لايزال الملف الشائك للمسيحيين في مصر ملغما بالقنابل، ما بين الإحصاءات الحقيقية لاعدادهم في مصر والتي أصر نظام مبارك علي اخفائها وبين حقوقهم المسلوبة ومخاوفهم المتزايدة يوما عن الآخر. هل عاد عصر العبيد؟ ودفع الجزية؟ هل نعود بأذهاننا إلي الاضطهاد الديني؟ وهل من مستقبل لمصر وأبنائنا وشبابنا خوفي من الزحف الإسلامي، مرتعشون علي مستقبلهم رافضين التدخل الأجنبي الذي لوح به أقباط المهجر لتكن بداية النهاية للوحدة الوطنية بمصر لننتظر تقسيم مصر لدويلات ومجاعات وحملات تهجير وتكفير. تآخينا في الميدان واجتمعنا في المآسي واشتركنا في التعرض للاضطهاد فلماذا نفترق عند تحقيق الآمال، تساؤلات توجهنا بها للأقباط والمسلمين علي حد سواء لتتكاتف أيدينا لمحاربة من يلوحون بتهديد مصالحنا ووطننا لأننا سواء في السراء والضراء. الإسلاميون يعلنون تخوفهم من التيارات المتشددة.. و«الجزية» كلام فارغ أثار وصول الإسلاميين إلي البرلمان وظهورهم علي الساحة السياسية تخوف الاقباط من سيطرتهم علي مقاليد الحكم في البلاد وفرض سلوكيات معينة من جانبهم مما دفع الكثير من الاقباط الي الفرار من «جحيم» مصر الي جنة «الولاياتالمتحدةالامريكية» ولاتوجد إحصائيات رسمية في مصر تؤكد عدد الاقباط المهاجرين سواء في الكنائس أو سفارات الدول التي يسافرون إليها في الخارجية حيث تراوحت أعدادهم ما بين 100 ألف و700 ألف قبطي. وأشار د.حمدي حسن القيادي بجماعة الاخوان المسلمين إلي مخاوف الاقباط من الاسلاميين ما هي إلا نتيجة لتشويه إعلامي وتخويف زائف بسبب بعض التصريحات والتصرفات الناتجة من الاسلاميين المتشددين الذين ليس لهم تاريخ في العمل العام أو السياسي فهم منعزلون عن الواقع ولا يدركون شيئا عن فقه الواقع، فالاقباط شركاء في الوطن، فنحن في النهاية ابناء نسيج واحد «لهم مالنا وعليهم ما علينا» وهذا ليس رؤيتنا لهم الآن فجماعة الاخوان أوضحت منذ التسعينيات موقف الاقباط والمرأة طبقا لما فرضته الشريعة الاسلامية. وردا علي مخاوف فرض «الجزية» ولجوئهم للهجرة خارج مصر اضاف د.حمدي ان تلك التصريحات ما هي إلا نوع من أنواع «المشاغبات» بين الطرفين وحق السفر والهجرة مكفول للجميع ومواقف الاخوان المسلمين من الاقباط واضحة في برامج حزب الحرية والعدالة الذي أقر بحرية العقيدة والعبادة وتطبيق قانون الاحوال الشخصية الخاص بهم، كما أقررنا باب الحريات والمساواة ومواد 40و41و42 من الدستور والدليل علي ذلك تولي د.رفيق حبيب قبطي منصب نائب رئيس حزب الحرية والعدالة. السلفيون: نعيش مرحلة مراهقة سياسية يرد الشيخ أسامة القوصي الداعية السلفي وزعيم السلفية الأشعرية حول تخوف الاقباط من وصول الاسلاميين الي سدة الحكم حيث قال إن المسلمين انفسهم خائفون والاقباط أولي بالخوف، مشيرا إلي أنه كسلفي يخاف السلفيين الآخرين لأن بوادر العنف والحدة واضحة وهم مازالوا في الانتخابات. وأشار القوصي الي أن الاسلاميين هم المستفيدون من الثورة وركبوها أحسن من أي تيار آخر ونجحوا في القفز فوق الثورة ومازالوا مستمرين في سرقتها وهم التيار الأكثر حرصا علي نصيبهم عن باقي التيارات الأخري. وأضاف أن مشكلة التيارات السلفية أنها تتكلم عن الوضع الراهن كأنه خلافة اسلامية وعندما يتكلمون عن المناصب فإنهم يقيسونها علي الخلافة ولكن الشعب المصري واحد ولايوجد مانع في تولي القبطي منصباً وزارياً أو تولي الرئاسة قبطي لأننا نعيش في مجتمع واحد ومعيار الكفاءة هو الفيصل في الأمر. وأشار الي أن الحديث عن الجزية وما يثار عنها هو كلام فارغ لا محل له ولا مناسب للمكان أو الحال الذي يعيش فيه الشعب المصري لأنه يعيش الآن في حالة من الجوع والتخلف، مشيرا إلي أنها كانت تدفع في عهد الصحابة علي غرار الزكاة التي كانت يقدمها المسلم ووصف القوصي الحالة التي نعيشها الآن بأنها مرحلة مراهقة سياسية والسلفيون لا يرون جيدا الموقف الحالي وهناك نوع من التخبط في طريقه الي الانحسار لأنهم شعروا بأن الاستمرار في تصريحاتهم المستفزة ستجعلهم الخاسرين في الانتخابات وهو ما لايريده التيار السلفي في الوقت الحالي. تخوف ليس في محله من جانبه قال الشيخ أسامة سليمان عضو مجلس إدارة أنصار السنة إن تخوف الاقباط ليس في محله لأن الاسلام الحقيقي يؤمن الاقباط ولكن ممارسات بعض الافراد تسيء للاسلام مثل الاخوان المسلمين وبعض التيارات السلفية تسيء الي المنهج الحقيقي إلاسلام لأن الرسول صلي الله عليه وسلم كان يعيش في المدينة مع اليهود ولم يلجأ الي تخويفهم أو طردهم منها. وأشار سليمان إلي رفضه فرض سلوكيات معينة علي المجتمع كالحجاب ومنع شرب الخمر لأن في عصر صحابة الرسول صلي الله عليه وسلم كان يشرب الخمر ومع ذلك لم تقم الدنيا مثلما هو الحال الآن مضيفا أن الحجاب لا يفرض بالإكراه وانما بطريق الاقناع. وأوضح ان أحد عيوب قانون دور العبادة هو المساواة بين الاقليات والاكثرية في المجتمع، مشير إلي أن الجزية لا تفرض علي النصاري لأنهم أدوا واجباً في المجتمع المصري مثل المشاركة في الدفاع عن البلاد ومن يثير الكلام الآن عن الجزية لا يعلم شيئا بأحكام أهل الكتاب.