فيما ينذر بتصعيد التوتر بين السودان ودولة جنوب السودان، قررت حكومة جوبا فى اجتماع طارئ لمجلس وزرائها ، ايقاف انتاج البترول واغلاق جميع الآبار فى غضون اسبوع أو اسبوعين احتجاجا على قرارات الخرطوم باستقطاع رسوم النفط ، فى وقت انهارت فيه مفاوضات الدولتين بشأن النفط بالعاصمة الأثيوبية أديس أبابا. ونقلت صحف الخرطوم عن وزير النفط بالجنوب استيفن ديو ، فى مؤتمر صحفى مشترك مع وزير الاعلام برنابا ماريال بنجامين بجوبا، اتهامه للخرطوم بالاستيلاء على ما قيمته 350 مليون دولار من البترول الخام ، وقال إن حكومته قررت اغلاق انتاج البترول اعتبارا من أمس الأول ، مؤكداً أنها ستقوم بالاجراءات اللازمة لتنفيذ القرار على أرض الواقع. ووصف استيفن ديو لقرار وزير البترول والتعدين بأنه «ليس الخيار الجيد، لكنه أفضل سبيل لحماية موارد البلاد». كما هدد بملاحقة أى شركة أجنبية تشترى نفط جنوب السودان من الخرطوم، وبتقديم شكوى ضد السودان فى حالة تصفية هذا النفط وتوجيهه للاستهلاك المحلي. ومن جانبها هددت الخرطوم بمواصلة أخذ «حقها» من النفط الجنوبى «عينا» طالما أن هذا النفط يمر عبر أراضيها ومنشآتها . وذكرت وزارة الخارجية السودانية تمسك الخرطوم بموقفها المبدئى القائم على التعاون مع دولة جنوب السودان فى مسألة النفط والقضايا الأخرى ، محذرة من أن تنفيذ جوبا لتهديدها بإيقاف تصدير النفط عبر السودان سيلحق ضررا بالطرفين. ومن جهته أكد وزير الدولة لشئون النفط السودانى إسحاق بشير عدم تسلم حكومته إخطارا بالقرار حتى الآن، واعتبره مفاجئا فى ظل المفاوضات الجارية بين الجانبين فى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا.