العباءة الفلسطينية الأناقة المنزلية عند استقبال الضيوف ، ويختلف أسلوب تطريزها من منطقة لأخرى حيث يسود في شمال فلسطين وجنوبها الأسلوب البدوي القائم على الأشكال المستوحاة من البيئة الصحراوية، ويتميز بالرسومات الهندسية كالنجمة الثمانية والمثلث والمعين والمربع. بينما يسود الأسلوب الريفي في باقي المدن الفلسطينية ويتميز برسومات تعبر عن البيئة الزراعية كالنجوم والشجر والأزهار. وتتركز مناطق تزيين الثوب الفلسطيني في الحواشي من أسفل ومن الجوانب والأكمام والقبة. ويرجع هذا إلى وجود اعتقاد شعبي لدى المرأة الفلسطينية مفاده أن الأرواح الشريرة يمكنها التسلل عبر الفتحات الموجودة في جسد الإنسان، لذا تلجأ إلى تطريز فتحات ونهايات الثوب حتى تسد الباب على هذه الأرواح. ويختلف القماش المصنوع منه منطقة إلى أخرى أيضا. ففي شمال فلسطين يكون من الحرير ويعقد على الجانبين، وفي وسط فلسطين يصنعونه من القطن المقلم ويعقد من الأمام، وأحيانا يتم اللجوء إلى تبطين الحزام بالحرير حتى ينسدل على الخصر. في النهاية هل أنتِ من هواة ارتداء العباءة في شهر رمضان؟ أم أنك لا تميلين إلى التجديد ؟