من حسني مبارك إلي ابنة سعد الدين الشاذلي: «آسف لعدم حضور العزاء لأنني خارج القاهرة»

38 عاماً قضاها الفريق أول سعد الدين الشاذلي في حصار وضغوط وتهديدات ومحاولات اغتيال وعراقيل وقمع إعلامي لمنعه من نشر مذكراته، بدأت الضغوط من فترة حكم الرئيس أنور السادات، واستمر هذا الحصار فترة الرئيس السابق حسني مبارك، ولولا ثورة 25 يناير وما حققته من حرية التعبير والديمقراطية ما صدر هذا الكتاب في مصر.
آخيراً طرحت أول طبعة مصرية بعنوان (حرب أكتوبر - مذكرات الفريق سعد الدين الشاذلي) تأليف الفريق سعد الدين الشاذلي- رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية من الفترة من 16مايو 1971 إلي 12 ديسمبر1973. الكتاب صدر عن دار نشر «رؤية» للنشر والتوزيع، ويقع في 600 صفحة وثمانية ابواب، وواحد واربعين فصلاً، كما يحتوي الكتاب علي سبع صور للخرائط التي تصف معركة « الدفرسوار» كما كان يريدها الفريق يوم 17 أكتوبر.
في مقدمة الكتاب اهدت السيدة زينات السحيمي حرم الفريق سعد الشاذلي إهداء: «إلي شباب 25 يناير الذين صنعوا أعظم الثورات ولولاهم لما رأي هذا الكتاب النور».
ولمزيد من التفاصيل حول رحلة الكتاب الممنوع، وما تعرض له الفريق الشاذلي من حذف دوره من المشهد السياسي، توجهت «روزاليوسف» إلي إجراء حوار مع ابنة الفريق الشاذلي السيدة «شهدان سعد الدين الشاذلي» .
حوار- سوزي شكري
■ ما الذي دعا الفريق سعد الدين الشاذلي لأن يؤلف كتابا عن حرب أكتوبر 1973؟
- بعد أن زوّر السادات التاريخ وقام بتهميش دور الفريق الشاذلي الحقيقي في حرب اكتوبر وحذف اسمه من الوثائق التسجيلية للحرب، وحملة مسئولية الثغرة سياسياً وبعد ان كتب السادات هذا الاتهام في مذكراته «البحث عن الذات»، الفريق الشاذلي كتب مذكراته ليس فقط من أجل كشف أكاذيب السادات، وإنما من اجل اعطاء صورة حقيقة للاعمال المشرفة التي قام بها الجندي المصري، نشر الفريق مذكراته في مايو 1978 ومارس السادات ضغوطا، وأكملها مبارك بنفس الاسلوب المتعمد، وساهمت هذه الضغوط في اصرار الفريق الشاذلي علي استكمال محاولات نشر مذكراته في اكثر من دولة عربية وأجنبية لكشف الحقائق وتوضيحها.
وقارن الفريق في مذكراته بين الاصدارات الثلاثة التي صدرت عن حرب اكتوبر «البحث عن الذات « للرئيس السادات عام 1978 وكتاب الفريق اول محمد فوزي (حرب الثلاث سنوات) عام 1983 وكتاب الفريق اول محمد الجمسي رئيس هيئة العمليات عام 1992 (يوميات حرب اكتوبر)، ومع كل تطور في الاحداث تصدر طبعة من الكتاب يضيف عليها الفريق الشاذلي مقدمة جديدة دون المساس بالنسخة الآصلية من المذكرات الأصلية، لان الفريق حرص علي الحفاظ علي الأصل، لذلك سنجد في مقدمة الكتاب أربعة مقدمات بتواريخ مختلفة.
■ احك لنا عن رحلة الكتاب الممنوع التي استمرت 38 عاماً إلي ان وصل لدار نشر مصرية؟
- إن الحصار الذي تم طوال السنوات حول الكتاب لم يمنعنا من طبعه خارج مصر، الفريق كان علي يقين انه سوف يأتي يوم تظهر فيه الحقائق لمصر، كتاب الفريق الشاذلي حصل علي شهرة أنه الكتاب الممنوع من مصر! وتوجد تعليمات غير رسمية بحظر نشره وطباعته داخل مصر، والمحاولات تمت مع اكثر من دار نشر عالمية منها دور نشر أمريكية، ودور نشر انجليزية في لندن، ولكن حين أقدم الكتاب علي اي دور النشر يحدث تباطؤ ومماطلة من اصحاب دور النشر، وبعضهم ابلغني بأنه ليس هو الوقت المناسب لطبع هذا الكتاب، الجميع كانوا يعلمون الخلافات التي بين السادات وبين الفريق الشاذلي حول «الثغرة» . ثم علمت أنه ليس الحكومة الأمريكية هي التي ترفض طبع الكتاب، وانما ضغوط اللوبي الإسرائيلي كانت وراء إخفاء هذا الكتاب، إلي جانب بعض الدول العربية والأجنبية التي رفضت دخول الكتاب مجاملة للرئيس السادات، والغريب ان فترة حكم مبارك استمرت علي نفس نهج السادات في منع الكتاب من التداول في مصر ولم يحاول مبارك ارجاع حق الفريق الشاذلي ورد اعتباره.
وأيام حرب العراق وجدت الكتاب منشورا علي موقع (أمازون) وهو أهم المواقع التي نشرته، كان ذلك في التسعينيات، طوال سنوات إقامة الفريق خارج مصر طبعنا أربع طبعات وصلت لدول كثيرة وكل طبعة نحو 500000 نسخة، إلي أن اصبح الكتاب متاحا للعالم كله إلإ في مصر، طبعنا باللغة العربية في الجزائر عام 1981 وصدرت منه أربع طبعات باللغة الفرنسية والروسية، والاصدار الاول كان باللغة الإنجليزية في أمريكا تحت اسم دار بحوث الشرق الاوسط، وهي الدار التي اسستها انا بصفة شخصية في امريكا، حيث كنت اقيم في «سان فرانسيسكو» .
قبل الثورة كان الموزعون من الخارج يرسلون نسخا لمصر ولكن كانت تجمع النسخ من المكتبات المصرية في نفس يوم طرحها.
أما رحلة الكتاب في مصر فتمت بعد رحيل الفريق الشاذلي اثناء ثورة 25 يناير تعرض الكتاب لقرصنة، فوجئنا بوجود عدة نسخ من الكتاب مطروحة في المكتبات المصرية، لكنها نسخ مزورة بدءا من الغلاف، دون الملحق والفصول التي اضافها الفريق بعد خروجه من السجن، ودون مقدمات، وبدون خرائط ، أؤ إذن كتابي من الأسرة، أو تصريح، ودون رقم إيداع وغير محدد فيها اسم دور النشر، واتخذنا كل الاجراءات القانونية تجاه هذه النسخ المزورة.
ثم عرضنا الكتاب علي دار الشروق ولم نصل إلي اتفاق، النسخة الأصلية الوحيدة في مصر هي التي تم التعاقد عليها من خلال دار «رؤية» للنشر والتوزيع مع رضا عوض والمطروحة في المكتبات المصرية الآن.
■ بسبب هذا الكتاب صدر حكم غيابي ضد الفريق الشاذلي بالأشغال الشاقة لمدة ثلاث سنوات واتهامه بافشاء اسرار عسكرية، هل مذكرات الفريق الشاذلي تعتبر أسراراً عسكرية؟
- حين اصدرت المحكمة العسكرية بتاريخ 16 /7 /1983 حكماً غيايباً بالأشغال الشاقة لمدة ثلاث سنوات واتهامه بإفشاء اسرار عسكرية، اعتبر الفريق هذا اتهاما باطلا لا يستند الي اي دليل لانه لا يوجد بالمذكرات اسرار عسكرية وهذه التهمة برأه القضاء منها، وذكر الفريق ذلك في كتابه بالتفاصيل في الفصلين السابع والثلاثين، والثامن والثلاثين، ان المقصود من تعبير «اسرار عسكرية» أو اسرار حربية هو «إذاعة معلومات عن القوات المسلحة لم يكن العدو يعرفها ونتيجة لهذه المعلومات فانه يستطيع أن يهدد أمن وسلامة الوطن»، كما وصف الفريق الفرق بين أسرار الدولة واسرار الحكومة، كما ذكر تعريف السر العسكري الذي يجب المحافظة عليه وهو «انتاج سلاح جديد او خطة عسكرية لم تنفذ بعد، وايضا الخطط الهجومية والدفاعية التي تقوم الدولة باعدادها قبل الحرب تعبر اسرار الدولة ولكنها تفقد سريتها عندما تنفذ علي أرض المعركة».
■ رغم اصدار كتاب مذكرات الفريق الشاذلي الطبعة الاولي في مصر، إلا ان البعض يقول إن الكتاب ما زال ممنوعا، فما رأيك؟
- صدور هذا الكتاب في وجود المجلس العسكري اعتبره أغلي تكريم للفريق الشاذلي، وأثق في المجلس العسكري وفي مصداقيته وانه يعلم قيمة الفريق الشاذلي ودوره الحقيقي، ومذكرات الفريق لم تعد اسرارا بعد 38 سنة، الرئيساء السابقان (السادات ومبارك) هما اللذان هاجما الكتاب، حتي أصبح ممنوعا علي الشعب المصري فقط.
أنا أؤيد رأي الفريق الشاذلي في مذكراته بطلبه عقد مناقشات ومناظرة علنية يحضرها محللون عسكريون وسياسيون ونقاش حول نقاط الخلاف للتوصل الي الحقائق وان يتوافر المناخ الديمقراطي لتصحيح التاريخ.
■ ماذا عن توزيع الكتاب عالمياً هل ما زال مطلوبا؟
- كل عام يطلب مني هذا الكتاب في جامعات أمريكا المتخصصة في العلوم العسكرية (الأكاديمية العسكرية) والعام الماضي طلب مني الكتاب للجامعات العسكرية بالسعودية، فكيف لا يعرفه شباب القوات المسلحة المصرية حتي الآن؟ أتمني أن يدرس في كلياتنا العسكرية.
■ تم ترشيح الفريق الشاذلي الي منصب سفير مصر في لندن بعد حرب أكتوبر، كيف استقبل الفريق هذا الترشيح؟!
- كان الفريق الشاذلي علي خلافات دائمة مع أحمد إسماعيل ومع السادات حول حرب اكتوبر وما تم فيها، فحين قرر السادات انهاء خدمته في القوات المسلحة وأصدر قراراً جمهورياُ بتعيينه سفيراً في بلندن، رفض الشاذلي وقال: «إذا كان المقصود من هذا التعيين هو العقاب فأنا ارفضه وافضل ان يكون هناك تحقيق ومحاكمة حتي تظهر الحقائق»، ولم يهتم الشاذلي بما يفعل السادات حين يعلم انه رفض، وقدم خطابا شكر مكتوبا للسادات علي هذا التقدير واعتذره عن عدم قبوله منصب السفير، كما قدم استقالته من منصب رئيس أركان حرب القوات المسلحة.
■ إذا لماذا وافق الفريق الشاذلي علي السفر الي لندن رغم رفضه وتقديم استقالته؟
- قبل الموافقه تمت عدة محاولات لإقناعه منها مقابلة تمت بين اللواء حسني مبارك والفريق الشاذلي إذ سلمه رسالة من الرئيس السادات ومضمونها أن التعيين كسفير لا يعني تنزيلاً من قدره، وتم ترقيته من الفريق الي رتبة فريق اول. ولكن الشاذلي قال لحسني مبارك أبلغ الرئيس اعتذاري، لن اقبل المنصب، وإذا كان هذا المنصب عقاباَ فلنتناقش في هذا الموضوع بطريقه علنية.
الي ان تمت مقابلة خاصة بين السادات والفريق الشاذلي في أسوان، وسجل الفريق تفاصيلها في مذكراته، ان السادات قال له: «أريد ان يكون لنا رجل له خبرة عسكرية في لندن وأن منصب سفير سيكون منصباً ثانوياً وإنما الأساس هو تسليح الجيش المصري» اعتبر الفريق الشاذلي حديث السادات له ترضية كافية وان هذا المنصب امتداد إلي مسئوليته في خدمة القوات المسلحة.
ورغم أن الناس يقولون ان هذا التعيين هو مؤامرة لقتل الفريق الشاذلي وان المخابرات الإسرائيلية والمتطرفين يستطيعون اغتياله في لندن، لانهم يعتبرونه العدو رقم «1»، لم يقتنع الفريق الشاذلي بكل هذا، وقرر السفر إلي لندن، لانه رجل وجندي ولا يخشي الموت، وقال الشاذلي: «اهلا بك أيها الموت انا لا أخشاك».
■ لم يتوقف الفريق سعد الدين الشاذلي عن الدفاع عن موقفه، اثناء وجوده بالجزائر فقدم بلاغا للنائب العام يطلب محاكمة السادات، فماذا تم في هذا البلاغ؟
- الفريق الشاذلي اضاف في آخر فصل من مذكراته فصلاً به تعليقات النقاد والرد عليهم وذكر في تفاصيل هذا البلاغ انه قدم رسمياً بتاريخ 21 يوليو 1979 بلاغا الي النائب العام يطلب محاكمة الرئيس السادات وذكر فيه الآتي: ان السادات ارتكب جرائم منها «الاهمال الجسيم «حيث أصدر عدة قرارات خاطئة تتعارض مع التوصيات التي اقرها القاده العسكرين مما ترتب عليه نجاح العدو في اختراق منطقة الدفرسوار ليلة 15/ 16 أكتوبر، والخطأ الثاني «تزييف التاريخ» في نشر مذكراته في كتابه (البحث عن الذات) وهو ما زال رئيس جمهورية، وهذا الكتاب به مغالطات ومعلومات يظهر فيها التزييف المتعمد وليس مجرد خطأ بريء، والخطأ الثالث «الكذب» لأنه كذب علي الشعب المصري في بيانات رسمية، خصوصا ًفيما يخص أن الجيش الثالث لم يحاصر، رغم انه حوصر بواسطة العدو لمدة ثلاثة شهور، كما ذكر الفريق العديد من الاتهامات في هذه البلاغ.
وختم الفريق بلاغه للنائب العام بجملة مهمة: إذا لم يكن من الممكن محاكمة رئيس الجمهورية في ظل الدستور الحالي، فأقل ما يمكن عمله حافظاً علي هيبة الحكم هو محاكمتي لانني تجرأت واتهمت رئيس الجمهورية بهذه التهم».
■ ما صحة محاولة الاغتيال التي تعرض لها الفريق الشاذلي اثناء وجوده في الجزائر؟
- الفريق الشاذلي كان يتعامل أفضل معاملة أثناء وجوده في الجزائر، وسمح له بإصدار الكتاب، أما عن محاولة الأغتيال، فالسيد «أشرف مروان» هو الذي أبلغ الفريق الشاذلي أن هناك محاولة لاغتياله، لانه صديق الفريق ويهمه إنقاذ حياته ويعلم بالحقائق، بالاضافة إلي أنه تربطنا صداقة عائلية قديمة بين عائلة الزعيم جمال عبد الناصر وأسرتي منذ كنا جميعا في المدارس، والصداقة مستمرة إلي الآن، اهتم المسئولون في الجزائر بحياة الفريق وشددت الحراسة عليه ولم يتم اي شيء .
■ في رأيك لماذا استمر حسني مبارك علي إخفاء دور الفريق الشاذلي في حرب اكتوبر73؟
- سؤال مهم جدا نحن نريد الإجابة عن هذا السؤال؟ لمصلحة من أن عاش الفريق الشاذلي كل هذه السنوات في ضغوط وحصار فكري ومادي وتعتيم وتهميش مقصود. السادات اختار حسني مبارك للحكم بعده حتي يستمر في الحفاظ علي أخطائه ومصائبه.
حسني مبارك هو الذي حاكم الفريق الشاذلي، القصة بدأت حين فكر الفريق أن يترك الجزائر ويعود الي مصر عام 1992 وتم القبض عليه من المطار ونفذ حكم بالسجن، وقبل ان يعود الفريق الي مصر اتصلنا بالمحامي في مصر لانهم كانوا وضعوا كل ما نملكه تحت الحراسة، والارصدة متجمدة ابلغنا المحامي انه لا داعي للحضور لمصر بسبب الحكم، ولما سألنا دكتور «مصطفي الفقي» قال لنا ان الرياسة ليس لها علاقة شوفوا قضيتكم مع القضاء وهذا يعني أن الموقف مع القضاء وليس مع الرئاسة، ثم وصلتنا رسالة من القوات المسلحة فيها «ان القوات المسلحة ترحب بابنائها وجنودنا العائدين».
أول ما وصل الفريق الشاذلي المطار تم القبض عليه وقد علمنا الخبر من إذاعه مونت كارلو وليس من اذاعة مصرية، واخذت منه ( نجمة سيناء - الباسبور- الكارنيهات العسكرية) ونحو500 كتاب وأوراق خاصة. وسيارته اخذوها منه في الجمرك لانهم طلبوا منه جمرك أعلي من قيمه السيارة نفسها، رغم ان الفريق ابلغهم بانه يريد ان يتبرع بها للقوات المسلحة، وبعد تقريبا ثلاث سنوات اشتريت السيارة من مزاد في الجمرك حفاظا علي سيارة والدي . ونفذ الفريق الشاذلي الحكم لمدة سنة ونصف السنة، وحين طلبوا منه ان يطلب العفو ليخرج من السجن رفض الخروج، وسألهم لماذا تخرجوني؟!
■ ماذا عن الصور المزورة التي حذف مبارك منها الفريق الشاذلي؟
- مبارك استمر في محو الفريق الشاذلي من صور حرب اكتوبر، وهذا التزوير ساذج وسطحي، وهي اللقطة المشهورة التي فيها السادات والجمسي أمام الخريطة وفي غرفة العمليات، حذف الفريق الشاذلي من الصورة، وضع صورة حسني مبارك يرتدي البذلة العسكرية وعليها رتبة فريق، رغم ان مبارك وقت حرب اكتوبر73 كان برتبة لواء، وهذا دليل علي ان التزوير تم بسرعة، وأنه لا توجد أي صور لمبارك غير التي وضعوها حتي يستكملوا ما فعلوه.
وأيضا بانوراما اكتوبر، لا يوجد فيها الفريق الشاذلي رغم أن الفريق أبو غزالة قد أبلغهم بأن البانوراما تنقصها لقطات الفريق الشاذلي، والمتحف الحربي به تمثال لا يشبه الفريق الشاذلي من بعيد ولا من قريب وموجود بعيد عن اللقطة كلها وعن افلام العبور ذكرها الفريق الشاذلي في كتابه، أنها لم تكن حقيقة وأنه لم يحضر أي مصور ارض المعركة وأن التصوير تم بعد العبور بمجموعة كومبارس .
■ هل رد المجلس العسكري اعتبار الفريق الشاذلي وأعاد مستحقاته؟
- بالفعل كل مستحقات الفريق الشاذلي حصلنا عليها بعد وفاته مباشرة يوم أول مارس 2011 وردها المجلس العسكري بأثر رجعي، ورد نجمة سيناء، وهذا تصرف متوقع من القوات المسلحة، وأن المشير طنطاوي قبل الثورة كان يسأل عن الفريق الشاذلي علي فترات، ولم يقصر أبدا، بل ارسل له فريقا طبيا اخذوه للمستشفي، وأحضر سيارة له لانتقالاته اثناء مرضة وهي سيارة مخصصة للمحاربين القدامي.
■ نعلم أن الفريق الشاذلي كان مريضا فترة ثورة 25 يناير فهل استطاع متابعتها؟
- نعم إلي حد ما كان يتابع ولكنه لم يركز فكنا نشرح له ما يحدث في التحرير، وكان يشاهد المظاهرات وقال كلمات قليلة قال: «علي الله ما تكررش تاني» يقصد أنه ياليت حتي لا يأتي نظام فاسد تاني، كما قال: نهبونا، ربما تكون كلمات قليلة لكنها تحمل كل الاحداث، أنا عندي ثقة في شباب الثورة انهم سوف يكملون الثورة وعندهم طاقة ويستحيل نعود الي الوراء، واتمني أن شبابنا يقرأ تفاصيل مذكرات الفريق الشاذلي سوف يتعلمون دروسا كثيرة.
■ ماذا عن مصادفة دفن الفريق الشاذلي 11 فبرير2011 وهو نفس يوم تنحي مبارك، كيف تقرئين هذه الصدفة؟
- إنه قضاء الله وصدفة إلهية أن في الوقت الذي يرحل فيه الفريق الشاذلي، يتنحي مبارك عن الحكم، في هذا اليوم حضر العزاء الآلاف من الشعب المصري، وهو الشعب الذي عاش الفريق الشاذلي حياته يتمني ان تصلهم الحقيقة، وصلنا آلاف التلغرافات من القوات المسلحة، وتلغرافات من شخصيات من الشعب عادية لم يتلق بهم الفريق من قبل. وأغرب تلغراف وصلني يوم 13 فبراير 2011 مكتوب فيه (آسف لعدم حضور العزاء لانني خارج القاهرة) والتوقيع محمد السيد حسني مبارك.