هناك مجموعة كثيرة من الشعارات كانت ترفعها القوي السياسية المختلفة خاصة خلال العقدين السابقين (1990-2010) وفي جميع الانتخابات وغيرذلك من المناسبات سواء (السياسية) أو (اللقاءات التليفزيونية) أو (الأحاديث المسموعة) أو (المقروءة).. وعلينا أن نغير طريقة التفكير هذه وأن نأخذ بأساليب العصر وأن نأخذ من القرآن الكريم حثه للأمة علي (التعلم) و(التعليم) حيث إن أول كلمة نزلت من القرآن الكريم هي (اقرأ) ولم يتم نزول كلمة (آمن) حتي، ولكن لأن القراءة هي (مفتاح العلم) وهي (بداية ونهاية الإيمان). وعلينا أن نبدأ من حيث انتهي الآخرون وحتي ندرك مدي خطورة العلم علينا أن نعرف أنه في عام (1992) أثناء حكم (جورج بوش) الأب لأمريكا وقف وأطلق صيحته الشهيرة (أمريكا أمة في خطر) وقال إن العلوم والبحث العلمي الأمريكي حالياً يعد في المرتبة الثانية بعد (اليابان)، وبذلك تكون (أمريكا)، (أمة في خطر)، ولذلك قرر أن يزيد الإنفاق علي (البحث العلمي) حتي تلحق (أمريكا) بركب العلم الحديث. ونجد أنه في عام (2010) أطلق (رئيس وزراء اليابان) ذات الصرخة بأن (اليابان) (أمة في خطر) لأن (سنغافورة) قد تفوقت في (البحث العلمي) وفي (أعداد المناهج الدراسية) بمستوي علمي أعلي من (اليابان)، ونحن علي مدار (30عاماً)، هي عمر رأس النظام السابق، نجد أن مصر قد توالي عليها (13وزيراً للتعليم) و(10أنظمة مختلفة للتعليم) وذلك وفق رؤية كل وزير للتعليم وهذا ما جعل مصر اعتبارا من سنوات (2007) حتي (2010) لا يكون لها أي مستوي علمي خلال الترتيب العالمي للجامعات والذي تقوم به جامعة (شنجهاي الصينية) سنوياً، فنجد أن مصر ليس لها وجود في أول (مائتي جامعة) أو (500 جامعة) أو (800 جامعة) أو (1000جامعة)، في حين أن (إسرائيل) لها (3) جامعات و(2) مراكز بحثية وأن (جنوب إفريقيا) لها (2جامعة) و(1 مركز بحث علمي)، وإذا راجعنا ما يتم إنفاقه علي التعليم خلال (الثلاثة عقود الماضية) لعلمنا (هول الكارثة) ومدي الجرم الذي فعله بنا رأس النظام السابق، فنجد أن مصر تنفق (2/1%) من إجمالي الدخل القومي في حين ان دولة مثل (إسرائيل) تنفق (15%) من اجمالي الدخل القومي علي البحث العلميفقط وأن (الأردن) تنفق (5,5%) من اجمالي الدخل القومي علي البحث العلمي. وإذا علمنا أن (نهضة الهند العظيمة) الن التي بدأت (المشوار السياسي) و(التحرر السياسي) مع (مصر) عام (1950) نجد أن (الهند) تقوم بتصدير برمجيات بما لا يقل عن (45مليار دولار) سنوياً في حين أن مصر تقوم بإنتاج ماقيمته (1.2مليار دولار) وهذا يرجع الي مقولة الزعيم (نهرو) والد (انديرا غاندي) بأن الهند بلد فقير جداً لدرجة انه لا بد ان ينفق ما لا يقل عن (10%) من دخله علي البحث العلمي، في ذات الوقت خلال (عقد الستينيات والسبعينيات) كانت مصر تقوم بمساعدة الدول الإفريقية والعربية في ثورات التحرر من الاستعمار. ولذلك علينا الآن أن نبدأ من حيث انتهي الاخرون وأن نأخذ بأساليب العلم الحديثة وان يتم تغيير جميع المناهج الدراسية التي تقوم علي التلقين لتقوم علي البحث العلمي وأن تتم الاستعانة بمعظم مناهج العلم من (سنغافورة) و(اليابان) و(أمريكا) وغيرها من الدول المتقدمة في العلم وأن تعتمد مراكز البحث العلمي علي وجود وزارة سيادية للبحث العلمي لا أن تكون (وزارة هامشية) أو (وزارة درجة ثانية). ونجد أن الرئيس (أوباما) في أول قرارات يأخذها بعد حلف (اليمين الدستورية) أن قام بتشكيل (المجلس الاستشاري) الخاص بالرئيس وهذا المجلس يكون معاوناً للرئيس في اتخاذ جميع القرارات وكان أول المستشارين المعينين هو (المستشاريون العلميون) وكان علي رأسهم (د. أحمد زويل) بصفته كبير العلماء العرب وهكذا ستكون الدولة التي تريد أن تتقدم وان تتم زيادة الانفاق علي البحث العلمي وذلك لتخريج جيل جديد من الباحثين الحقيقيين وليس الذي يقوم بتقديم أبحاث نظرية حتي يتم الترقي للدرجات الوظيفية الجامعية فقط. وفي هذه الحالة ستكون مصر قد وضعت أقدامها علي بداية طريق التقدم وبداية دخول عالم الدول المتقدمة والاقتصاديات الكبري..