أثارت الانتخابات البرلمانية التى تشهدها مصر لأول مرة بعد ثورة 25 يناير ردود فعل متباينة داخل الوسط الفنى، ما بين مؤيد للتحول الديموقراطى الذى بدأته مصر مؤخراً، ومقاطع لها باعتبارها تجرى فى توقيت خاطىء لن يترتب عليه إلا إفراز سياسات يرضى عنها المجلس العسكرى وتعزز موقف فلول النظام القديم. فمن ناحيته، عبر الفنان خالد النبوى عن رأيه فى هذه الانتخابات قائلاً: الشعب المصرى مدين اليوم بفضل كبير لشهداء ميدان التحرير فى عملية التحول الديمقراطى، وكل مصرى اليوم يشعر بأن صوته له قيمة كبيرة، وهذا فى حد ذاته إنجاز كبير بغض النظر عن النتيجة، ويكفى أننا بدأنا المشوار. أما الفنانة داليا البحيرى فقد عبرت عن استياءها لما حدث معها فى اليوم الثانى للانتخابات وقالت داليا: ذهبت للإدلاء بصوتى فى مدرسة «جمال عبدالناصر» بدائرة مصر الجديدة وحدثت تجاوزات فى لجنتى 206 و207 وأهمها أننا من المفروض أن نقوم بالامضاء على كشفين، كشف للقوائم وآخر للفردى، لكننا وجدنا كشفًا واحدًا فقط، وقال لنا من فى هذه اللجنة أنه شىء روتينى رغم أنه تجاوز كبير، وهناك أيضا بعض التجاوزات التى حدثت من حزب «الحرية والعدالة» حيث قاموا بتوزيع الدعايا الإنتخابية خارج اللجان رغم أنها مخالفة كبيرة. وأكملت داليا: شاهدت سيدة كبيرة تطلب من البنات أن يعطين أصواتهن ل «الميزان»، وأرى أن هذا إتجار بالدين، لأنه لا يعقل من اناس يريدون تطبيق الشريعة الاسلامية أن يقوموا بهذه الأفعال من شراء للاصوات وغيرها، لأنهم يفترض أن يكونوا قدوة للغير، ولكنهم للأسف عبروا لنا عما يريدون. واختتمت داليا بقولها إنها على الرغم من كل تلك التجاوزات شعرت بالراحة النفسية من ادلائها بصوتها فى هذه الانتخابات، لأنها أمانة يجب على كل إنسان أن يؤديها ويجب أن نبنى مصر الجديدة بجد. ومن جانبه قال الموسيقار حلمى بكر: رأينا بريق الامل يعود الينا عبر هذه الانتخابات، ورأينا الشفاء يعود إلى المصريين عبر صناديق الاقتراع، ورأينا الملايين يشعرون بأن حريتهم قد عادت إليهم، وشعروا بأن صوتهم له قيمة انتخابية، والأهم أننا لم نشعر بأخطاء الماضى التى كانت أخطاء قاتلة مثل التزوير والبلطجة وشراء الأصوات وغلق اللجان وتسويد البطاقات، لكن هذا لا يمنع أيضاً أننا رأينا أخطاء بسيطة لا داعى أن نلتفت إليها كثيرا لأنها أخطاء نراها فى جميع بلاد العالم. وأضاف بكر أنه لم يدل بصوته فى الانتخابات لأنه فى المرحلة الثانية من الانتخابات، وتابع: سأقوم بالإدلاء بصوتى لأننى شعرت أن صوتى له فائدة كبيرة، خاصة أن هذه الانتخابات ولادة متعثرة لما حدث فى ميدان التحرير. وأكدت الفنانة لقاء الخميسى أنها متفائلة كثيرا بالمستقبل بسبب ما شاهدته من صور رائعة لإقبال المصريين على الانتخابات رغم ظروف الطقس السيئة فى بعض الدوائر، وقالت: سأدلى بصوتى فى المرحلة الثانية من الانتخابات ولكن معظم أقاربى كانوا مرحلة أولى ورصدوا لى بعض التجاوزات الصارخة التى حدثت أولها أن معظم الناس ذهبوا الى صناديق الاقتراع بسبب خوفهم من الغرامة الانتخابية وهذا خطأ جسيم أثر على مقدرتهم فى معرفة المرشحين، حيث ذهبوا دون تفكير مسبق، ولكنى شعرت بالسعادة من أعداد الناخبين ورأيتها صورة طبق الاصل لما حدث فى الاستفتاء. وأكملت لقاء بقولها أن معظم الناس طريقة تفكيرها تغيرت للافضل وكل انسان عليه واجب وطنى الآن وأن من لديه الثقافة والمعرفة عليه بنشر الوعى للناس المحيطين به، فأنا على سبيل المثال بحاول أشرح للسواق وبعض الناس مزايا الانتخابات، وكيف يختارون مرشحيهم دون اى رشاوى، واختتمت لقاء قولها بأنها تشعر الآن بأنها فى وطنها الحقيقى غير المباع لأحد. حنان مطاوع: نزاهة الانتخابات بفضل شهداء ثورة 25 يناير. وعلى الجانب أكدت الفنانة حنان مطاوع أنها تستعد للإدلاء بصوتها فى الصناديق الانتخابية فى المرحلة الثانية وقالت: أقطن فى منطقة الجيزة وتبدأ الانتخابات فيها فى 14 و15 ديسمبر، ولهذا أنتظر هذه الأيام بفارغ الصبر بالرغم من إننى كنت أتمنى أن يتم تأجيل الانتخابات لفترة مقبلة حتى يتم تنفيذ مطالب الثوار ويحدث الاستقرار الذى نبحث عنه، وأكاد أنفجر من الضغط بسبب التجاهل المتعمد لميدان التحرير. ولكن فى النهاية أرى أنه ليس هناك أى بديل سوى النزول والتصويت فى الانتخابات واحترام هذه العملية التشريعية التى تنقلنا فى خطوات مباشرة نحو الديمقراطية التى نتمناها، كما أن والدتى سوف تقوم بالإدلاء بصوتها معى فى نفس المرحلة. خاصة إننى مؤمنة تماما أن هذه الانتخابات التى سوف تتم بنزاهة بفضل أرواح شهداء ثورة 25 يناير. كما أكدت الفنانة تيسير فهمى أنها مشغولة بمتابعة الصناديق الانتخابية خاصة أنها مرشحة عن حزب «المساواة والتنمية» وقالت: أرى إن الانتخابات فى هذه الجولة تسير فى جو من التنظيم والاستقرار بشكل يفوق التوقعات وهذا ما يجعلنى أشعر أن هناك اتجاهًا كبيرًا نحو التغير للأفضل. خاصة أن حجم التجاوزات قليل جدا وتابعت: انحصرت التجاوزات فى أمور بسيطة لا تصل لحد بطلان الانتخابات. أما المخرج مجدى أحمد على فقال: نزلت للإدلاء بصوتى فى الدائرة الخاصة بى فى المعادى ولم أقاطع الانتخابات كما ذكر البعض على لساني، وأرى أن من يقرر المقاطعة بسبب إيمانه بأفكار أو تمسكه بمطالب أخرى من بينها مطالب الميدان فهو مع الاعتذار «جاهل»، خاصة أن فكرة المقاطعة لم تكن مكتملة لإنها ليست منظمة أو متفق عليها وعندما يتم مقاطعة الانتخابات بشكل فردى أو عشوائى يكون كناية عن الكسل.