كانت ترقبهما كل صباح وهما يتبادلان نظرات العشق وهمسات الهيام وهو يغتسل وأختها - زوجته- تصب له الماء من ذاك الإبريق الفخارى الأحمر ، تقول فى نفسها ليتها أنا يوما أو بضع يوم . مرت بضعة أشهر قضيتها معهما فى منزلهما بعد وفاة أمها كى لا تبقى وحيدة وهما يغمرنها بكل الحب والحنان الحب الأخوى وحنان الأهل ولكن ليس هذا ما تريد.انها ابنة السبع عشر ربيعا جمالها هادئا ولكن قلبها مشتعل وتمتد ناره لتشعل باقى الجسد العطش وما من أحد يشتم رائحة الدخان. إشتد الوهن بأختها فقد قاربت ساعة استقبال الوليد،تخدمها وترعاها وتصب الماء من الإبريق لزوج اختها يتوضأ يربت على كتفها شاكرا ما هذا ما تنتظره تريد أن ينظر ها ان يشتهيها تريد الهمس وتلك الضحكات التى تهز سكون الليل تريد أن يلمسها فيرتعش جسدها ويسقط الإبريق من يدها ينكسر تندفع المياه لتطفئ تلك النار المشتعلة تريد أن يختنق أحدا بدخانها. ها قد حضر المولود الجميل إلى البيت وسرعان ما استعادت الأم صحتها وضحكاتها وهمساتها وهى تراقبهما وتفرح وتحزن وتفكر وتحدث نفسها لابد من حل، نعم الحل أن تصحوا مبكرا وتكسر الابريق الفخارى الأحمر.