مع بداية شهر رمضان من كل عام، يزيد إنتاج الإعلانات على القنوات التليفزيونية المختلفة، للتسويق للسلع والمنتجات، مع حرص القائمين على هذه الإعلانات على ظهور عدد من مشاهير الفن والرياضة المحببين لدى الجمهور فيها لجذب مزيد من المشاهدين للمنتج المعلن عنه، وتفاعل الكثير منهم مع هذه الإعلانات، وهذا ما حدث خلال رمضان الحالى وبخاصة أن مضمون كثير منها يتضمن طاقة إيجابية مع مطالبة المشاهدين بشكل غير مباشر بالجلوس فى المنزل وتجنب التجمعات منعاً لانتشار فيروس كورونا. حيث نجد إعلان إحدى شركات خطوط المحمول على عدة قنوات منها النهار، DMC وON، ظهر بها نجم الكرة كابتن محمد صلاح، فى منزله ومعه ابنته، وفى ذات الوقت ظهر فى الإعلان الفنانة منى زكى تجلس فى منزلها مع أسرتها، والفنانة إسعاد يونس، وأمينة خليل التى تتحدث مع أحد أصدقائها عبر مكالمة الفيديو، وعبدالرحمن أبو زهرة أيضا يتحدث من خلال مكالمة فيديو، والفنان أحمد فهمى مع شيكو وهشام ماجد، وكان هذا الإعلان مصحوبًا بصوت المطربة شيرين عبدالوهاب، وإعلان آخر عن الإنترنت للنجم الكوميدى أحمد أمين، وإعلان عن شركة لخطوط المحمول يظهر فيه الفنان مصطفى خاطر فى المنزل، وظهر فى هذا الإعلان فى أكثر من شخصية وهو يغنى على طريقة تيك توك، وعرض هذا الإعلان على عدد من القنوات منها النهار. إعلان «انت استثنائى» لأحد البنوك المصرية والذى شارك به عدد من المطربين وهم بهاء سلطان ومحمود العسيلى. بالإضافة إلى إعلان بأغنية «قادرين» للترويج لإحدى الصيدليات يتضمن مجموعة من مطربى التسعينات وهم المطرب مصطفى قمر، حميد الشاعرى، هشام عباس، وإيهاب توفيق. وإعلان آخر عن إحدى شركات الخطوط بصوت المطرب حسين الجسمى، ويتحدث فيه عن لمة العيلة، وإعلان أخر يظهر فيه الفنان أحمد حلمى. إلا أنه فى ذات الوقت، ظهرت بعض الإعلانات المبتذلة وهو ما أثار غضب كثير من المشاهدين مثل الإعلان الأخير للفنانة ميس حمدان، عن الملابس الداخلية لما يتضمنه من ألفاظ بذيئة، وقررت الشركة المعلنة إيقاف هذا الإعلان بعد انتقاده والهجوم عليه. وقال الإعلامى جمال الشاعر، وكيل الهيئة الوطنية للإعلام، ل«روزاليوسف»، أن هناك خروجًا عن النص وبعض الإعلانات الخادشة للحياء، تحتاج إلى مراجعة سريعة من المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام ونقابة الإعلاميين، نظرا لاستفزازها للجمهور ولخطورة هذه الإعلانات التى تضمن تجاوز وإيحاءات لفظية لا يقبلها المجتمع، لافتًا إلى أنها إذا مرت مرور الكرام ربما ترسخ وتأخذ الشرعية، بمعنى أن تصبح شيئًا طبيعيًا وكلامًا عاديًا. وأضاف «الشاعر»، أن الغناء للملابس الداخلية يعد مهزلة وأضحوكة، كما أن استخدام لفظ الفانلة المرتبط بلاعبى الكرة والمباريات لا يجب أن ينحدر لهذه الإعلانات. وأشار إلى ضرورة مراعاة القنوات التليفزيونية فى مضمونها أنها تقدم للعائلات لكونها تدخل كل بيت مصرى، لافتا إلى أن احترام المشاهد والارتقاء بذوقه شىء ضرورى. وأكد أنه من المؤسف غياب القيمة والمحتوى واللغة العربية فى بعض الإعلانات، فهذه الأمور أصبحت مهجورة وغير مستخدمة، لافتا إلى أنه رصد تدميرًا للغة العربية، وعدم اهتمام بها إلا فى نشرات الأخبار، موضحًا أنه كان حريصًا كثيرًا فى برنامجه السابق «الجائزة الكبرى» على الحفاظ على اللغة العربية. وكيل الهيئة الوطنية للإعلام، أشار إلى أن معظم الإعلانات الأخرى فى رمضان هذا العام، كانت رائعة وتضمنت تحفيزًا وطاقة ايجابية وتحريض على النجاح، مستمدة من روح سينما هوليوود التى تكرس فكرة عقيدة النجاح، بمعنى تقديم رسالة للشخص بأنه ممكن أن ينجح وممكن أن يصبح استثنائيًا. وأضاف أن هذه الإعلانات الإيجابية تضمنت استنفار همّة المشاهدين وإعادة الثقة لكل شخص بأنه يستطيع النجاح فى ظل أى ظرف صعب. وأوضح أن تسليط الضوء فى الإعلانات على لمة الأسرة الواحدة داخل المنزل وتجنب الخروج، والحديث لباقى أفراد العائلة والأصدقاء عبر الهاتف فقط، تعد من الأفكار الذكية والتى تناسب هذه المرحلة التى نعيشها تجنبا لفيروس كورونا، لافتا إلى أنه من الرائع الإكثار من هذه النوعية من الإعلانات التى تضمن الشخصية المصرية الواثقة من نفسها، بعد التركيز سابقا على النموذج العشوائى كأغانى المهرجانات وشخصية البلطجى.