انحيازى للنادى الأهلى بتاريخه العريق، حكاية قديمة ترجع لسنوات طفولتى.. كان والدى رحمه الله زملكاويا.. بينما أخوالى أهلاوية.. وكنت أرى المناقشات الساخنة والضاحكة بين الوالد وأخوالى.. فوجدتنى أنحاز شيئا فشيئا إليهم.. فالأهلى كان يضم نجوما كبارا فى عالم كرة القدم، يتقدمهم «صالح سليم» و«رفعت الفناجيلى» و«فؤاد أبو غيدة» و«مروان كنفانى» و«طه إسماعيل».. ولما رحت إلى منطقة الشباب فى عمرى، تعمق حبى وتقديرى للنادى الأهلى لمجرد أن «صالح سليم» فى واجهته.. ولعلنا على مدى سنوات طويلة ماضية نسمع عن تيار كاسح، يحمل اسم «الصالحاوية» فى الجزيرة.. الذين يديرون النادى الآن، يستمدون شرعيتهم من زعمهم أنهم «صالحاوية»! قبل أن يرحل المايسترو «صالح سليم» اكتشف أنه تعرض للخديعة من بعض البطانة التى أحاطت به طوال فترة قيادته للنادى.. والمثير أنه صارح المقربين منه بذلك.. ودارت الأيام لنكتشف أن «الصالحاوية» المزيفين.. يمضون بالفعل على خط صالح سليم «بالأستيكة».. فكل ما لم يقبله «صالح سليم» فى حياته، وافق عليه «حسن حمدى» وشريكه «محمود الخطيب».. بل حاولا تكريسه.. لم يهمهما يوما مصلحة النادى أو القيم العليا المزروعة فيه.. كان كل همهما هو استثمار تلك القلعة وتحقيق المكاسب المادية والمعنوية الشخصية عاماً بعد الآخر.. وكان الأهلاوية يرفضون تصديق تلك الحقيقة الشاخصة أمام أعينهم.. فالذين لعبوا على «صالح سليم»، كانوا يملكون المقدرة والبراعة فى خداع أعضاء النادى وجماهيره.. غطتهم انتصارات فريق كرة القدم، فتأخر انكشاف أمرهم.. وقبل ثورة 25 يناير بدأت تتكشف بعض الحقائق تجاه رئيس النادى ونائبه.. لكن تجاوزاتهما وأخطاءهما بدأت تتكشف فى ملعب آخر غير ملعب النادى. وبعد ثورة 25 يناير انكشف كل شىء.. فالكابتن «حسن حمدى» وتابعه «محمود الخطيب» خلعا القناع وظهر الصراع بينهما.. فبدأت تتسرب أوراق لعبة الخداع التى أجادوها على مدى سنوات. تأثرت لأقصى درجات التأثر، حين سمعت أن الفنان «هشام سليم» ابن المايسترو.. يتعامل معه «حسن حمدى» وتابعه «الخطيب» كما لو كان من آحاد الناس.. فلكل واحد من الناس احترامه وتقديره، لكن «هشام سليم» يستحق تقديرين.. أولهما أنه فنان مصرى مرموق ومحترم.. وثانيهما أنه ابن المايسترو المكتوب اسمه على كل حجر من أحجار النادى الاهلى العريق.. فإدارة النادى بقيادة «الصلحاوى المزيف» وشهرته «حسن حمدى» تقف حائلاً دون حصول «هشام صالح سليم» على عضوية النادى.. قالوا إن عضويته عليها غرامات تأخير تصل إلى 150 ألف جنيه.. ولم يكلفوا أنفسهم بالاتصال بالفنان المحترم لتوضيح الأمر له.. بل راحوا يمارسون التشهير به عبر وسائل الإعلام، مستخدمين أبواقهم.. فهم يجيدون تلك اللعبة، قدر فشلهم وعجزهم فى مخاطبة الرأى العام فضلا عن وسائل الإعلام.. ومعروف عنهم أنهم نجوم الألاعيب السرية.. ولما سمعت الفنان «هشام صالح سليم» يتحدث بشموخ عما يفعلونه معه.. كاد الغيظ يقتلنى.. فتلك الإدارة هى التى تربحت من وراء «صالح سليم» حيا وميتا.. فيكفى أنهم تاجروا فى فيلم عن قصة حياته بعد رحيله.. ربحوا من ورائه الملايين دون أن يعطوا لأسرته شيئاً منها.. ولو أن الفنان «هشام سليم» عليه بالفعل غرامات تأخير تصل إلى 150 ألف جنيه.. فهو له مع أسرته ما لا يقل عن مليونى جنيه عند «حسن حمدى» وتابعه «محمود الخطيب». يتاجرون فى القيم والمبادئ المتوارثة فى النادى الأهلى، قدر ما تاجروا بكل رموز هذا النادى العظيم.. احتكروا الخداع، فلم يظهر على الساحة الرياضية منافس لهم فيه.. لذلك هم يقاتلون بكل ما امتلكوا من ثروات تقدر بمئات الملايين بادعاء أنهم مقربون من الراحل.. لذا تجدهم يرفضون ويقاتلون لأجل إلغاء اللائحة الجديدة لتشكيل مجالس إدارات الأندية الرياضية.. فهم يعرفون أنهم بدون عباءة النادى الأهلى، سيذهبون إلى حيث كانوا يستحقون منذ عشرات السنين.. ما يحدث داخل النادى الاهلى هذه الأيام يؤكد أن هناك محاولة لاغتيال «صالح سليم» القيمة والمبادئ، بعد أن رحل عن الدنيا بجسده.. وهذا ليس غريبا عليهم، فقد تنكروا على مدى تاريخهم لكل من شارك فى صنع أسطورتهم.. وسيأتى يوم تتكشف فيه الحقائق كما تكشفت مع من خلعته ثورة 25 يناير لنكتشف أنه زعيم عصابة ولم يكن رئيسا لدولة.. وعندها سأضحك من قلبى عندما أجد جماعة «آسفين يا حسن حمدى» تملأ الدنيا صخبا فى الجزيرة.. وباعتبارى واحداً من المخدوعين، لغياب المعلومات عنى.. فسأعترف بأننى دافعت عنهم كثيرا.. ولما امتلكت أوراقاً تفوح منها رائحة الفساد العفن، أجرؤ على قول كلمة الحق.. والملف مفتوح!