سيطر الهدوء الحذر علي قري «العدر وبهيج وسلام» بعد اشتباكات استمرت علي مدار اليومين الماضيين خلفت حرق 9 منازل وإصابة 6 من قوات الشرطة من بينهم العميد أحمد أبوالعزايم مأمور مركز شرطة أسيوط وعدد من الأهالي وتحطيم سيارة مطافي، وذلك علي خلفية التراشق بالطوب والحجارة بين الطرفين، علي خلفية قيام شاب قبطي بنشر صور تسيء إلي الرسول عليه الصلاة والسلام مما أدي إلي اندلاع اشتباكات بين المسلمين والأقباط بقرية العدر مسقط رأس الشاب. بدأت الأحداث مساء الخميس الماضي، عندما قام طالب يدعي جمال مسعود عبده قبطي ومقيم بقرية العدر بنشر صور عبر صفحته علي موقع ال«فيس بوك» تسيء إلي الرسول عليه الصلاة والسلام وقام بإخبار زملائه بالمدرسة مما أثار غضبهم.. وقام أهالي الطلاب صباح الخميس عندما حضر الطالب إلي المدرسة بالتجمهر أمامها ومحاصرتها مطالبين بتسليم الطالب إليهم للقصاص منه. علي خلفية التجمهر قامت قوات الأمن والشرطة العسكرية بمحاصرة المدرسة ومنع خروج جميع الطلاب تحسبا لحدوث اشتباكات وقاموا بحجز الطالب داخل إحدي الغرف بالمدرسة وقامت قوات الأمن بالقبض علي الطالب وترحيله إلي قسم شرطة أسيوط، وفي المساء فوجئ أهالي قرية العدر بسيارات تحمل مواطنين قادمة من قرية بهيج المجاورة للقرية وقاموا بمحاصرة منزل الشاب القبطي ومنازل الأقباط المجاورة له وانضم إليهم عدد من أهالي القرية وتراشقوا بالحجارة والأعيرة النارية مما نتج عنه اندلاع النيران بخمسة منازل للأقباط من بينهم منزل الشاب القبطي، وانتقلت قوات الأمن وسيارات الدفاع المدني والإسعاف إلي القرية وقامت بتفريق التجمهر وإخماد الحريق، إلا أن المتجمهرين قاموا بتجميع أنفسهم مرة أخري حتي إنه تعدت أعدادهم المئات مما استدعي حضور قوات الأمن المركزي والشرطة العسكرية وعمل كردون امني حول منازل الأقباط واستطاعت القوات السيطرة علي الموقف. وتوجه إلي القرية اللواء محمد إبراهيم مدير أمن أسيوط واللواء إبراهيم صابر مدير فرع الأمن العام والدكتور علي عز أمين حزب الحرية والعدالة بأسيوط وسمير خشبة عضو مجلس الشعب عن حزب الحرية والعدالة وأحمد الرفاعي عضو مجلس الشعب عن حزب النور السلفي وحاولوا تهدئة المتجمهرين مؤكدين لهم ان الشاب القبطي الآن في النيابة وسوف يطالبون بمحاكمته عسكريا. وفي اليوم التالي «الجمعة» حاول المواطنون دخول القرية وإشعال النيران في منازل الأقباط مرة أخري وقاموا برشق قوات الأمن بالحجارة مما أدي إلي وقوع إصابات بين الطرفين فقامت قوات الأمن باستخدام القنابل المسيلة للدموع لتفريقهم، وقامت سيارات الأمن المركزي بتحميل جميع محتويات الشاب القبطي وأسرته وإخراجها من القرية إلا أن غضب الأهالي لم يهدأ وحاولوا إشعال النيران في منزله إلا أنهم فشلوا في ذلك. وانتقلت المواجهات إلي قرية سلام مسقط رأس البابا شنودة حيث توجه العشرات من المتجمهرين إلي القرية وقاموا بإشعال النيران بثلاثة منازل للأقباط بها علي الفور قامت قوات الأمن والدفاع المدني بالتوجه إلي القرية وإخماد الحريق وفرض كردون امني حول مداخل ومخارج الثلاث قري. وقال اللواء محمد إبراهيم، مدير أمن أسيوط، إن هناك إجراءات امنية مشددة تم وضعها علي الكنائس منذ ليلة امس لتأمين الصلاة في الكنائس والمعروفة ب«قداس نهاية العام» حيث لا يوجد كنائس بالقري الأربع غير منزل بسيط يقوم المسيحيون من الطائفة الإنجيلية بالصلاة فيه، وقدرت مصادر نسبة الاقباط بنحو 20 % في القري الأربع. وانتقد مصدر كنسي، رفض نشر اسمه تناول وسائل الاعلام للحدث من زاوية واحدة – حسب قوله – ولم ينتظر تحقيقات النيابة وقال المصدر إن هناك مبادرة مع عدد من قيادات التيار الإسلامي ورءوس العائلات بالقري الأربع خلال ساعات لاحتواء هذه الأزمة.