ماذا لو لم يستجب المصريون (الأغلبية العظمي) لنداء الواجب والخروج إلي صناديق الانتخابات البرلمانية المقبلة، لتحديد شكل البرلمان المقبل، والأهم في تاريخنا المعاصر؟ كل المؤشرات في الساحة السياسية المصرية، تؤكد ان القوي السياسية المتشحة بالإسلام، شعاراً ومنهجاً، قد أصابها الغرور، والنهم للسلطة، ووصل بها الأمر إلي عدم التصديق لما تواجهه من ليونة، وعدم إكتراث لما تتخذه من تدابير، وتصرفات غير مسئولة، وأهمها جواز إنشاء فروع وتوابع ومزاولة البلطجة في الشارع المصري، مرة تحت رفض لوثيقة ومرات لعدم تلبية رغبات فئوية، وغيرها من أسباب، ومع ذلك فالمواجهة من الحكومة، هي بمثابة "ليونة القطط أو شجاعة الفئران "، كل تلك الملامح للحركة السياسية المصرية، والتي قادت البلاد تقريباً إلي شبه تشرذم قواه السياسية وفقدان بوصلة الغد القريب، وليس ما بعد الانتخابات البرلمانية المنتظرة والتي يتوقع كثيرون عدم إمكانية تحقيق نجاح البلاد في عبورها! كل ذلك والقوة المنوط بها إدارة شئون البلاد لم تعط مؤشراً واحداً علي أنهم سوف يتخذون من التدابير ما يحمي مسيرة الانتقال إلي بر الأمان في هذا الوطن! حتي إن أكثر الناس تفاؤلاً، يعتقدون بأن ما يحدث، هو مؤامرة أو تواطؤ، ولكن بعد مزيد من التحليل، نجد أن حتي هذا التفسير لا يقودنا إلي معقول من الأمر، فكل شيء يقود إلي اللا معقول في الساحة الوطنية المصرية. نحن بصدد فوضي كاملة في أرجاء البلاد، ومن القراءة السريعة للأحداث اليومية. نجد أن هناك "تلكؤًا" من قوي مختلفة أمام واجبات واضح كيفية معالجتها، واتخاذ موقف حيالها، إلا أن ما يحدث في (دمياط)، وما يحدث في (جنوب مصر)، وما يحدث فوق كل ذلك في (ميادين التحرير) المختلفة وموقف الحكومة (الشرفية) من كل تلك الأحداث، مواقف باهته ليس لها من "لون أو طعم"، اللهم إلا رائحة غير ذكية تفوح منها، وهي تتعامل مع الأحداث وكأنها مرسومة وكأنها تمثيلية ساذجة تجري أحداثها علي مسرح من مسارح وزارة التربية والتعليم، أي حتي لم تصل إلي المسارح المحترفة للفنانين، كل تلك الملامح للحياة السياسية المصرية، وأثر ذلك علي الاقتصاد، وأيضاً علي وسائط الإنتاج، وبالتالي فإن هناك أموالا تهدر في هذا الوطن، حيث مشروعات استثمارية متوقفة، وبطالة تزيد أعدادها، ليس فقط من خريجين علي أبواب سوق العمل، ولكن عمال فقدوا وظائفهم وهذا الأخطر والأدهي علي المجتمع المصري! ومع ذلك فإن أملاً عظيماً يحبوا، ومطلوب دور وطني للإعلام المصري والصحافة، والجامعات ولكل من يحمل في صدره قلباً ينبض بحب هذا البلد. مطلوب تحريك جحافل المصريين أمام الهجمة السوداء للمنظمات السياسية الإسلامية أو الملتحفة بالإسلام السياسي. مطلوب إنقاذ الوطن، باختيار الشعب لممثلين في مجلس نيابي قادم، سوف يترتب علي اختياره، وضع دستور للبلاد، تعمل قوي الظلام والرجعية علي اختطافه وتعمل علي فرض إرادتها ضد أي قيود تحمي الدولة المدنية، كوثيقة أو غيرها من مواثيق، ولا حل أمام المصريين إلا بخروجهم للتصويت لدولة مدنية حرة، ديمقراطية تؤمن بالله ورسوله وبمبادئ الإسلام السمح، وليس التطرف والإرهاب، ودعاوي الملتحفين بالإسلام السياسي!