ليس هناك شاب مصرى ينتمى لثورة 52 يناير يمكن أن يمسك بيديه قنبلة مولوتوف ويلقيها على ممتلكات الدولة ومنشآتها مستهدفاً إشعال الحرائق ونشر الخراب، بينما البعض من الغوغاء والدهماء يهلل عبر قناة الجزيرة مباشر مصر هاتفا له: «الله أكبر..الله أكبر».. وأزعم أن أغلبية الشعب المصرى ترفض الفوضى وتريد النظام.. وترفض الاحتجاجات والاعتصامات وتريد الهدوء والاستقرار.. وتؤمن بأن شرعية الثورة قد انتقلت بعد الإطاحة بالرئيس المخلوع من الشوارع والميادين إلى صناديق الانتخابات.. ودليل ذلك مشاركتها الإيجابية الكبيرة وتصويتها بالموافقة على التعديلات الدستورية فى استفتاء 91 مارس وتكرار تلك المشاركة فى المرحلتين الأولى والثانية من انتخابات مجلس الشعب ابتداء من 82 نوفمبر.. ويمكننى القول إن أغلبية المصريين رفضت - ولا تزال ترفض - أسلوب التحدى لسلطة الدولة والذى قام به من يدعون أنهم ثوار بالاعتصام لأكثر من 02 يوماً أمام مقر الحكومة والذين أعلنوا صراحة أنهم معترضون على تكليف الدكتور الجنزورى بتشكيل الحكومة وأنهم معتصمون أمام مقر الحكومة لمنع الجنزورى ووزراء حكومته من دخول المقر.. وعند هذه النقطة تحول الحق فى الاعتصام للمحتجين إلى سلوك يوصم بالجرم والبلطجة وتحدى سلطة الدولة.. وأيًا كانت الرواية والحقيقة فى سبب اندلاع الاحداث والمواجهات فجر يوم الجمعة الماضي فإنه لم يكن هناك خيار أمام سلطات الدولة إلا أن يرحل المعتصمون من أمام مقر الحكومة وعن شارع القصر العينى خاصة بعد أن فشلت محاولة الوساطة التى قام الاساتذة حافظ ابو سعدة وناصر أمين ومحمد حنفى لاقناع المحتجين بفض الاعتصام.. وحينما يكون خيار القوة والاجبار هو الوسيلة الوحيدة لفض اعتصام يكون هناك توقع بوقائع خسائر.. وهو ما حدث وللأسف الشديد طوال الساعات الممتدة من بعد صلاة يوم الجمعة وطوال يوم السبت.. وساعد فى زيادة هذه الخسائر الدور الذى قامت به قنوات الجزيرة التى قامت بتهييج وإثارة مشاعر الجماهير وهى تنقل فى نشراتها الاخبارية وعبر الجزيرة مباشر مشاهد الضرب التى تعرض لها بعض المتظاهرين وأعادت أكثر من مرة مشاهد أحد ضباط الشرطة العسكرية الذى كان يطلق رصاصاً من مسدسه وهو يطارد المحتجين.. كما قامت قناة الجزيرة التى ترفع شعار «الرأى والرأى الاخر» ببث «الرأى الواحد» الذى يمثل المؤيدين للمعتصمين وحجبت «الرأى الاخر» الذى يمثل المعارضين لهم مكتفية ببعض رسائلSMS التى كانت تستنكر سلوك المحتجين والتى كان يجرى بثها على شاشتها سريعاً.. وللأسف الشديد عندما بثت قناة الجزيرة مباشر مصر مشاهد قنابل المولوتوف التى كان يلقيها محتجون وفوضويون على مبانى هيئة الطرق والكبارى ومجمع مجلس الشعب والمجمع العلمى ووزارة النقل لم يكن هناك تعليق واحد من مذيعى القناة يظهر أى استنكار لما يجرى حتى فى اللحظات التى أتت فيها النيران على كنوز وتراث المجمع العلمى.